من يعتدي على الجيش اللبناني ؟
اكثر من ثلاث سنوات مضت والجيش اللبناني يتعرض للاعتداءات المتكررة في مدينة طرابلس وانحاء شمالية ولبنانية اخرى وهو يواجه بالصبر وبالاحتواء مخططا إرهابيا لخطف الشمال وعاصمته وملامح هذا المشروع باتت واضحة مع انكشاف الوجود المنظم لفصيلي شبكة القاعدة التكفيرية : داعش وجبهة النصرة وبعد طول مراوغة وإنكار وتستر منظم بات هذا البعد واضحا في المعارك التي يدفع خلالها الجيش اللبناني ضريبة الدماء الغالية عن شعب لبنان بأسره .
أولا في أصل الاشتباكات والمعارك وفي جذور الحوادث المتلاحقة يدرك أي متابع منصف أن الجيش اللبناني هو مؤسسة وطنية معتدى عليها في وضح النار من صيدا إلى عرسال إلى طرابلس حيث قامت العصابات الإرهابية التكفيرية بتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية وخطف ضد الجنود اللبنانيين على امتداد السنوات الماضية وحظيت بالتغطية السياسية والإعلامية من قيادات لبنانية شارك بعضها في الحملات ضد المؤسسة العسكرية الوطنية التي تمتلك كامل المشروعية القانونية والأخلاقية في الدفاع عن نفسها ضد معتدين إرهابيين كائنا من كانوا .
ثانيا الجماعات الإرهابية التكفيرية تتحرك لفصل مناطق سيطرتها عن الدولة اللبنانية وسيادتها وتجاهر بطرح مشاريع إماراتها وبالتالي فاستهدافها المتعمد للجيش اللبناني ولمواقعه وعسكرييه هو ترجمة لمخطط يهدف إلى تقويض سلطة الدولة وضرب هياكلها ومن واجب الجيش اللبناني الدفاع عن السيادة الوطنية وعن وحدة الأرض والشعب والدولة وفقا لأحكام الدستور وهذا المخطط الإرهابي التكفيري الذي يستهدف لبنان يطال بخطره جميع اللبنانيين الذين يحمي الجيش حرياتهم الأساسية المستهدفة من قبل جماعات التكفير ويدافع عن امنهم وعن حقهم في الحياة الكريمة الآمنة.
ثالثا طرابلس والشمال عموما ضحية استهداف متواصل من قبل جماعات التكفير الإرهابية المسلحة والجيش الذي يتصدى للإرهابيين هو قوة حماية وتحرير لأهلنا في الشمال وعاصمته الذين تحولت حياتهم إلى جحيم من الاستنزاف والمصادرة السياسية على يد الجماعات المتطرفة التكفيرية ومن يغطونها وتربطهم بها شبكات التمويل والتشغيل الخارجية وكل محاولة لإلباس معركة الجيش اللبناني أي طابع فئوي ما هي إلا تزوير مفضوح فهذه المؤسسة الوطنية تمثل جميع اللبنانيين بدون استثناء .
رابعا إن المواطنين اللبنانيين المنتمين إلى الطائفة السنية الكريمة بجميع تياراتهم وميولهم السياسية والعقائدية هم اول المستهدفين بالقمع والتكفير وبمصادرة الحقوق المدنية في حال نجح المخطط التكفيري في أي رقعة من الأرض اللبنانية يتواجدون عليها وسيفرض الإرهابيون عليهم نمط حياة باتوا يعرفون عينات منه من مشاهد ما يجري يوميا في أكثر من بلد عربي وخصوصا في سورية والعراق وليبيا حيث يقتل المختلف برأيه حتى لو كان تكفيريا وتخترع معايير وانماط سلوكية لا قبل للبنانيين بها من قريب أو بعيد وهي تقوم على الإكراه تحت طائلة القتل والذبح وتنتمي إلى الجاهلية الأولى.
خامسا إن جماعات الإرهاب التكفيري تسعى بكل وضوح إلى تضليل بعض الشباب الساخطين والمهمشين وزجهم في اتون حروبها وفي فتنة شاملة ضد اهلهم وعائلاتهم ومن ثم ضد جميع اللبنانيين الاخرين وهو ما تكشفه لغة التحريض على القتل والعنف والإلغاء التي تستهدف من يخالف التكفيريين آراءهم وفتاوى شيوخهم غير المؤهلين الذين نصبتهم اجهزة مخابرات اجنبية وخليجية ومولتهم وصنعت لهم منصات ومنابر ينشرون تحريضهم بواسطتها وهذه الخطة تهدف إلى تدمير لبنان وإغراقه في حرب اهلية جديدة وطوفان دماء متنقل في جميع المناطق اللبنانية ويعلم من يتذكر من اللبنانيين الكثير عن ويلات الحروب الطائفية التي أغرقت بلادهم من قبل …وعليهم ان يذكروا أبناءهم ويحصنوهم ضد الانجرار خلف من يريد التغرير بهم ليجعلهم وقودا لمؤامرة على بلدهم وأهلهم .
سادسا الجيش اللبناني يدافع عن نفسه وعن أبناء طرابلس والشمال ويحمي السيادة الوطنية ووحدة الأرض والشعب ويناضل لمنع الفتنة والحرب الأهلية وهو يخوض معركة الدفاع عن لبنان وعن حرية شعبه ضد مشروع إلغائي تكفيري تقسيمي وفتنوي يهدد جميع اللبنانيين … ولذلك لا مجال امام أي لبناني سوى التراصف خلف مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء ليبقى لبنان وليحيا اللبنانيون بحرية وكرامة .