بقلم غالب قنديل

نصرالله : منظومة الدفاع والحماية

غالب قنديل

مضت أربعة عشرعاما على الانتصار والكيان الصهيوني الغاصب مكبل بالردع منزوع المبادرة ومعطل القدرة بينما قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله يخطف بكلمة واحدة أنفاس العدو بساسته وعسكره ومستوطنيه ويبقيهم على قدم وساق في حال توتر وترقب ورعب من الآتي المجهول ويحجر على الجيش الجلب في حالة استنفار هي ذاتها جزء من العقاب كما قال أمس في خطاب الذكرى الرابعة عشرة لنصر تموز العظيم.

 

أولا معادلات القوة الرادعة تعاظمت وتنامت بسواعد وعقول جحافل من الشباب المنظم المدرب والمتعلم والخبيرالذي يحمل الأرواح على الأكف ويبتكر الجديد ويطارد التطور التكنولوجي والخبرات القتالية وتقنيات الإدارة العسكرية الأكثر تطورا في العالم ويحصل المزيد في تطوير السلاح الرادع والفاعل المؤهل لتدفيع العدو أثمانا مرهقة يخشاها بضربات مذهلة يزيدها الخيال الصهيوني هولا وبينما يطمئن الشعب اللبناني إلى قوة مقاومته وقدراتها الحامية والرادعة يعيش المستوطنون الصهاينة أسوء أيامهم رعبا على اعصابهم ويمتد القصاص الجاري فينطلق قبل أي ضربة برعب التوقع ويقين الوقوع وها هو العدو يرتعد قلقا وتوجسا منذ أسابيع وقد زاده خطاب الأمس خوفا من الضربة المحتومة عقابا على اغتيال مقاوم على أرض الشام والصهاينة يعلمون ان المقاومة جازمة في وعدها الصادق الذي صار نهجا مبرما منذ الطلقة الأولى فهذه المقاومة نسخت تراث الورم الكلامي والادعاء الفارغ الذي وقعت فيه جهات عربية عديدة منذ نكبة فلسطين فهي دقيقة في كلامها صادقة في وعدها وحازمة في موقفها.

ثانيا لبنان المستباح انتهى إلى غير رجعة وبعد قرابة أربعين عاما من انطلاق فرسان الميادين وأبطال الساحات من تلامذة ورفاق القائدين الشهيدين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين الذين سهر عليهم ورعاهم ودربهم وجهزهم لأكثر من عشرين عاما جنرال محور المقاومة القائد الشهيد الفريق قاسم سليماني ومن بعدهم تتوالى أجيال جديدة وصفوف صاعدة من القادة والمناضلين المبدعين المثابرين المنذورين لحماية الوطن الصغير والمجهزين بالعلوم والخبرات العسكرية والقتالية وهؤلاء جميعا هم من تمكنوا من كف اليد الصهيونية عن لبنان فإذا حزب الله مدرسة فكرية نضالية سياسية وقتالية تتعاقب في رحابها الأجيال التي تربت بإشراف القائد البطل السيد حسن نصرالله على القيم الوطنية والقومية ومبادئ التواضع والتفاني والاستعداد للتضحية في أي لحظة وهي لذلك تمتلك زمام المبادرة في مجابهة العدو المردوع الغارق في خيبة الفشل منذ يوم الانتصار الكبير على الحرب العالمية التي قادتها اعتى امبراطورية استعمارية في التاريخ المعاصر وهذه الحرب الكونية التي خاضها الكيان الصهيوني شاركت فيها دول الناتو وحكومات الرجعية العربية وكانت الغاية فرض مشروع الشرق الوسط الجديد تحت الهيمنة الصهيونية وقد كسرت المقاومة ذلك المشروع وجميع الذين عملوا على فرضه فانكسروا وفشلوا.

ثالثا أعاد  قائد المقاومة التذكير بقواعد الردع والحماية في مجابهة العدو وهو كذلك جدد ترسيخ عناصر الشراكة الوطنية منوها بجميع الشركاء على صعيد التضامن الوطني والتكاتف السياسي في إدارة الحرب العليا وتثبيت وحدة الصف من الخنادق التي جمعت الجيش والمقاومة إلى وحدة الموقف التي عبرت عنها مشاركة أصيلة لقيادات وجهات وطنية حليفة للمقاومة كانت خلال الحرب شريكة في يوميات الدفاع عن الوطن وهذه القوى الحليفة كلها كانت شريكة شريفة ومخلصة لا تقل مساهماتها أهمية عن بطولات المقاومين  وضباط وجنود الجيش في انتزاع الانتصار وإفشال العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي وقد حرص السيد على تسمية الجميع في جميع المواقع الشعبية والقيادية والسياسية وكل من ساهموا في المجابهة الإعلامية وحيا مساهماتهم وسجل لهم الشراكة في الدفاع عن الوطن وانتزاع النصر العظيم وقد أشار السيد نصر الله بالأسماء إلى قادة وطنيين بارزين كانت لهم اليد الطولى من مواقعهم في صنع النصر وتثبيت معادلاته وركائزه السياسية والشعبية وحيث قدم الجمهور في احتضانه لمن شردهم العدوان مثالا في التلاحم الوطني لم تنغصه بعض المواقف والتصرفات المشينة التي ظلت محصورة ومعزولة رغم التضخيم الغربي والمحلي والخليجي وكان في مقدمة الشركاء الكبار كل من الرئيس إميل لحود والرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري وكل من الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي والوزرين سليمان فرنجية وطلال إرسلان إضافة إلى جميع قادة ورموز واحزاب حلف الثامن آذار الذين قدموا مساهمات عديدة في مختلف  مستويات الدفاع الوطني.

رابعا دعوة السيد إلى جمهور المقاومة ومناصريها وحلفائها من شعبها هي التمسك بالصبر والبصيرة والثبات ومراكمة الغضب الذي تثيره تصرفات السفهاء النافرة والاستفزازية  ممن يتآمرون على الوطن ويتطاولون على المقاومة وهم جماعات بائسة فاشلة ومهزومة مرتبطة بالأجنبي تعمل بإمرته وفي ركابه متحللة من أي كرامة او قيمة وطنية او موجب انتماء.

 وكما كانوا خلال في حرب تموز هم إلى اليوم ورغم انكسار رهاناتهم لا يترددون في إثارة الانقسامات وبث الفتن ولهم وعد السيد وعهد رفاقه الأبطال في وقت سيأتي بحسم يضع نهاية لخططهم التخريبية التي تدفع البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية من أجل خدمة الخطط والمشاريع الأميركية والصهيونية وهذا ما ستمنعه المقاومة بحزم مهما كلف الأمر في التوقيت الذي تختاره وتعتبره مناسبا لذا طلب من الناس الاحتفاظ بغضبهم والتمسك بهدوئهم والابتعاد عن الردود العشوائية فالرد الحاسم سيكون حين يأتي اوانه لحماية لبنان من أفعال الجواسيس وطابور الفتن والتخريب والتحريض وكل غد لناظره قريب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى