بقلم غالب قنديل

روح المناعة الوطنية

غالب قنديل

الكلمة المسؤولة التي وجهها قائد المقاومة حول كورونا تجسد بامانة ودقة مكانته المركزية في منظومة المناعة امام المخاطر/ جميع المخاطر والتهديدات فهو يتقدم الصفوف دائما على جبهات التهديد الوجودي وكما الخطر الصهيوني والتكفيري كذلك التهديد الوبائي الذي لا يقل خطورة على الحياة البشرية وقد ركز السيد كلمته لاستنهاض روح المناعة الوطنية ضد الخطر الوجودي وليعلن نفير المقاومة في جبهة جديدة وجودية أيضا كسابقتيها.

 

أولا التهديد الراهن هو وباء فيروسي يزحف على اللبنانيين في ظروف شديدة الصعوبة وقائد المقاومة  كما سبق أن تصدى للخطر الصهيوني وللتهديد التكفيري وقف بمسؤولية ووعي يحث أبناء بلده من الخصوم والأصدقاء على السواء ليتوحدوا ويرصوا الصفوف في الدفاع عن حق الحياة والوجود لجميع المقيمين على أرض الوطن.

يرسخ هذا القائد مكانته المركزية في نسيج المناعة الذي يحمي اللبنانيين من الأخطار ويصون حقهم في الحياة والعيش بعيدا عن التهديد / أي تهديد وجرعة الوعي التي يضخها كالعادة بعيدا عن تقاليد المهاترة والمماحكة وبالتسامي على سموم أعداءالمقاومة الذين لم يوفروا فرصة الخطر الوبائي من التوظيف البشع والرخيص في التحريض على المقاومة وعلى مؤسساتها الصحية وهو قدم النموذج في ذلك كقدوة وطنية في الترفع عن السفاسف والاهتمام بالقضية المركزية في هذه اللحظة.

ثانيا لأن الخطر وجودي فهو يستدعي التضامن التام ووحدة الموقف والإرادة في التحرك لمقاومة الوباء انطلاقا من منع اتشاره وهذ مسؤولية مشتركة بين المواطنين والحكومة والمؤسسات وسائر الهيئات الاجتماعية السياسية والحزبية والأهلية على اختلافها والغاية واحدة هي تعزيز الوقاية وتنشيط المناعة في وجه خطر انتشار الكورونا.

التعاون والتضامن اللذين شدد عليهما السيد نصرالله هما روح المناعة الوطنية في وجه الخطر وضمانة الانتصار عليه والمطلوب من جميع المقيمين في لبنان ان يتحدوا ويضموا جهودهم وإمكاناتهم خلف الجسم الطبي اللبناني الواقف على خط الدفاع الأول وبالتعاون مع الحكومة  ونصحها إن التمسوا خللا او ثغرة وباقتراح تدابير واجراءات قد يفترضونها أكثر فاعلية وجدوى.

ثالثا لايكل السيد من مخاطبة الحمية الإنسانية والانتماء الوطني المحتمل صمود بعضهما  في عقول الخصوم وطرق تفكيرهم عله يستنهض فيهم شئا من وجدان قتلته ارتهانات خارجية ومصالح سياسية ضيقة أو عصبيات مقيتة تحد العقول وتسقف المواقف في مستنقعات التناحر وعفن المماحكة.

وجدها السيد بحق سانحة لاختبار جديد فالمعركة تعني حماية الوجود الإنساني كما هي في جميع بلدان العالم والأمر يطرح نفسه من خارج الصراعات والمحاور السياسية فحياة الكائن البشري هي قيمة واحدة لا يبدلها عرق أو لون أو جنسية أو مذهب عقائدي أوديني أو انتماء سياسي والوباء الخطير لن يطلب أو يدقق هويات المصابين الذين يتمكن من اختراق أجسادهم واجتياح مناعاتهم.

رابعا للأسف قد لايتجاوب الفريق التابع للخارج الذي يعادي المقاومة مع نداء السيد في قضية إنسانية للتعامل مع  التهديد الوجودي بدرجة مقبولة من الحكمة والمسؤولية.

فهذا الفريق يتسقط الثغرات في أداء المؤسسات ليزجها في مناكفاته لاستنزاف الحكومة وبعضه مصمم على إفشالها وإسقاطها مهما فعلت وهو يسخر منابر إعلامية معروفة بارتهاناتها الداخلية والخارجية في حملات لا تنقطع ونتيجتها الفعلية إضعاف التضامن الداخلي في وجه الوباء ولولا الرعب العام من إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول الفيروس إلى وباء عالمي لتوسع انفلات  الفيروس الإعلامي في نهش المناعة الوطنية.

مع هذا البعض السياسي المريض والمرتهن تتراصف مجموعات الثورات الافتراضية وجماعات حراكية  والكثير من ذوي اليافطات اليسارية الذين أصابتهم لوثة البحث عن السحيجة والمصفقين بأي ثمن وهم يديرون الظهر لتحدي الدفاع عن الوجود الإنساني الذي هو شرط الوجوب لأي نضال يدعي الدفاع عن الكرامة الإنسانية وأي حقوق اجتماعية أو سياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى