تقارير ووثائق

قراءة سريعة للخطوط الاولية للسياسة الامريكية الجديدة بقلم الدكتور غسان غوشة

 

الدافع لهذا المقال هو بعض المواقف والاعمال المتناقضة ظاهريا في سياسة بايدن الخارجية.

 

لنفهم ما يجري , علينا ان ندرك ان اسقاط ترامب على يد الرأسمالية الامريكية المعولمة والتي تسيطر على المواقع الرءيسية في الدولة العميقة,

كان ضروريا. لتصحيح الاخطاء الفاحشة التي ارتكبها الاخير والتي اساءت بشدة الى سمعة امريكا وكذلك الذي كاد ان يدخل امريكا في حرب اهلية نتيجة سياسته العنصرية

والشعبوية.

جاء بايدن ليصحح الامور ويعيد تثبيت المصالح الامريكية بشكلٍ

جديد، اي ان يوفق بين السياسة الخارجية والمصالح الطبقية للمواطنين في امريكا, وخاصة الطبقة الوسطى التي تضررت بشدة من العولمة.

اي ان عَلى بايدن ان يعيد توزيع النهب الخارجي على مختلف الطبقات في الداخل وليس فقط للطبقة العليا.

لذا, فهو لن يتخلى عن تأكيد تفوق دولته و لذلك رفع شعار ها قد عادت امريكا لتتزعم العالم.

وهذا يعني ان امريكا عادت لتهدد باستعمال كل الاسلحة لتأكيد تفوقها

على بقية الدول الكبرى كروسيا والصين حتى ولو اضطر الى مواجهتم

بالسلاح.

ولكن الاولية الان هي للسيطرة على وباء الكورونا الذي يستفحل في امريكا وهذا يعني انه بحاجة لسنة لكي يشهر انيابه بشكل واضح.

سيختبئ بايدن خلف الشعارات البراقة التالية:

حقوق الانسان

الديمقراطية

مكافحة الفساد،

وهذا الشعار الاخير سيكون الاهم وخاصة في ابتزاز خصومه,كما فعل مع بوتين بموضوع القصر الفخم جدا على البحر الاسود والتي يخوض المعارض الروسي معركته الاساسية ضد بوتين ,على اساسها.

وهنا نلحظ ان بايدن سيحاول توحيد صفوف الحلفاء الاوروبين القدامى

معه لمواجهة روسيا والصين وكل من يعترض طريقه.

لذا فانه في هذه المرحلة، اي قبل القضاء على الوباء الكوروني. سيستعمل الدبلوماسية والقوة مع بعض او بالتناوب لتحقيق اهدافه.

معركة امريكا مع خصومها الكبار قد تتدحرج الى ما لا تحمد عقباه.

وكذلك سيكون مضطرا الى الالتفات الى الداخل ليوحد الصفوف ولا يترك لترامب مجال الاستفادة للعودة الى سدة الحكم.

فالمطلوب ارضاء وتحسين اوضاع الطبقات الوسطى والاقليات

والا فشل فشلا ذريعا.

باختصار سياسة خارجية في خدمة الداخل المتململ والذي يمكن ان يتمرد.

كذلك لا بد ان تنشأ توترات مع بعض الحلفاء الذين هم غارقون في الفساد

او لا يحترمون حقوق الانسان،

ولا ندري كيف يستعمل بايدن مع من سيتمرد منهم.

باختصار امام بايدن مهمات صعبة ومتناقضة للغاية ولكن ما يهمنا هو هل سيتحول اهتمامه الى الشرق

و يتخفف من مشاكل منطقتنا ام ان اللوبي الصهيوني وحلفاءه في امريكا سيتمكنون من توريطه في مستنقعات المنطقة.

على كل المنطقة تغلي،

والقوى الاقليمية تسعى لملءً الفراغ.

وامامنا في لبنان ساحة مفتوحة

وفِي طرابلس ، كالعادة، ملعبا لتصفية الحساب في الاوقات الضائعة.

حمى الله طرابلس حيث الفراغ يغري مختلف الاطراف.

طرابلس بحاجة للوعي ولابعاد الفتن عنها.

ويل لمن يولع النيران فيها

فلن تغفر له المدينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى