تقارير ووثائق

الطليان في لبنان? بقلم الدكتور غسان غوشة

 

وأخيرا “وصلوا الطليان

 

جاء وزير دفاعهم , ومعه سفينة حربية…صعد الى بعبدا وأعلن من هناك ،ان روما ستقدم مساعدات كبيرة للبنان،وان رءيس وزراء إيطاليا سيزور لبنان في القادم القريب من الأيام ….

في لبنان، مثل ساءد منذ بداية الاستقلال ،يضع الحق على الطليان في كل شاردة وواردة.

طبعا الهدف هو تجهيل

الفاعل المعلوم”،غير انه من ناحية اخرى كان يسخر من الطليان.

جاء الزائر الإيطالي ليذكرنا ان البحر الأبيض المتوسط كان يسميه الرومان mare nostrum. “Norte mer وبالعربي بحرنا.

زيارة وزير دفاع إيطاليا تزامنت مع تدريبات مشتركة

إقامتها البحرية الإيطالية مع البحرية التركية وكذلك أقامت من جهة اخرى مناورات بحرية مشتركة مع فرنسا واليونان.

قد يقول ، ومن يهتم ،في أيامنا هذه بأمر ايطاليا وهي اصبحت دولة ثانوية وغير مؤثرة في موازين القوى .

الجواب هو ان ايطاليا تسعى جاهدة الى النهوض والى لعب دور مهم في اوروبا والمتوسط .

وتقوم السياسة الإيطالية على التميز عن الثنائي الألماني الفرنسي وعلى اتخاذ مواقف

تتعارض خاصة مع فرنسا ،في الملف الليبي .

اضافة ان ايطاليا تملك شركة ايني للبترول والغاز والتي اصبحت شديدة الفاعلية في مصر خاصة وفِي كل شرق المتوسط وهي تتنافس مع شركة توتال في هذا المجال.

لنعود الى لبنان ،ونطرح هذا السؤال ؟

هل ايطاليا مهتمة بلبنان وهل لإيطاليا مصالح ونفوذ وعلاقات في لبنان ؟

بالنسبة للعلاقات التجارية ،

فان ايطاليا تحتل المرتبة الثانية في لائحة المصدرين الى لبنان،وهي تصدر بضائع كثيرة ومتنوعة اذكر منها السيارات والثياب الفخمة والعطور والرخام والزجاج المميز “مورانو”والمجوهرات

والأحذية والجلديات وغيرها الكثير .

ولإيطاليا تاثير ثقافي وديني

سواء عبر الفاتيكان او عبر مدارس الآباء الكرمليين.

وقد اهتمت ايطاليا ،في السنوات العشر الاخيرة بتطويرعلاقتها بلبنان وخاصة العلمية والثقافية.

وفتحت أبواب جامعاتها الكبرى للطلبة اللبنانيين

من كل الطوائف وقدمت لهم الكثير من المنح وهي تهتم بمتابعة العلاقة مع الخريجين

     اذا ،جاء الوزير الإيطالي ،

وليس صدفة ان يكون وزير الدفاع وليس الخارجية ،ليقول للجميع ، وخاصة للرئيس الفرنسي،

ان روما اقرب الى بيروت من باريس وان علاقة روما ببيروت تعود الى ايّام مدرسة بيروت للحقوق .

لكن ما هي علاقات ايطاليا الخارجية هذه الأيام ؟

في السنوات العشر الاخيرة ،

كانت روما اقرب العواصم الأوروبية الغربية الى واشنطن،

وكانت تعتبر ان الحلف الألماني الفرنسي يهمشها.

اما في المدة الاخيرة، اَي منذ سنة تقريبا ،فان روما قطعت شوطا كبيرا بالتقرب من الصين،حتى انها اصبحت الشريك الأوروبي الاول للصين في مشروع طريق الحرير وحزام الطريق.

اذن روما ، كما بكين، معنية

بمرفأ بيروت لأنه مهم لمشرو ع طريق الحرير كحلقة وسط بحرية بين الشرق والغرب .وروما تبني آمالا كبيرة على هذا المشروع .

اذا اكتمل النصاب في لبنان وحضر الجميع .واصبح الصراع على مرفأ بيروت جزء من الصراع على خطوط التجارة والنفط والغاز في شرقي المتوسط .

فرنسا ،تتصرف على انها ما زالت الوصية على الدولة اللبنانية وأم الصبي والأم الحنون.

ويبدو ان ماكرون يراهن على ان تلتهي امريكا في الأيام القادمة بانتخاباتها وتسمح لفرنسا بحرية الحركة في لبنان .

قد تنجح هذه المحاولة ،وان كان الاحتمال ضعيفا .

ولكن لن تتمكن فرنسا من تركيب تسوية في لبنا ن بين الفرقاء،بل جل ما قد تحصل عليه هو هدنة لتمرير الوقت

تسمى بالدارج ترييحة.

الا ان الجيوبوليتيك لا ترحم ولا تختفي ولا تنام :

إسرائيل تخطط لشئ ما في لبنان …..

امريكا ما زالت صاحبة القرار في المنطقة والعالم

حاولت قطع الطريق بالامس على الروس في شرق سوريا

ولكن الروس اصطدموا بها ولَم يعتذروا . يبدو ان هناك قرارا مشتركا روسي تركي إيراني بالرد على مخططات امريكا في سوريا والعراق والقائم على دعم الانفصاليين الاكراد

ختاما الانتخابات الامريكية اصبحت على الأبواب

ترامب لن يستسلم ولن يتقبل

الهزيمة . في جعبته

  ألاعيب

خطيرة ،داخلية وخارجية.

من اليوم حتى السابع من تشرين الثاني، لا بد من الانتباه والحذر.

لن ينفع بعدها ان نقول

الحق عالطليان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى