تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 11/10/2019

نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

 

11  تشرين الأول/اكتوبر 2019     

المقدمة      

        بدأت معركة التحقيق لعزل الرئيس في مجلس النواب واشتد سعيرها لدرجة لم يتنبأ أحد بغيابها عن المشهد السياسي في أي وقت قريب. بيد أن “مباركة” الرئيس ترامب للتدخل العسكري التركي في شمالي سوريا اتخذ الأولوية في مجمل المشهد السياسي الأميركي.

        يستعرض قسم التحليل “الغزو” التركي، كما أسماه الرئيس ترامب في البداية، وتنافر المواقف بين واشنطن وأنقرة، وما رافقها من رفض وتهديد للأخيرة بتفعيل الكونغرس عقوبات غير مسبوقة. الرئيس ترامب بالمقابل شدد على التزامه بوعوده الانتخابية لسحب القوات الأميركية من سوريا.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

سوريا

        اعتبرت مؤسسة هاريتاج أن دعم الرئيس ترامب لنظيره التركي لا ينبغي أن يفسر بأنه بمثابة “ضوء أخضر لشن العمليات العسكرية في سوريا،” كما تروج له الأوساط المناوئة لسياسات البيت الأبيض. وأوضحت أنه من الخطأ القاتل بناء الاستنتاجات والفرضيات الخاصة بالسياسة الخارجية الأميركية استناداً إلى مضمون “تغريدات الرئيس، أو التقارير الإخبارية بوحي التكهنات، أو إضفاء ترجمة مبدعة لما قد يكون قصده.” وشددت على بيان وزارة الدفاع الأميركية التي “أوضحت لتركيا، كما فعل الرئيس، بأننا لا نؤيد العملية التركية في الشمال السوري .. كما أن القوات الأميركية لن تتدخل في سير تلك العملية.”

https://www.heritage.org/middle-east/commentary/trump-serious-about-syria-heres-what-you-must-always-remember

        كما تناولت مؤسسة هاريتاج ما تغاضى عنه الرئيس ترامب في سياق سياسته الشرق أوسطية التي كان ينبغي أن تشمل “هيكلية أمنية لعموم الشرق الأوسط .. والتي كان بإمكانها” إفشال الهجوم على منشآت أرامكو السعودية “وإيران مردوعة من التدخل بشؤون جيرانها.” وحثت البيت الأبيض على أعادة الاعتبار لتلك الهيكلية “الموازية لحلف الناتو لضمان أمن واستقرار المنطقة على المدى البعيد.” ونوهت إلى فشل المحاولات الأميركية السابقة في هذا الشأن أبرزها أبان الرئيس الأسبق دوايت آيزنهاور، بيد أن الأوضاع قد تغيرت منذ ذلك الوقت “وليس بوسع الولايات المتحدة أن تدير ظهرها للمنطقة.”

https://www.heritage.org/middle-east/commentary/time-collective-defense-the-middle-east

        التدخل التركي في شمال شرقي سوريا” كان محور اهتمامات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في أعقاب مكالمة هاتفية بين “ترامب واردوغان التي وعد فيها الرئيس الأميركي بعدم معارضة التدخل العسكري التركي؛ بينما انسحبت القوات الأميركية المتواجدة بالقرب من الحدود التركية التي يتراوح تعدادها بين 100 إلى 150 عسكري؛ بيد أن بعض القوات الأميركية ستبقى مرابطة في شرقي سوريا.” وأضاف المركز أن البيت الأبيض شدد معلناً أنه من الآن فصاعداً ستتولى تركيا المسؤولية عن كافة مسلحي داعش في المنطقة.

https://www.csis.org/analysis/implications-turkish-intervention-northeastern-syria

        استعرض معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نتائج تقرير أعدته “مجموعة دراسة سوريا،” بتكليف من الكونغرس، حول آفاق السياسة الأميركية نحو سوريا، مشدداً على ما تضمنه من “تحذير للمخاطر التي تهدد أمن الولايات المتحدة نتيجة انسحاب القوات الأميركية؛ لا سيما وأن داعش لا يزال يملك الوسائل والرغبة لشن هجمات ضدها.” وأضاف المعهد الذي ترأس تلك المجموعة ان “قوات سوريا الديمقراطية هي شريك الولايات المتحدة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل سوريا .. وينبغي على واشنطن الإدراك بأنها لا تزال قادرة على التأثير في نتائج الحرب الجارية بآلية تحمي مصالحها الحيوية.” ومضى تقرير المركز بالقول ان “تسليم الرئيس ترامب لتركيا بالمهمة العسكرية لا يعني أن أولويات أنقرة تتمثل في القضاء على داعش.” المطلوب برأي المعهد ومجموعة الدراسة أنه يتعين على واشنطن الاستثمار في “التزام طويل الأجل يستند إلى استراتيجية واقعية .. بتطبيق مبدأ أميركا أولاً وليس أميركا وحدها.”

https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/syria-study-group-2019

العراق

        اعتبر المجلس الأميركي للسياسة الخارجية ما يجري في العراق من حراك يعكس حجم المأزق الذي يواجه “نظام الملالي في طهران” والذي سرعان ما اتضح له عمق الأزمة ليس بدافع تجمهر المتظاهرين ضد الفساد المستشري وتقلص الخدمات المدنية فحسب، بل “ضد التدخل السياسي الإيراني في شؤون العراق.”

https://www.afpc.org/publications/articles/iraq-pushes-back-against-iranian-influence

        وشاطره الرأي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لناحية تحميل “القيادة والشخصيات السياسية في العراق المسؤولية عن الفشل في إدارة الدولة كما والقرارات الإجرائية قصيرة الأجل التي اتخذتها لمعالجة إرهاصات لقوى مدنية متعددة، ما هي إلا نتيجة لأزمات بنيوية طويلة الأمد أثمرت اضطرابات سياسية ونزاعات في عموم المنطقة، والتي غذت بروز التيارات المتشددة والإرهاب.” واستدرك المركز بالقول إن ما يعانيه العراق ليس أمراً استثنائيا بل كذلك في “أفغانستان وسوريا وليبيا واليمن .. نتيجة النجاحات المحدودة التي حققتها الولايات المتحدة في حروبها الطويلة.”

https://www.csis.org/analysis/afghanistan-iraq-syria-libya-and-yemen

روسيا

        تناول معهد واشنطن تنامي الدور الروسي في المنطقة خاصة “منذ أيلول/سبتمبر 2015” في سياق “التدخل في سوريا كخطوة للوثوب قدماً وإعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية برمتها، مستغلاً تقلص التمدد الأميركي بالمقابل.” وخلص المعهد بالقول أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين “يتفوقون على روسيا في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية (وما ينقصهم هو) تبني استراتيجية متوازنة لمواجهة روسيا والمحافظة على المصالح والقيم والمصداقية.”

https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/shifting-landscape-russias-military-role-in-the-middle-east

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى