تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية23/3/2019

نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

23 آذار- مارس/‏ 2019    

المقدمة      

       في الساعات الأخيرة قبل بدء عطلة نهاية الأسبوع، تم الإعلان عن استكمال المحقق الخاص روبرت موللر وفريقه اجراءاته لملاحقة التهم المنسوبة ضد الرئيس ترامب بتورط حملته الانتخابية مع روسيا، وقدم تقريره النهائي لوزير العدل، وفق الأصول المعمول بها. التسريبات الأولية الصادرة عن اولئك الذين اطلعوا على التقرير تشير إلى انتفاء دلائل مادية تثبت الاتهام.

       الأزمة الأكبر التي تواجه واشنطن هي “تلكؤ وتراجع” زخم سياستها لتغيير النظام بالقوة في فنزويلا، على الرغم من بعض التأييد الذي حظي به ترامب حديثاً بزيارة رئيس البرازيل للبيت الأبيض وأعلانهما المشترك عن “تطابق الرؤى لتنفيذ حل جذري” للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.

يستعرض قسم التحليل تلك المحطة من السياسة العدوانية لواشنطن، والخيارات المتبقية أمامها في ظل عزلتها داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة لمحاصرة فنزويلا دولياً.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

تراجع النفوذ الأميركي

       اصدر معهد هدسون دراسة حديثة حول “انحسار الردع الأميركي الذي اعتادت الولايات المتحدة توظيفه” كامتداد لقوتها العسكرية في بسط “نفوذها وسياستها الردعية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .. مع استمرار ادارة ترامب الاعتماد عليها.”

واستدركت الدراسة مشيرة إلى “التغيرات الدولية الهائلة التي طرأت على المناخ العام الحاضن لسياسة الردع، ويستمر في التغيير .. بما فيها الاستراتيجيات السابقة المعتمدة والتي أثبتت فشلها.” وأوضح المعهد “.. انقلاب بعض الفرضيات المحورية السابقة المتعلقة بكيفية تصرف العنصر البشري عند اتخاذه قرارا تحت تأثير ظروف تنم عن مخاطر نتيجة التقدم العلمي في العلوم المعرفية والسلوك البشري.”

https://www.hudson.org/research/14871-the-decline-of-deterrence

تداعيات السياسة الخارجية على الداخل الأميركي

       اعتبر معهد كارنيغي أن الأزمات الإجتماعية والاقتصادية المتلاحقة، التي تمر بها الولايات المتحدة، قد أحدثت تغيراً في “وعي الطبقة المتوسطة وتبايناً ملحوظاً في التسليم بالفرضيات السابقة بأن الدور الأميركي في الخارج لم يعد يلبي مصالحها الاقتصادية وازدهارها .. على الرغم من البيانات الاقتصادية التي تشير لمعدلات نمو وانخفاض البطالة، لكن العائلات الأميركية تعاني لمجرد الحفاظ على مستوى حياتي يليق بها.” واعتبر المعهد ان “نظام العولمة الاقتصادي جاء بالنفع على الشريحة الأميركية الأشد ثراء وخدم الصين ودول منافسة أخرى.”

https://carnegieendowment.org/2018/12/10/u.s.-foreign-policy-for-middle-class-perspectives-from-ohio-pub-77779

       في ذات السياق، أشار معهد كاتو إلى تنامي “الهوة (الاجتماعية) الناجمة عن انفصام سياسات النخب في واشنطن عن هموم الداخل الأميركي،” وتداعياتها على المستوى العالمي الذي يتساءل بدوره حول “مدى استمرار الرأي العام بدعم سياسة خارجية نشطة ذو توجهات استراتيجية.” الجواب برأي المعهد “نعم بشروط .. نظراً لتنامي هوة توافق الأميركيين مع كيفية إدارة واشنطن لانخراطها على المستوى العالمي.”

https://www.cato.org/blog/mind-gap-foreign-policy-disconnect-between-washington-america

سوريا

       أشار المجلس الأميركي للسياسة الخارجية إلى علاقة “الشراكة المعقدة بين روسيا وإيران في سوريا،” على خلفية لقاء عقد عام 2015 بين “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمرشد الأعلى آية الله (علي) خامنئي .. الذي كرس دخول روسيا وبدء توجهات ايرانية معقدة في سوريا” معتبراً أن طهران رمت “لتسخير فوائد الوجود الروسي والتغلب على أي قيود محتملة ناجمة عنه على أجندتها التوسعية.”

https://www.afpc.org/uploads/documents/Iran_Strategy_Brief_No_12.pdf

الانتخابات “الإسرائيلية

       تناول معهد واشنطن لائحة الاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من زاوية مدى تأثيرها “بتقويض مساعي (جاريد) كوشنر للسلام،” معتبراً أن “صفقة القرن .. قد تُطرح بعد فترة وجيزة” من الانتخابات الشهر المقبل، مؤكداً أن “خطوطها العامة ستناسب (نتنياهو) حتى لو اعترض على بعض عناصرها.” وحذر المعهد من “الرياح السياسية المتغيرة” في تل أبيب التي قد تعصف بالصفقة مشيراً إلى تبدل الخارطة السياسية “.. اندماج حزبين؛ وانضمام غير مسبوق لثلاثة رؤساء أركان سابقين (الذين) بإمكانهم إفشال ميزة نتنياهو” في النفخ بالتهديدات الأمنية، لكن إذا قدر له الفوز فإن “الملاحقة القانونية ستؤرق مستقبله السياسي لعدة أشهر قادمة.” وأضاف أن تصريحات كوشنر في مقابلة له مع شبكة “سكاي نيوز العربية” أثارت الشكوك مجدداً حول “الصفقة” معتبراً أن تأكيد كوشنر على تعامل “خطته مع مسألة الحدود ما هو إلا مؤشر على إقامة دولة فلسطينية.”

https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/are-israeli-politics-dooming-kushners-peace-push

ايران

       جدد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تحذيره من “تنامي الحضور الإيراني في الشرق الأوسط، بالرغم من فرض عقوبات أميركية جديدة عليها وانسحاب (واشنطن) من الاتفاق النووي .. خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة لم تؤدي لتدهور نشاطها في المنطقة – أقله ليس بعد.” وأوضح أن استنتاجاته تأتي ثمرة “جهود تجميع وتحليل البيانات المتوفرة .. التي تؤشر على تنامي عدد وقدرات القوات الأجنبية المتشاركة مع قوات الحرس الثوري – وفيلق القدس .. والتي يلمس حضورها في دول مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن وافغانستان.” واضاف زاعماً أن “ايران تسعى ايضاً لانشاء ممر بري متواصل عابر في المنطقة وزيادة قدرتها على تحريك مقاتلين ومعدات من مسرح قتالي إلى آخر.”

https://www.csis.org/analysis/war-proxy-irans-growing-footprint-middle-east-0

الصراع الهندو- باكستاني

       حذرت مؤسسة هاريتاج من تدهور تداعيات الاشتباكات الأخيرة بين الهند وباكستان حول أقليم كشمير، إذ دلت على أن المنطقة “دخلت مرحلة جديدة وخطيرة في العلاقات الثنائية؛ مما يتعين على المجتمع الدولي مضاعفة الجهود لإنهاء آفة الإرهاب التي ترعاه الدولة في باكستان ، ممثلا بمجموعة جيش محمد؛” مؤكداً أن ذاك التنظيم “أعلن مسؤوليته عن حادثة تفجير اودت بحياة 40 جندي هندي.”

https://www.heritage.org/middle-east/commentary/india-and-pakistan-living-borrowed-time

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى