تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 12/1/2019

 

نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية                                                         

12/ كانون الثاني – يناير/‏ 2019  

المقدمة      

سوريا وانسحاب القوات الأميركية وسرعة تراجع الرئيس ترامب لمنح مزيد من الفرصة الزمنية، تحت ضغط القيادات العسكرية، أشرت على بلوغ الصدام الداخلي مرحلة متقدمة، لا سيما بعد “إقالة” وزير الدفاع واستقالة مدير مكتب موظفي البيت الابيض.

قرار الانسحاب وما رافقه من تعديل معلن في السياسة الأميركية، سيكون موضوع التحليل، والذي اعتبره البعض مؤشر على تخبط بارز في آلية صنع القرار نتيجة الانكفاءات الميدانية الجارية، لا سيما في كل من اليمن وسوريا، والمتغيرات المحلية والدولية.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

قرار الحرب لمن؟

       قرار شن الحرب، او التورط العسكري، دائم الحضور في الجدل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، اللتان تسعى كل منهما على قضم ما تستطيع من نفوذ لصالحها، مع ادراكهما الوثيق بأن للرئيس صلاحية مطلقة شن “حروب محدودة” زمنياً “.. شريطة إطلاع الكونغرس (خلال 48 ساعة والا تتجاوز العمليات العسكرية 60 يوما بدون موافقة الكونغرس ) وان يتم بعدها الانسحاب خلال 30 يوماً.”

       صوّب معهد كارنيغي بوصلة النقاش فور انعقاد الدورة السادسة عشر بعد المئة للكونغرس الجديد مشيراً إلى أن من بين القضايا الملحة على جدول الأعمال ينبغي إثارة مسألة “متى وأين يجب نشر القوات العسكرية الأميركية المدهشة .. إذ أن الدستور يمنح صلاحيات إدارة الشؤون الخارجية لكلا الكتلتين المتصارعتين، الكونغرس والرئيس؛” مطالباً السلطة التشريعية باستعادة دورها في “الإشراف الشرس” عليها. واستدرك بالقول أنه من الطبيعي أن يقلق البيت الأبيض كونه لا ينظر بعين العطف لأي دور “اشرافي” للكونغرس وليبقي على تمركز صنع القرار بيده. وحث البيت الأبيض على “الترحيب بدور شراكة تامة مع الكونغرس في قضايا تمس الأمن القومي والذي من شأنه تشذيب السياسات المتبعة وسبل تطبيقها معا.”

https://carnegieendowment.org/2018/12/17/can-congress-stop-forever-war-pub-77987

سوريا

       أكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الشائع لقناعات ومواقف كبار السياسيين الأميركيين لتعثر استراتيجية الحروب “سنة تلو الأخرى” والتي بدأت “.. لمحاربة الارهاب عام 2001؛ وحروب مستمرة في الخليج منذ عام 2003؛ والتخبط في سوريا منذ عام 2011.” واعتبر المعهد جولة الاتهامات المتبادلة حاليا على خلفية إعلان الرئيس ترامب انسحابه من سوريا بأنها “ليست أكثر سذاجة أو عُقم من الجدالات السابقة حول ملامح السياسة الأميركية نحو سوريا .. وتخلو من أي مضمون حقيقي، كما سابقاتها، حول طبيعة الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط والخليج منذ عام 2001.” وأضاف أن مستويات النقاش انحدرت تدريجيا بحيث أضحت “بلا هدف استراتيجي واضح، وفشلت في التحكم بأي من القضايا المتعددة التي تسهم في بلورة استراتيجية أميركية في المنطقة.”

https://www.csis.org/analysis/iraq-iran-gulf-turkey-and-future-meaningless-debate-over-trump-strategy-syria

       سخر معهد أبحاث السياسة الخارجية من قرار الانسحاب من سوريا “المفاجيء .. والذي تم بلورته (على عجل) بين طواقم وزارتي الخارجية والدفاع؛ ثمرة لمراكمة الاخطاء.” وجادل في فرضية صواب القرار الرئاسي “حتى لو جاء نتيجة اسباب لا يدركها الرئيس ولن يتحمل مسؤولية الاستشراف” لتداعيات القرار.

https://www.fpri.org/article/2018/12/leaving-syria/

       اتهم معهد كاتو دائرة المستشارين الضيقة المحيطة بالرئيس ترامب “بكبح والغاء تطلعاته الواقعية” التي بادر بها بدءأ من اعلانه الانسحاب من سوريا واكبه اعلان آخر بتقليص عدد القوات الأميركية في افغانستان الى النصف، تقريبا. واوضح أن الفريق المعارض للقرارين معظمه من “صقور المحافظين الجدد بتأييد من الليبراليين من أنصار الحملات العسكرية الإنسانية .. مما يقوض المصالح الأميركية في البلدين.”

https://www.cato.org/publications/commentary/why-trumps-advisors-keep-quashing-realist-whims

       استعرض معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تداعيات قرار الانسحاب من سوريا “من وجهة نظر اسرائيل .. وحرص المسؤولين فيها على عدم توجيه انتقاد علني للرئيس ترامب؛ بيد أن ما يضمرونه تحت السطح تميز بعدم الرضى والقلق والرغبة في استثمار الخطوة لما قد يبنى عليها من ايجابيات.” وأوضح أن الاتصالات المكثفة التي أجراها بنيامين نتنياهو مع “الرئيس ترامب هاتفيا، ولقائه وزير الخارجية مايك بومبيو على هامش لقاء البرازيل، واستضافته لمستشار الأمن القومي جون بولتون استثارت بمجملها ضمانات أميركية علنية حول أمن اسرائيل.” وأضاف أن بعض كبار القادة السياسيين خفف من غلواء إعلان ترامب بالتأكيد على تواضع التواجد الأميركي هناك وأنه غير مؤهل لمواجهة التقدم العسكري لإيران.” واستدرك بالقول أن تلك المروحة المتعددة من ردود الفعل “لا تعكس كامل الحقيقة.”

https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/trump-departs-syria-an-israeli-perspective

          وفي استعراض موازٍ اعتبر معهد واشنطن جولة وزير الخارجية مايك بومبيو المكثفة في المنطقة قد تم الإعداد لها “قبل أعلان” الانسحاب، وهو يرمي ” للترويج وتفسير قرار الرئيس بأننا في طريق الخروج من سوريا لأصدقاء الولايات المتحدة.” وأوضح أن سوريا بالنسبة لتلك الدول لا تشكل أولوية بل “التصدي لنفوذ ايران ونشاطاتها العسكرية” هناك.

https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/eight-days-in-middle-east-puts-pompeos-diplomacy-to-the-test

ايران

       أعرب المجلس الأميركي للسياسة الخارجية مع مرور الذكرى السنوية الأولى على الاحتجاجات الشعبية في ايران بأنها دليل على “استمرار هاديء للقوى المناوئة للثورة (الاسلامية) والتي استطاعت تحويل مطالبها إلى حركة تتحدى شرعية النظام الديني .. رغم تجاهل وسائل الإعلام لها.” وأوضح أن المطالب “المحقة” للمحتجين تجد صداها في تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد “فمؤشر التضخم في ارتفاع، ومعدل التضخم السنوي وصل لنحو 40% .. بينما اقر البنك المركزي الايراني بمعدل تضخم يفوق 50% خلال السنتين الماضيتين.” وخلص بالقول أن تجديد الولايات المتحدة للعقوبات على ايران تلعب الدور الرئيس “بيد أن حقيقة الأوضاع الداخلية أسوأ مما قد تعترف بها السلطات.”

https://www.afpc.org/publications/articles/a-year-into-irans-quiet-counterrevolution

    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى