تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية2/12/2017

 

نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

2 كانون الأول – ديسمبر/‏ 2017    

المقدمة    

       أثناء إعداد هذا التقرير شهدت واشنطن تحولات سياسية سريعة وهامة من شأنها، إن استمرت وتيرتها، تضييق الخناق على شخص الرئيس دونالد ترامب؛ وذلك بعد مثول مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين أمام القضاء واعترافه بذنب الادلاء بشهادات كاذبة لمكتب التحقيق الفيدرالي. أما تداعياتها فستنعكس على المشهد الأميركي الداخلي حصراً.

       يستعرض قسم التحليل الجدل الدائر حول طبيعة وتوقيت الرد الأميركي على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً تهيئة لحمله رؤوساً نووية، كما يعتقد. اللجوء للخيار العسكري هو المفضل أميركيا، لا سيما في أوساط المحافظين الجدد ومؤيديهم، بيد أن قيوداً وتعقيدات دولية تحول دون تنفيذ تهديدات “الغضب واللهب،” والإطلالة على قنوات وساطة خلفية بين بيونغ يانغ وواشنطن بموافقة ضمنية من الرئيس ترامب.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

السياسة الأميركية في المنطقة

       اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية سياسة الرئيس ترامب نحو دول الخليج بأنها “لا تختلف كثيراً” عن سياسة سلفه الرئيس اوباما؛ موضحاً أن استراتيجية الاستدارة نحو آسيا استدعت “فك اشتباك الولايات المتحدة من العلاقات الحميمية التي يعتبرها (ترامب) تجاوزت فوائدها.” وأضاف أنه بصرف النظر عن الترحاب الكبير الذي حظي به ترامب لدى تلك الدول إلا أن سياسات “إدارة ترامب تشكل استمراراً لجهد متنامي لإبعاد الانخراط الأميركي عن الخليج وليس العكس.” واستعاد المعهد قولا أميركيا مأثورا حول تفاقم الأزمة العرقية في عقد السبعينيات من القرن الماضي، التجاهل غير المتعمد، للتدليل على مطابقتها السياسة الأميركية الراهنة. وأردف بالقول أن عدد لا بأس به من الأميركيين يعتبرون “تقليص العلاقات الأميركية لدول الشرق الأوسط ما هي إلا جزء من استراتيجية (أميركا أولا) التي طال انتظارها.”

https://www.csis.org/analysis/benign-neglect

       تفاقم الملاحقات القضائية لأعوان الرئيس ترامب، على خلفية التواصل مع روسيا لترجيح كفة الانتخابات الرئاسية المزعومة، إعتبرها معهد أبحاث السياسة الخارجية بأنها بمثابة هدية للإدارة وربما “ستسفر عن إنشاء واقع جيو- سياسي جديد في منطقة الشرق الأوسط.” وأعرب عن ارتياحه للتوقيت الزمني لتلك التحقيقات والتي “ربما قد ألقت ظلالاً من الشك على قمة سوتشي التي استضافها الرئيس الروسي” بحضور الرئيسين الايراني والتركي، وما أسفرت عنه من إعلان القمة “عقد مؤتمرلحوار وطني سوري في سوتشي في وقت قريب.” وسخر المعهد من اعلان القمة عن التزام الزعماء الثلاثة “بجهود إعادة إعمار سوريا .. وهم المشكوك بمصداقيتهم فيما يتعلق بممارسة الديموقراطية” داخل بلدانهم.

https://www.fpri.org/article/2017/11/new-geopolitics-middle-east/

ايران وكوريا الشمالية

       أعرب معهد واشنطن عن عظيم قلق الحكومة الأميركية من “اللقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين ايرانيين وكوريين شماليين” في الآونة الأخيرة لما ينطوي عليها من “تعزيز علاقاتهما العسكرية المشتركة .. والتي تتجه وفق المؤشرات المتوفرة بأن بيونغ يانغ وطهران قد وقعتا وثيقة ثبتا فيها التزامهما بتطوير مشترك لنظم الصواريخ الباليستية ..” وزعم المعهد أن “المؤسسات الاستخباراتية الأميركية رصدت تواجد مسؤولين عسكريين إيرانيين في بيونغ يانغ .. وينبغي التوصل لادراك شامل لحقيقة التعاون بينهما، والذي سيحتل مرتبة الأولوية لدينا.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/high-level-contacts-between-north-korea-and-iran-hint-at-deeper-military-co

       نقلت مؤسسة هاريتاج عن مسؤول أميركي لدى “وكالة الاستخبارات الدفاعية” قوله أن “بيونغ يانغ باستطاعتها الآن تطوير رأس نووي مصغر،” الشهر الماضي. واستعرضت المؤسسة جملة خطابات منسوبة لرئيس كوريا الشمالية كيم جونع أون يهدد فيها مدناً أميركية بهجوم نووي منها “اوستن بولاية تكساس؛ لوس أنجلس؛ وواشنطن العاصمة.” وأشادت المؤسسة بطلب “إدارة الرئيس ترامب تخصيص مبلغ إضافيً قيمته 4 مليار دولار” من الكونغرس “لتعزيز نظم الدفاع الجوي” في اميركا؛ لا سيما وأن “النظم الراهنة مكدسة في الشطر الغربي من البلاد، بينما مدن الساحل الشرقي لا تتمتع بنظم حماية مماثلة،” وفق المؤسسة.

http://www.heritage.org/missile-defense/commentary/keeping-north-koreas-and-irans-bad-ballistic-missiles

       علق معهد المشروع الأميركي على إطلاق الصاروخ الباليستي الأخير استناداً إلى “رواية هيئة الأركان المشتركة” في كوريا الجنوبية؛ بينما “فروع القوات المسلحة الأخرى لا تزال منكبّة للتيقّن من طبيعة الصاروخ.” وشددت المؤسسة على أن إطلاق الصاروخ شكل نهاية لتكهنات سادت في واشنطن كانت تعوّل على “التزام بيونغ يانغ بالتهدئة لـ ستين (60) يوما .. مما كان سيفسر في أروقة وزارة الخارجية الأميركية بأن كوريا الشمالية لديها نية مفتوحة للتفاوض.” وزعم المعهد أن الرئيس الأميركي ترامب “طلب من القيادة الصينية إرسال مبعوث رفيع المستوى للقاء القيادة الكورية الشمالية،” لاستيضاح الأمر والنوايا المستقبلية، بيد أن الآمال المعقودة سرعان ما تبخرت لعدم تجاوب بيونغ يانغ، حسب سردية المعهد. وحث المعهد الرئيس الأميركي على “قصف موقع إطلاق الصاروخ في كوريا الشمالية.”

http://www.aei.org/publication/trump-should-take-out-the-site-where-north-korea-just-launched-a-missile/

       زعم معهد أبحاث السياسة الخارجية أن “الاتحاد السوفياتي كان له الفضل في تأسيس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية .. والآن روسيا تحتفظ بعلاقات سياسية متينة معها ويشكل دليلاً لتفسير التقارب الذي يجمع البلدين.” وأشار المعهد الى حجم النفوذ الذي يمكن لروسيا القيام به في سياق تطبيق نظام العقوبات الدولية وعلى رأسها “.. صادرات الطاقة الروسية؛ استيراد موسكو للعمالة من كوريا الشمالية؛ واستخدام موسكو لمرفأ راجين في كوريا .. وشبكات المواصلات والاتصالات.” وأضاف بأن روسيا “تتمتع بأفضل العلاقات راهناً مع كوريا الشمالية وتدني علاقات الاخيرة مع حليفتها الصين في السنوات الماضية .. فضلاً عن قدرتها للتدخل العسكري إن تطلب الأمر.”

https://www.fpri.org/article/2017/11/nuclear-weapons-russian-north-korean-relations/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى