تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 12/8/2016

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

     12 آب – اغسطس/‏ 2016    

المقدمة     

    توسطت دورة الالعاب الاولمبية اهتمام المشهد السياسي الاميركي مع انشداده لمجريات السباق الانتخابي وما يرافقه من تحولات يومية، مع اهتمام النخب السياسية والاعلامية والفكرية بلقاء القمة في موسكو بين الرئيس التركي والرئيس الروسي.

      يستمر قسم التحليل في تسليط الضوء على الخارطة الانتخابية الاميركية لسبر اغوارها، ويستكمل هذا الاسبوع مواكبته لدور الاقليات في تحديد وجهة الانتخابات. ويستعرض دور الجالية ذات الاصول اللاتينية (المكسيك وبلدان اميركا الجنوبية الاخرى)، لا سيما نموها المضطرد الذي يعتبر الاكبر بين الاقليات الاخرى في المجتمع الاميركي. بيد ان الوفرة العددية، 55 مليونا، نادرا ما تترجم باقبال مشهود يوم التصويت، وتعتبر اقل من نسبة مشاركة السود وبالطبع البيض الاميركيين. كما ان تأثير الجالية تقلص تدريجيا نظرا لتواجد الكتل السكانية في بضع ولايات محدودة تصنف عادة في تأييدها لمرشح الحزب الديموقراطي في كاليفورنيا والجمهوري في تكساس.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

حزب الله في عين العاصفة

      اعتبر معهد المشروع الاميركي تنامي قدرة ونفوذ حزب الله بأنه عائد “لقصر نظر الجهود السياسية” التي رافقت عدوان “اسرائيل” على لبنان عام 2006، قائلا ان التوصل لوقف اطلاق النار (في نص القرار الدولي وقف الاعمال القتالية) كان “سابقا لأوانه،” مما حول الحزب الى “قوة هائلة اليوم .. نتيجة تقلب وعدم ثبات (مناورات) الديبلوماسيين قبل عقد مضى.” واتهم المعهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن ووزيرة خارجيته كونداليسا رايس بعدم اتقان ترتيب الاولويات “بما تعارض مع توصيات الخبراء من الزملاء (واسفر عن) تسليط سيف ديموقليس على رقبة المنطقة.” وحذر صناع القرار من تداعيات الرؤيا القاصرة آنذاك التي لم تعد المسألة “متى ستنشب مواجهة جديدة بين اسرائيل وحزب الله، بل معدلات حجم الاضرار والدمار القياسية المقبلة.”

http://www.aei.org/publication/how-diplomatic-shortsightedness-a-decade-ago-empowers-hezbollah-today/

سوريا

      اشاد معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى بما اسماه “نجاح المتمردين الوافدين من ادلب اقامة روابط مع المحاصرين في شرق حلب .. والتعويض عن خسارة المتمردين لطريق الكاستيلو؛” مستطردا بالقول ان الاخفاقات لا تزال ماثلة امام المعارضة المسلحة لا سيما “بعد وصول قوة النخبة في حزب الله، قوات الرضوان، مع ألفي مقاتل (عراقي) الى حلب على مقربة من ممر الراموسة،”  مشككا في قدرة “المتمردين المحافظة” على مكاسبهم التي “لا ينبغي تضخيمها.” واضاف ان معارك الراموسة كلفت “المتمردين خسائر كبيرة، ولقي 500 منهم حتفه .. رغم حشد (جيش الفتح) ما بين 5 الى 10 آلاف مقاتل ودعم لوجستي كبير من تركيا وقطر والمملكة السعودية.” ولفت المعهد الانظار الى الانتكاسة التي لحقت بالجيش السوري “وفشله في صد الهجوم على الراموسة، ولا شك انه عانى من اهمال قائد قوات حلب اللواء أديب احمد الذي تم استبداله مباشرة .. باللواء زيد صالح من الحرس الجمهوري.” واعتبر المعهد ان طوق الحصار المفروض على شرقي مدينة حلب “سيكون اطول واكثر صعوبة بكثير من حصار مركز حمص حيث احتل ألف متمرد فقط على نصف ميل مربع .. واستمر الحصار اكثر من 18 شهرا.” في ظل توصل الجانبين الاميركي والروسي الى “اتفاق” قد يقود الى ترتيبات وتدابير مشتركة في تلك المنطقة، زعم المعهد ان “واشنطن تساعد روسيا والجيش السوري على معاودة حصار حلب .. وربما يختار الرئيس اوباما نهج الغموض المتعمد .. وانتظار مصير المعركة في حلب.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/is-aleppo-turnaround-sustainable-for-rebels

مصر

      ناشد معهد كارنيغي الحكومة المصرية تنويع مصادر مداخيل خزينتها، وتخفيف الاعتماد على عائدات “المواد الهيدروكربونية .. وتخفيف اتكال الاقتصاد المصري بشكل مستتر على النفط والغاز الطبيعي،” كي تتمكن من معالجة عقباتها الاقتصادية والحيلولة دون “تجدد الاضطرابات السياسية؛ على الرغم من ان البلاد تشهد استقرارا سياسيا نسبيا مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل بضع سنوات.” واوضح ان الاقتصاد المصري تأثر سلبا كما غيره من الاقتصاديات مع انخفاض اسعار النفط “وتراجع الانتاج مقابل زيادة الاستهلاك مما حول البلاد الى مستوردٍ صافٍ للنفط .. بحلول العام 2012.” وحمّل المعهد السياسات الحكومية المتعاقبة مسؤولية “تغذية السخط الشعبي .. (وحرمان) قطاعات واسعة من (التنعم) بعوائد الصادرات الهيدروكربونية (وحرمها) من تطوير قطاع خاص اوسع واكثر ديناميكية.” وفند المعهد، ربما بطريقٍ ملتوٍ، زعم السلطات باستقطاب “مكثف لرأس المال والاستثمارات الاجنبية،” التي كانت قدرتها على “توليد اعداد كبيرة من فرص العمل محدودة .. وعززت الشعور بأن النظام الاقتصادي في مصر ماضٍ في مفاقمة عدم المساواة والاقصاء الاجتماعي؛ كما كانت عليه الحال قبل انتفاضة عام 2011.” وحث المعهد الحكومة المصرية على “بلورة استراتيجية طويلة الأجل لتحديد نوع (مصادر) الطاقة التي ستعتمد عليها مصر في المستقبل .. وتسهيل الحصول على التمويل وتحسين مهارات الموظفين؛ واعادة هيكلة نموذج التنمية المصري؛ واجراء اصلاحات مؤسساتية وسياسية بسرعة كبيرة نسبيا.”

http://carnegie-mec.org/2016/08/02/egypt-s-oil-dependency-and-political-discontent-pub-64224

      حث معهد المشروع الاميركي السلطات المصرية الالتفات العاجل لتفعيل دور مؤسسة الازهر وجامعته كوسيلة “لخفض معدلات التطرف في مصر .. لا سيما وانه كان في السابق مركز استقطاب الفكر الاسلامي المعتدل.” كما ناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي “التوجه الحازم للأزهر لادخال اصلاحات على مناهج الدراسات الدينية واغنائها بموضوعات علمانية الطابع،” معتبرا ان ذلك شرطا ضروريا لكبح جهود التجنيد في صفوف تنظيم الاخوان المسلمين. واشاد المعهد بتجربة المغرب التي “اثمرت جهوده” في خفض حدة التطرف. كما طالب المعهد كل من “البيت الابيض ووزارة الخارجية ووزارة الأمن القومي .. حث دول مثل مصر العودة الى الاساسيات بغية استعادة المعاهد الدينية التقليدية.” وشدد على أهمية تطبيق “الاصلاحات والاستقلالية لدى منافذ دينية تقليدية مثل الأزهر كونها الفيصل لاستعادة دفة قيادة المؤسسة ووضعها بيد علماء الدين التقليديين عوضا عن بروز الديماغوجيين والشعبويين والمتطرفين.”

http://www.aei.org/publication/to-reduce-radicalism-in-egypt-restore-al-azhar/

مخاطر الارهاب الحديث

      زعم معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية في صدد شن هجمات ارهابية تستخدم اسلحة اشعاعية، او جهاز التشتيت الاشعاعي، استنادا الى “تقارير بأن اشخاصا في باريس قاموا بمراقبة عالم يعمل في مركز الابحاث النووية البلجيكي،” في تشرين الثاني / نوفمبر 2015؛ موضحا ان تلك المواد من شأنها “تلويث الطعام او المياه او الهواء بمواد اشعاعية؛” فضلا عن ان “بعض الجماعات فكرت ايضا بتخريب محطات الطاقة النووية ..” مستدركا ايضا ان “الادلة على ذلك ظرفية الى حد كبير.” واضاف ان “احتمال استخدام جهاز تشتيت اشعاعي .. في مدينة اميركية هو خطر يجب ان يؤخذ على محمل الجد .. وليس من الواضح ما اذا كان باستطاعة (فرق الانقاذ) واجهزة الطواريء ان يكونوا على أهبة الاستعداد والجهوزية لمواجهة هجوم اشعاعي .. واحتواء الانتشار وازالة التلوث من اعداد كبيرة من الناس والمباني.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-potential-for-radiological-terrorism-by-al-qaeda-and-the-islamic-state

تركيا

      اعرب معهد كارنيغي عن اعتقاده بأن فشل الانقلاب العسكري في تركيا أشّر على احد مكاسب “المجتمع التركي .. مقاومة تدخل الجيش في السياسة.” اما التداعيات والتدابير والاحكام الاخرى الذي رافقته “فربما تؤشر على .. احتضار الجيش” كمؤسسة فاعلة في المشهد اللسياسي التركي “نتيجة عمليات التطهير.” واوضح ان “المحاولة الانقلابية (اسهمت في) تذكير النظام بأن جيشاً مسيساً يشكل تهديدا يجب ضبطه بحذر.” وزعم المعهد ان محاولات الجيش الانقلابية الاربعة السابقة “لم تكن لديه اي نية بالبقاء في السلطة .. بل انقاذ الدولة.” واضاف ان صعود “حزب العدالة والتنمية الى دفة قيادة الدولة (شكل) بداية تراجع نفوذ الجيش؛ وحرصه على استيفاء معايير كوبنهاغن – فرض سيطرة مدنية على القوات المسلحة” كأحد شروط انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي. ولفت الانتباه الى عزم الرئيس اردوغان اخضاع الجيش لسيطرة حزبه عشية فشل الانقلاب قائلا ان “الجيش التركي سيخضع لاعادة هيكلة،” معتبرا ان المقصود بلورة “جيش مسيّس يساعد على تحقيق مصالح الحزب الخاصة، ويجب اخضاعه لسيطرة شديدة ومتأنية كي لا يقوم بانقلاب جديد.”

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=64311&mkt_tok=eyJpIjoiTkdJMVptWmxaR1V5WVRWaSIsInQiOiJhRXQycXB4THphdWVFTzRnazhFeGFURFE4TDlXU1lXcmM1MnBBWTdYTXlYTzNEXC9Mc09nR3BLakZhbkVLdThBVGw0eERjQjJUMWZPa0ZheEo1ODNpWUc4Z1BVcW5pd3lpb2tORUZGZXBySkE9In0%3D

قمة بطرسبورغ

      حظيت زيارة الرئيس اردوغان لنظيره الروسي باهتمامٍ عالٍ من قبل معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى “بعد اذابة الجليد” بينهما، والتي جاءت في اعقاب “ادراك انقرة المتزايد بأن حلفاءها الغربيين قد تخلوا عنها بعد الانقلاب .. فضلا عن المحادثات المستمرة بين موسكو وواشنطن الهادفة الى تنسيق الجهود في سوريا.” وحذر المعهد من ان لقاء القمة “سيزيد تحسن العلاقات التركية – الروسية في هذه المرحلة، الا اذا تدخلت واشنطن لمنع اردوغان من التودد الى بوتين.” كما اعرب المعهد عن اعتقاده بأن الرئيس الروسي “سيعمل خلال الايام المقبلة على اغراء تركيا بمبادرات مثل رفع العقوبات؛ ومساعدتها في جمهوريات آسيا الوسطى، حيث تتواجد شبكات غولن الاقدم والاقوى خارج تركيا .. فضلا عن امكانية فشل واشنطن اقناع انقرة لطلبها تسليم غولن بأنه يقتضي مراجعة دقيقة، (من شأن ذلك كله) دفع اردوغان بشكل اكبر نحو روسيا.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/turkish-russian-ties-after-the-erdogan-putin-breakthrough

      كما تناول الزيارة معهد ابحاث السياسة الخارجية معتبرا انها تشكل “بداية فصل جديد في العلاقات التركية الروسية .. وربما بدء ما هو ابعد من ذلك،” موضحا ان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو استغل توقيت الزيارة لاعلان ان بلاده “تعزم تعليق العمل باتفاقية الهجرة المعقودة مع الاتحاد الاوروبي.” وحذر من ان مستقبل تلك الاتفاقية ومجمل العلاقات التركية مع اوروبا “يكتنفها الغموض؛ بيد ان المؤكد راهنا ان دور تركيا التقليدي كأحد اركان تواجد (اسطول) الناتو في البحر الاسود قد حان زمن مراجعته،” دون ان يستطيع اي طرف تحديد ابعاد ذلك.

http://www.fpri.org/2016/08/turkey-natos-anchor/

      تناول معهد المشروع الاميركي ابعاد زيارة اردوغان لموسكو من زاوية تداعياتها على العامل الكردي، اذ ان اردوغان يدرك “سعية لهزيمة حزب العمال الكردستاني يستدعي تطبيع العلاقات مع بوتين.” اما في الجانب الكردي، اوضح المعهد ان الكرد يسعون “لتحقيق مساواة سياسية وصون حرية التعبير والحفاظ على الهوية الحضارية للكرد بعد طول انتظار.” وحث مكونات الشعب التركي الاخرى الاعلان عن الامتنان لكرد تركيا “لتجديد المراهنة على نيلهم حريتهم مرة اخرى، والاسترشاد بتجربة الكرد من العمل المثابر من داخل المؤسسة السياسية التركية.”

http://www.aei.org/publication/will-the-kurds-save-turkey/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى