تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 24/6/2016

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

24 حزيران – يونيو/‏ 2016    

المقدمة    

      لدى اعداد التقرير صدرت نتائج الاستفتاء البريطاني بتأييد محدود للخروج من الاتحاد الاوروبي، وسنعالج تداعياته في تقارير قادمة.

الاشارة الاولية لما شهدته واشنطن من ردة فعل يمكن وصفها: “عرس في لندن، ونكسة في واشنطن” لعل ذلك ابرز تعبير لرؤية واشنطن ونخبها السياسية والفكرية والمصرفية لقلقها من خروج بريطانيا من اطار الاتحاد الاوروبي، نظرا لجملة اسباب لعل ابرزها مكانة “لندن التي تعتبر العاصمة المالية للاتحاد الاوروبي،” والاهم لموقع بريطانيا “كصوت اميركا داخل الاتحاد،” وحليفها الاشد وفاءا وانصياعا. اوروبيا، يأتي خروج بريطانيا تتويجا لحراك جماهيري واسع ضد سيطرة المؤسسة السياسية، في بروكسل، على الحياة اليومية وتراجع مكانة الطبقة الوسطى.

      الاهتمامات بالانتخابات الاميركية تتواصل جنبا الى جنب مع جدل تقنين الاسلحة الفردية الذي مني بهزيمة مدوية على ايدي الحزب الجمهوري في مجلس النواب، عقب رفض اغلبيته ادراج المسألة على جدول الاعمال للتصويت عشية اقفال المجلس ابوابه والذهاب الى العطلة الصيفية.

      يستعرض قسم التحليل حراك وتطورات الانتخابات الرئاسية بين المرشحيْن، وتقاطع خطاباتهما حول حال الاقتصاد خلال الاسبوع المنصرم؛ والمرور على العقبات الموضوعية التي تعترض مسارهما.

           

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

الارهاب والسياسة الخارجية

      اعرب معهد كاتو عن اعتقاده بأن هواجس السياسيين من الارهاب ادت بهم الى الارتهان للظاهرة واضحت “السياسة الخارجية الاميركية مخطوفة من قبل الارهاب ..  والاعلام الخاص بالدولة الاسلامية يصم الآذان ويجد حوافز للقادة السياسيين للمضي في ارتكاب مواقف غبية تحت واجهة الحرب على الارهاب.” واستدرك بالقول انه ينبغي الاقرار بأن “الوسائل الاعلامية ليست هي المسؤولة عن نشوء داعش .. بل نفذت بحماس خطاب القادة السياسيين الحاد؛ مما ادى لاستحالة قيام اي منهم لتغيير لهجة الخطاب او اعادة صياغة الجدل حول السياسة الخارجية.” اما المسؤولية “فتقع على الاجماع السياسي المشترك بين الحزبين في واشنطن لتنفيذ السياسة الخارجية التي ارست دعائم التدخل اللامتناهي منذ 11 أيلول .. منذ غزو العراق عام 2003 وامتدادا الى الدعم الاميركي الراهن لجهود (الحرب) في اليمن وليبيا.”

http://www.cato.org/blog/how-terrorism-has-hijacked-american-foreign-policy

      حث معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى مراكز القرار السياسي الاميركي على الثبات في سياسة “تدمير صورة الدولة الاسلامية ومكتسباتها، وافساح المجال بالتالي امام السنّة للانخراط في ذلك الجهد.. اذ ليس باستطاعة الولايات المتحدة وشركائها من الدول غير الاسلامية في التحالف الدولي محاصرة داعش؛ اما ايران فليس بوسعها ان تشارك في جهود التصدي للدولة الاسلامية.” واوضح انه ينبغي على واشنطن العمل على كسب وانخراط “السنة- من رجال دين وعشائر وحكومات – للقضاء على داعش والحلول مكانه.” واضاف ان ” المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة في حمل السُنّة على الاضطلاع بهذا الدور تكمن في أن أولويتها في سوريا والعراق هي تنظيم «الدولة الإسلامية» – في حين تشغل إيران والميليشيات الشيعية كما يشغل الرئيس السوري بشار الأسد بال السُنّة. فالسُنّة يرون في إيران طيراً كاسراً يستخدم الميليشيات الشيعية للهيمنة على المنطقة ويخشون أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للقبول بهذه الهيمنة.” واضاف انه ينبغي على الرئيس الاميركي المقبل “فهم الواقع (الاقليمي) المعقد ويستفيد من استعداد الولايات المتحدة لمواجهة ايران في المنطقة ..”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/prove-islamic-state-a-false-prophet

      سلط معهد كارنيغي الضوء على ما اسماه “الجذور الايديولوجية لتنظيم الدولة الاسلامية .. كنتاج عملية تهجين بطيئة بين السلفية العقائدية والتيارات الاسلامية الاخرى،” حاثا صناع القرار على بذل الجهود “لفهمها .. والحاق الهزيمة بالتنظيم؛ الذي يستند الى تيار متزمِّت من السلفية يُعرف بالوهابية.” موضحا ان تلك الاسس “مزجت حركة الصحوة بين المفاهيم السلفية وبين افكار ثورية مستوحاة من الاسلام السياسي .. تأثرت بجماعة الاخوان المسلمين؛ وادت لانقسامات انتجت تيارات دينية جديدة لا يمكن التنبؤ باتجاهاتها؛ في المملكة العربية السعودية ومصر.” وحذر المعهد من من خطورة ايديولوجية التنظيم التي “تشكل تحدياً طوبل الامد؛ واذكاء الكراهية الطائفية،” خاصة وان التنظيم “في صدد تحويل تعاليمه الدينية الى مدرسة معترف بها في التطرف

http://carnegie-mec.org/2016/06/13/sectarianism-of-islamic-state-ideological-roots-and-political-context/j1sf

      حذر معهد جيرمان مارشال الالماني من استفحال الارهاب في حوض البحر المتوسط مما يهدد الأمن، اذ ان “منطقة المتوسط تبقى خزانا للارهاب والعنف السياسي المستند الى الايديولوجيات العلمانية لليسار واليمين، ومشاعر القومية والمطالب الاثنية .. الذي يعد الصعود الحاد في ارهاب حزب العمال ضد تركيا ابرز الامثلة عليه.” واوضح انه بالاضافة الى تركيا، فان اليونان “لا تزال تواجه ارهابا متواصلا وان منخفض الوتيرة من قبل تيار اليسار وخلايا الفوضويين، جنبا الى جنب مع تطرف التيار اليميني.” واضاف محذرا ان “الضغوط الاقتصادية طويلة الأمد وعدم الاستقرار السياسي يغذيان عوامل استنهاض ظروف انتشار الارهاب؛ فضلا عن الصعود البارز للحركات الشعبية التي قد تحبذ بروز ظاهرة كره الاجانب، ومناهضة العولمة او الارهاب العدمي ببساطة على هامش السياسات الراديكالية.”

http://www.gmfus.org/blog/2016/06/20/old-and-new-terrorism-meet-mediterranean

      في سياق متصل، تناول معهد جيرمان مارشال الالماني “نموذجي الارهاب الجديد والقديم في منطقة حوض البحر المتوسط،” معتبرا بروز النموذج الجديد في اعقاب “فشل السلطات السياسية، او عدم رغبتها، في التعامل مع  الظواهر العنفية التقليدية؛ كما انه يطمح لملء الفراغ الناجم عن تراجع او تدهور النظام.” واوضح انه في هذا الصدد فإن “تنظيم الدولة الاسلامية قد يخسر معركته للوصول الى الحكم حتى قبل الحاق هزيمة عسكرية بتشكيلاته.” امام المشهد الراهن في اوضاع الدولة الاسلامية فإن “الارهاب الجديد لم يحل محل سلفه القديم .. وخطف تنظيم الدولة منصب الزعامة من التنظيمات الارهابية الاسلامية مثل القاعدة دون الحاجة للحلول محلها او استيعاب تشكيلاتها في صفوفه.” واضاف ان “كل ظواهر الارهاب القديم تقريبا لا زالت قائمة في حوض المتوسط، وما الارهاب الاسلامي الا ابرزه واشده دموية.”

http://www.gmfus.org/blog/2016/06/20/old-and-new-terrorism-meet-mediterranean

فلسطين

      اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى زخم التحركات السياسية الراهنة “لايجاد حل للصراع الفلسطيني / الاسرائيلي، وتصاعد المبادرات” يدل على ان “الاجندة الدولية” لا زالت تعير المسألة اهتماما “وقد يدفع الفلسطينيون او الولايات المتحدة او غيرهما .. استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي حول قضايا مثل المستوطنات؛ او الاعتراف بالدولة الفلسطينية.” كما اعتبر مساعي الحكومة الفرنسية الاخيرة بأنها تصب في محاولتها “لملء الفراغ الناجم عن دور واشنطن الضعيف في المنطقة، والتأثير على الاوساط المحلية قبل الانتخابات الوطنية الفرنسية” العام المقبل. واوضح ان مشاركة وزير الخارجية جون كيري في مؤتمر باريس الاخير “لا تعني مشاركة بدافع منح الدعم الفعال للمبادرة بقدر ما هي رغبة للتأكد من انها لا تقف في طريق التحركات الاميركية المحتملة ..” وحذر من ان التحركات الاخيرة لا تتعدى كونها “زوبعة في فنجان .. ان لم تخلق واشنطن وغيرها اسباب هامة للاستثمار في هذه المبادرة.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/activism-in-the-israeli-palestinian-conflict-clouds-and-wind-but-no-rain

ليبيا

      فند معهد المشروع الاميركي مشاعر “التفاؤل داخل اروقة وزارة الخارجية حول ليبيا والدولة الاسلامية،” واعتبره انه “في غير محله .. اذ ان الحرب الأهلية الليبية تستدعي حلا حقيقيا، مخالفا لصفقات تعقد في الغرف الخلفية للفنادق الاوروبية.” وشدد على دعمه لتصريحات وزير الخارجية جون كيري  بأن “الولايات المتحدة بحاجة لاستراتيجية مواجهة شاملة لالحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية .. بيد ان الاستراتيجية الشاملة هي بالضبط ما نفتقده .. فالتسويات التفاوضية تعقد لكنها لا تشكل حلا بينما يتأقلم تنظيم الدولة وينمو تنظيم القاعدة.”

http://www.aei.org/publication/in-libya-the-us-is-playing-whack-a-mole-with-terror/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى