تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 17/6/2016

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

17 حزيران – يونيو/‏ 2016    

المقدمة    

      طغت حادثة اطلاق النار داخل ملهى ليلي في مدينة اورلاندو بولاية فلوريدا على كافة النشاطات والاهتمامات الاعلامية والفكرية في الوسط السياسي الاميركي.

      سيستعرض قسم التحليل تداعيات الحادث وانعكاساته على السباق الانتخابي بين المرشحين؛ اضافة الى حادث قرصنة اجهزة كمبيوتر رئيسة تعود للجنة الوطنية الديموقراطية.

      يتميز السباق الرئاسي الحالي بانقسامات افقية وعامودية داخل الفريقين، تستعصي على الحل في المدى المنظور؛ وما بروز قضايا ذات اهمية قصوى لبعض الفئات الاجتماعية الا دليل اضافي عن تنامي حالة الجدل دون توافق على النتائج لحين اجراء الانتخابات العامة، في شهر تشرين2/ نوفمبر المقبل.

      ليس من المستبعد تعرض الولايات المتحدة الى هجوم ارهابي، قبل الانتخابات، في ظل اجواء سياسية مشحونة ومنقسمة على بعضها، الأمر الذي قد يؤثر على نتائج الانتخابات بشكل رئيسي يتقدم على الشأن الاقتصادي المعتاد.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

تدهور استقرار الخليج

       اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده بأن منطقة الخليج العربي “كانت عرضة لحالة عدم استقرار منذ امد بعيد،” وساهمت جملة عناصر وتطورات محلية واقليمية ودولية في مفاقمة الاوضاع، منها “الغزو الاميركي للعراق عام 2003؛ الاضطرابات الواسعة في المنطقة منذ عام 2011؛ بروز تنظيم الدولة الاسلامية على الساحة في اواخر عام 2013؛ حرب اليمن؛ والانخفاض الحاد في اسعار النفط.” واستطرد بالقول ان الدول العربية المتشاطئة “البحرين والكويت وعُمان وقطر والامارات والسعودية .. تجمعها حالة متدنية الى متوسطة من مخاطر” عدم الاستقرار. واوضح ان تقلص عوائد النفط “بنسبة 40 – 60% اضحت تترك تداعيات كبيرة على حالة الاقتصاد منذ عام 2014؛ فضلا عن انعكاسات ذلك على القدرة الجمعية لمواجهة خطر الارهاب والتطرف، وردع واحتواء التهديدات الصادرة من ايران.”

https://www.csis.org/analysis/stability-and-instability-gulf-region-2016

      وصف معهد كارنيغي الحالة العربية الراهنة بأنها “مختلة تبحث عن وضوح الرؤيا،” بعد انقضاء خمس سنوات على الحراك الشعبي الواسع “وتبدد التفاؤل” الاولي، بل عمت “الفوضى” وتلاشت القدرة على التكهن بعناصر المستقبل. بعد تمهيد المعهد لتلك المقدمة اشار الى مبادرته باصدار “كتاب الكتروني .. يتناول الظروف الخاصة بكل دولة عربية على حدة، بعد العام 2011،” بمشاركة “شباب مواكبين للمستجدات .. لاجل تقديم افكار فريدة ومتبصرة عن مجموعة واسعة من التحديات والمسائل في عدد من الدول العربية.”

فيما يخص تونس، يوضح المعهد ان “ظل الدولة البوليسية (لا زال) يخيم” المشهد العام وتوقه للانتقال الى “نظام اكثر تعددية وديموقراطية.” اما مصر فقد تحولت، بنظر المعهد” الى “نموذج سياسي .. يتسبب باضعاف الدولة.” في مستوى الصراع العربي – الصهيوني، اعتبر المعهد ان “النزاع يفقد اهميته الاقليمية (يقابله) اهمية محلية أضيق، وأهمية دولية اوسع نطاقا.” في رؤيته لدول الخليج، اعتبر المعهد ان “التهديدات الجديدة المحدقة بالمنطقة ساهمت في التقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي.” كما اعتبر المعهد ان “الجزائر تقف عند مفترق طرق؛” بينما يعاني “المغرب من تخبط الاصلاحات” الموعودة؛ ويحاول الاردن “ارساء توازن بين الاصلاحات (وارساء) الاستقرار.”

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=63791&mkt_tok=eyJpIjoiWkdNd05XUXlZVFl6TkdaaCIsInQiOiJrQys4UHk4UlFLVUl5Uk1TRWtWZUdTVzJjV0J4OHVwb0xYeXowTVFMblwvTE9WNVVQM1BwNzVsRnF5UHJ5XC83Q1VodTY1T0VmZXcwY3pmUXkzT1VHQUIyS0ZPSXRQNXR2dFB0OEs5RDgzSWZNPSJ9

سوريا

       ملف اللاجئين السوريين كان محور اهتمام معهد بروكينغز حاثاً على توظيف الجالية السورية في اميركا ومنظماتها المختلفة لتحمل مسؤولياتها بتوفير الدعم المطلوب لاستقرار اللاجئين. واوضح ان “تلك المنظمات لديها الكثير لتقدمه بدلا من مجرد المساهمة لسد الثغرات الناجمة عن الاداء الاغاثي. ولديها عمق حضاري ولغوي، وقدرات تقنية .. والقدرة على جمع وتسخير مبالغ التمويل الكبيرة في تقديم الاغاثة لاولئك الذين في حاجة ماسة لها.” واضاف ان تلك المنظمات تتميز “بادراكها العميق لاحتياجات اللاجئين السوريين .. يندر توفرها في اروقة الحكومة او الهيئات الدولية.”

http://www.brookings.edu/blogs/markaz/posts/2016/06/13-syrian-american-organizations-mckenzie

      فيما يتعلق بولادة ازمات اللاجئين بشكل عام، اوضح معهد بروكينغز ان “القضاء على ازمة اللاجئين يستوجب وقف الاعمال الحربية؛ واضطلاع المجتمع الدولي بمهمة انهائها .. كما شهدنا في الحالات السابقة في البوسنة وكوسوفو ولبعض الوقت في العراق بكل اسف.” واضاف ان الأمر يتوقف على توفر نية العزم لدى السياسيين وما تتطلبه من “تشخيص استراتيجية من شأنها اتاحة الفرصة للولايات المتحدة وحلفائها المساهمة في انجاز تسوية لوقف الحرب الدائرة في سوريا عبر التفاوض؛ وكذلك الأمر في العراق وليبيا وربما في اليمن ايضا.”  واستطرد بالقول ان تجربة “الولايات المتحدة الفاشلة في كل من العراق وافغانستان كانت نتيجة مباشرة لرفضها الثابت الالتفات الى دروس تجارب الحروب السابقة .. ولسوء الحظ اننا مصممون على تكرار ذات الاخطاء في سوريا، برفض اعتماد خطة عمل اثبت التاريخ انها جديرة بالاهتمام والنجاح.”

http://www.brookings.edu/blogs/order-from-chaos/posts/2016/06/14-syrian-civil-war-refugees-pollack

تونس

      استعرض معهد بروكينغز الحوافز والاغراءات التي تدفع الشباب التونسي الانضمام “للجهاد،” معتبرا ان الآمال المعقودة على ترسيخ مناخ “الديموقراطية والمشاركة السياسية” لم تؤتِ أُكلها، وهي الاستراتيجية الاميركية التي “روجتها ادارة الرئيس جورج بوش الابن بعنوان اجندة الحرية.” واضاف ان “الرؤيا النظرية لتلك الاستراتيجية ستفضي جزئيا لنتائجها المرسومة على المدى الطويل. بيد ان الحالة التونسية كانت عصية ولن تتحقق فيها الآمال الاولية في المدى المنظور.” واوضح ان النشوة الشعبية التي رافقت سقوط “حكم الديكتاتور .. رفعت سقف التوقعات، بيد ان المؤسسات القائمة تعاني من وهن بنيوي شديد يحرمها من الاستجابة للمطالب الشعبية.”

http://www.brookings.edu/blogs/markaz/posts/2016/06/14-why-jihadists-fight-hamid

ايران

      انتقد معهد كارنيغي الفريق السياسي الاميركي المناهض للاتفاق النووي مع ايران، لا سيما في خطفه الاضواء وتسليطها على “نوايا وصدقية” ايران للامتثال لنصوص الاتفاقية المشتركة. واوضح ان “قليل من الجهد والاهتمام الاعلامي وفي الكونغرس خصص لتوضيح امكانية توفير الاتفاق المشترك فرصاً لتوطيد النظام الدولي بعدم انتشار الاسلحة.” واردف ان “الاتفاقية تشكل نموذجا لنشاطات دورة الوقود (النووي) كي تتسق مع المتطلبات المدنية المطلوبة .. لتشغيل المفاعلات النووية للاغراض السلمية.” واضاف ان الجدل السياسي في واشنطن يتغاضى عن ميزات الاتفاقية المشتركة التي “تحد من حجم اليورانيوم المخصب المتراكم،” نتيجة التفاعلات النووية، اذ في حالة ايران “سيستمر السقف عند حدود 300 كلغم لمدة 15 عاما.” ونبه الفريق السياسي الاميركي الى اغتنام فرصة الاتفاقية المشتركة التي تضع الاسس “لقبول قيود توضع على نشاطات دول تنوي تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية.”

http://carnegieendowment.org/2016/06/09/iran-deal-s-building-blocks-of-better-nuclear-order/j1nh

تركيا

      تناول صندوق جيرمان مارشال الالماني حالة عدم الاستقرار السياسي “المتقلبة” في تركيا التي عولت على “تنبي النظام الرئاسي بديلا عن النظام البرلماني كوصفة” للخروج من من مأزق “التحالفات الحكومية غير المستقرة.” واوضح ان “الحال الراهن للسياسة التركية اضحت عرضة لعدم الاستقرار نتيجة المضي في استبدال النظام البرلماني القائم بنظام رئاسي مهما بلغت الكلفة، مما ادى بنا الى وضع غير مستقر. اما النتائج المقبلة فمن العسير التكهن بها” في ظل الاوضاع السائدة.

http://www.gmfus.org/publications/unstable-stability-stable-instability-turkeys-travails

      سلط معهد كارنيغي الاضواء على “تجدد الحرب بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني،” جنبا الى جنب مع الحرب في سوريا. واوضح ان ما يقلق الحكومة التركية من صراعها مع الكرد هو “نشوبها في المدن .. بخلاف الفترة السابقة التي كانت تجري في الريف.” واستدرك بالقول انه رغم الخسائر البشرية العالية بين الطرفين، فضلا عن الخسائر المادية فان “النزاع لم يبلغ بعد طريقا مسدودا يلحق الضرر بالجانبين .. ودفعت ممارسات الحكومة في الاقصاء والتمييز ضد الكرد الى التحاق عدد كبير منهم بصفوف حزب العمال؛ ولا تلوح في الافق فرص انحسار النزاع الجاري.” واضاف ان الحكومة التركية “اظهرت ترددا شديدا في محاربة الدولة الاسلامية (لجملة اسباب) منها ان الذين يتسلمون مقاليد السلطة في انقرة يعتبرون الدولة الاسلامية عضوا في الاسرة السنية الاوسع في الشرق الاوسط .. كما تعتبر الحكومة التركية ان تنظيم الدولة الاسلامية يحول دون تحقيق الاكراد السوريين الحكم الذاتي.” وخلص بالقول ان الرئيس اردوغان “يشن هجوما شبه يومي على الولايات المتحدة .. لعدم وفائها بوعودها اليه، كما يقول؛ والمسألة الكردية في تركيا دخلت المرحلة الاكثر دموية،” ولا يوجد “اي أمل بالخروج من المأزق الراهن في المستقبل المنظور.”

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=63839&mkt_tok=eyJpIjoiWkdNd05XUXlZVFl6TkdaaCIsInQiOiJrQys4UHk4UlFLVUl5Uk1TRWtWZUdTVzJjV0J4OHVwb0xYeXowTVFMblwvTE9WNVVQM1BwNzVsRnF5UHJ5XC83Q1VodTY1T0VmZXcwY3pmUXkzT1VHQUIyS0ZPSXRQNXR2dFB0OEs5RDgzSWZNPSJ9

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى