تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 29/4/2016

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

29 نيسان – ابريل/‏ 2016    

المقدمة    

      اشتدت الحملة الانتخابية بعد فوز مؤزر للمرشح دونالد ترامب، مطلع الاسبوع الماضي، رافقها تعاظم الجهود المناهضة له داخل الحزب الجمهوري عينه. كما حصدت مرشحة الحزب الديموقراطي، هيلاري كلينتون، فوزا ساحقا على منافسها بيرني ساندرز ولوحظ تخليها عن لهجة “متعالية واستبدالها بلغة التقارب والعمل الجماعي الموحد.

      دشن ترامب فوزه في جملة ولايات متوازية بالاعلان عن نيته القاء خطاب موسع خاص بملامح وآفاق سياساته الخارجية.

      يستعرض قسم التحليل خطاب ترامب ويسبر اغوار اهم محطاته بعيدا عن المصطلحات التقليدية بعظمة وامتياز الولايات المتحدة، وايضا في سياق تصريحاته السابقة المتكررة، التي بمجملها شكلت مؤشرا، كما نعتقد، على احياء سياسة خارجية قديمة تستند الى سيادة التبادل التجاري الاميركي، او الميركنتلية؛ ومزجها مع مواقف تغذي النزعة الوطنية الاميركية للتميز في ظل مشاعر الاحباط والغضب لدى قطاعات واسعة من الشعب الاميركي من اداء النخب الحاكمة.

  ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

ترامب والسياسة الخارجية

       استعرض معهد المشروع الاميركي خطاب المرشح دونالد ترامب، الاسبوع الماضي، حول رؤيته لعناصر السياسة الخارجية الاميركية “المقبلة،” وخاصة فيما يتعلق بقضايا “الشرق الاوسط.” واوضح ان ما جاء في الخطاب “يخلو من عناصر محددة لما تنوي ادارة ترامب (المقبلة) العمل على ترجمة ما ورد فيه.” واعاد الى الاذهان الحكمة التقليدية بأن “الشيطان يكمن في التفاصيل، التي لن نرى تجسيدها الا اذا فاز” ترامب بالمنصب.

http://www.aei.org/publication/trumps-foreign-policy-speech-the-devils-in-the-details/

سوريا

      اعاد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى محور النقاش حول سوريا الى ما اسماه “تكاليف خيار عدم توجيه ضربة لسوريا .. بعد تجاوزها للخط الاحمر،” بالزعم ان التفاهم الروسي الاميركي حول سوريا “لم يؤدي لتعزيز القواعد الدولية ضد استخدام الاسلحة الكيميائية، او تصدٍ فعال من قبل الولايات المتحدة.” واستشهد بتصريح ادلى به المنسق الرئاسي السابق لسياسات الشرق الاوسط، فيليب غوردون، الذي طالب بلاده “اللجوء الى الخيار العسكري ردا على تخطي الرئيس السوري بشار الاسد الخط الاحمر.” واعتبر المعهد ان عدم لجوء اوباما لتوجيه ضربة عسكرية يعد بمثابة “حالة مدمرة لمصداقية الردع .. او انها تصريح مرتجل  لهواة” في السياسة. واضاف ان عدم المضي ينتفيذ التهديد “له كلفته ايضا .. (أهمها) الضرر الذي لحق بمصداقية الولايات المتحدة، كما حذر سابقا وزير الخارجية جون كيري.” وزعم المعهد ان “تراجع اميركا (في سوريا) .. ادى الى نتائج مشكوك بها بكلفة عالية،  وقد يكون عاملا في قرار الرئيس الروسي التدخل في سوريا.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/red-line-revisited-the-costs-and-benefits-of-not-striking-syria

السعودية

      استعرض معهد ويلسون زيارة الرئيس اوباما للرياض في سياق مؤتمر قمة دول مجلس التعاون بحضوره ومشاركته، وانعكاساتها على “حلفاء اميركا في المنطقة،” معتبرا انها دشنت “نهاية مرحلة درامية لمشهد مسلسل اعلامي بين اوباما ونتنياهو استمر ثماني سنوات تقريبا.” ورجح المعهد ان نقطة الخلاف بينهما كان “الاتفاق النووي مع ايران .. والذي يبدو ان نتنياهو رضخ له كما يعتقد.” واعرب عن اعتقاده بأن هدف نتنياهو ابرام مذكرة تفاهم استراتيجية جديدة مع واشنطن، لمدة عشر سنوات “من المرجح ان تشهد انجازا العام الجاري.” واضاف المعهد ان سياسات الرئيس اوباما “خلفت وراءها ثلاثة من اهم حلفاء اميركا في المنطقة، اسرائيل ومصر والسعودية، في اسوأ حال منذ تسلمه” مهامه الرئاسية “في الوقت الذي تحسنت فيه علاقاته مع خصوم الأمس – ايران.” وحث الادارتين الاميركيتين، الحالية والمقبلة، على تصحيح مسار العلاقة مع الاطراف الثلاثة المذكورة “على الرغم من ثغراتها.”

https://www.wilsoncenter.org/article/term-waning-barack-obama-aims-to-stabilize-relations-middle-east

      حث معهد كاتو صناع القرار على فسخ علاقة الولايات المتحدة بالسعودية نظرا “لسياساتها الهدامة وزعزعة الاستقرار التي تتبعها في المنطقة،” مرجحا ان التأييد الاميركي لها “شجعها على المضي بسياسات مكروهة،” معتبرا ان “حربها الكارثية على اليمن ما كانت ممكنة دون توفر الدعم التقني الاميركي .. التي وصفت بأنها مبدأ سلمان، والحقت اضرارا بالغة في الاستقرار الاقليمي، وامتدادا في مصالح الولايات المتحدة.” واضاف ان من شأن “التقارب الاميركي مع السعودية تقويض الدور الاميركي في الشرق الاوسط على المدى الطويل، خاصة ان استمرت السعودية في نهجها الراهن للسياسات الاقليمية وزعزعة الاستقرار.” وطالب المعهد صناع القرار ان كان “مجديا السعي لاصلاح الضرر” الراهن.

http://www.cato.org/publications/commentary/us-might-be-better-cutting-ties-saudi-arabia

      توجه معهد هدسون من العلاقة مع السعودية جاء موازيا لموقف الادارة الاميركية، بالاشارة الى ان “المملكة تعد حليفا هاما .. سيما وان اجهزة الأمن والاستخبارات الاميركية افاضت في وصف أهمية دور السعودية في تقطيع اوصال شبكة التمويل المعقدة العالمية لصالح الارهابيين.” واضاف ان وزارة الخارجية الاميركية اشارت بوضوح الى “اخفاق تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية شن هجمات داخل السعودية عائد لجهود الحكومة السعودية المستمرة .. لمكافحة الارهاب والعقيدة المتطرفة العنفية.” ومضى بالقول ان “الحقيقة التي لا غبار عليها ان الشعب الاميركي ينعم بالأمن حاليا نظرا لافشال الحكومة السعودية العديد من مخططات ارهابيي القاعدة الموجهة داخل الاراضي الاميركية .. بل ان نائب وزير المالية الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية، آدم زوبين، اشاد حديثا بموقف السعودية القوي ضد الارهاب.”

http://www.hudson.org/research/12434-saudi-arabia-is-a-great-american-ally

      استعرض معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى  خطة السعودية الاقتصادية الطموحة لخصخصة منشآتها العامة وتنويع مصادرها التمويلية الى جانب الموارد النفطية “وارضية لزعامة اقتصادية للسعودية في زمن لم يعد فيه النفط المورد المهيمن.” واعتبر المعهد ان اشد ما سيواجه الخطة من تحديات “ستكون قانونية .. اذ ان الدول المجاورة، ابو ظبي ودبي وقطر، تهيء للمستثمرين الاجانب نظاما لتسوية النزاعات التجارية على اساس القانون العام والتحكيم الاجنبي، بدلا من الشريعة الاسلامية التي تهيمن على الحياة في السعودية.” علاوة على ذلك “هناك تحديان سياسيان يلوحان في الافق .. الاول، طبقة رجال الاعمال والتكنوقراط السعودية المستفيد الرئيسي من (الخطة الاقتصادية)، الثاني قصور التأييد داخل العائلة المالكة للامير محمد بن سلمان .. الذي يعتبر متهورا وعديم الخبرة، خشية فقدانهم امتيازاتهم التجارية الراهنة.” واعتبر المعهد ان “الخطة الاقتصادية .. تبدو متناقضة في اعتمادها على الخصخصة الجزئية لشركة ارامكو؛ وحاجة المملكة التحلي بقدر اكبر من الشفافية حول المعلومات التي تنشرها.” واردف المعهد ان المستثمرين الاجانب قلقون ايضا على “الانخراط في الخطة المقترحة بسبب سجل المملكة في مجال حقوق الانسان .. والتي شكلت جزءا من المحادثات بين الرئيس اوباما مع الملك سلمان ونجله وكبار الامراء، الا ان العائلة المالكة قابلتها بالاشارة الى كون هذه العقوبات (مطابقة) للاسلام.”

      في سياق متصل، افادت صحيفة الوطن السعودية، 29 نيسان، ان مجموعة بن لادن الاقتصادية للبناء اعلنت عن استغنائها عن 50,000 موظف.

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/saudi-arabias-challenging-plan-to-shift-from-oil

مصر

      اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان العلاقات المصرية الاميركية في “حالة توتر، بل ان اوقاتا عصيبة تلوح في الافق، (محذرا) من العواقب الناجمة عن خسارة الولايات المتحدة لعلاقة وثيقة مع مصر، وما ينبغي عليها فعله لتذليل العقبات.” واوضح ان بعض الانعكاسات السلبية ستتجسد في “الشأن العسكري، مما قد يتطلب من الولايات المتحدة الاخذ بعين الاعتبار اعتماد طرق ملتوية بديلة لنشر قواتها حول العالم، كما ستيعين عليها تعميق تعاونها الاستخباراتي مع حلفاء آخرين، وستجد نفسها امام اتخاذ سبل لطمأنة اسرائيل في حال تعثر العلاقات المصرية – الاسرائيلية من حالتها الدافئة راهنا.” كما ان عدم استقرار الاوضاع في مصر “سينعكس على الارجح سلبيا على مجموعة واسعة من حلفاء اميركا على المستويين الرسمي والشعبي .. مما يستدعي مبادرة الولايات المتحدة لجهود عناية رفيعة المستوى، بالاضافة لحاجة الولايات المتحدة الاستجابة لحالات طواريء على قدر واسع.”

http://csis.org/publication/middle-east-notes-and-comment-right-debate-about-egypt

اشار معهد كارنيغي الى توتر العلاقة بين نظام الرئيس السيسي ووسائل الاعلام “بعد شهر العسل معها الممتد لنحو 18 شهرا،” معتبرا انه يؤشر على “انقسامات جديدة داخل المؤسسة الحاكمة في مصر .. خاصة وان السيسي يعتبر سير المعلومات في اتجاه واحد، من اعلى الهرم الى اسفله، وامتعاضه من تعدد الاراء.” واوضح انه على رغم “حرص السيسي التملق لوسائل الاعلام .. لم تتبنى تلك الوسائل مبدأ الامتثال والاعتماد على راي واحد بالكامل، اي الرأي الصادر عن الدولة .. بيد ان الخطوط الحمراء (الجيش والأمن القومي) هي اكثر تشوشا مما كانت عليه في عهد مبارك.” واضاف انه مع تفاقم ازمات سياسية واقتصادية بوجه مصر “تزداد باضطراد معدلات انتقاد الحكومة، تعبر عنه ببرامج حوارية انتقادية للرئيس بصورة مباشرة تعرض في اوقات الذروة عبر القنوات الاساسية.” واردف ان من بين المحاور الانتقادية “نقل السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافي الى السعودية .. فضلا عن انتقاد الاجهزة الأمنية على خلفية مقتل الباحث الايطالي جوليو ريجيني.” وخلص المعهد بالقول ان “امتثال وسائل الاعلام لرغبات الحكومة بات اقل يقينا بكثير مما كان عليه قبل بضع سنوات.”

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=63493

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى