تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 5/3/2016

 

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن وحدة

رصد النخب الفكريةفي مركز الدراسات الأميركية والعربية

المقدمة    

     احتد الجدل الشعبي والرسمي الاميركي حول نتائج انتخابات “الثلاثاء الممتاز،” التي عقدت في 12 ولاية بالتزامن الثلاثاء الماضي، التي احتفظ بها كلا المرشحين الرئيسيين عن الحزبين بالحصة الاكبر من عدد المندوبين للمؤتمرات العامة. حسابيا، يمكننا القول ان جولة الانتخابات الرئاسية “اضحت محسومة” بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون. بيد ان خطوة قيادة الحزب الجمهوري غير المسبوقة “بالتخلي التدريجي عن المرشح دونالد ترامب” بعد فوزه البارز قد تعيد خلط الاوراق والاصطفافات داخل اروقة الجمهوريين مرة اخرى.

     سيتسعرض قسم التحليل النتائج المعلنة لتلك الجولة، وبالأخص على مسيرة قيادة الحزب الجمهوري والآليات المتاحة امامها للتوصل الى صيغة اختيار مرشح الحزب “بطريق الوساطة” داخل المؤتمر؛ وايضا آفاق ما ستنطوي عليه رئاسة اميركية يتصدرها ترامب.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

سوريا

       فند معهد كاتو ارتفاع معدل ضجيج المطالبين بالتدخل العسكري الاميركي في سوريا منبها “بالمخاطر المرافقة لاي تدخل اميركي اضافي في سوريا، ومن ضمنها احتمال نشوب نزاع مباشر مع روسيا، (وما ينطوي عليه من) حرب اقليمية اشمل .. (فضلا عن) انه في معظم الاحيان سيؤدي التغاضي عن حقيقة الدفع بمزيد من الانخراط العسكري الى فوائد متواضعة ان وجدت.” واضاف ان البعض لا يجد غضاضة في توجيه الانتقاد لسياسة الرئيس اوباما “لمفاضلته النهج الديبلوماسي على التدخل .. وقبوله تسوية سياسية معيبة الآن وفق الشروط الروسية،” لكنها فضلت تبني خيار اهون الشرين. واردف ان التمسك بالخيار الديبلوماسي “قد ينطوي عليه احتمال ضئيل لانهاء الحرب الأهلية في سوريا، في المدى المنظور على الاقل.” مشددا على ان السياسة الراهنة للبيت الابيض “تسهم في وضع اللبنات الاولى لتسوية سياسية مستقبلا.”

http://www.cato.org/publications/commentary/its-time-admit-american-intervention-cant-fix-syria

       اعرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن قلقه من “استعادة روسيا سياستها النشطة في الشرق الاوسط .. لما تمثله من انجازات اقتصادية وسياسية، وتهيء الفرص لتقليص النفوذ الغربي” في المنطقة “والدفع قدما بتصور روسيا كقوة عظمى.” واضاف انه هناك ابعادا اخرى تكمن وراء السياسة الروسية خاصة “لحشدها قواتها في سوريا (ابرزها) حرف الانظار عن التحديات الداخلية بغية ضمان استمرار بوتين في السلطة وانهاء العزلة الدولية التي فرضت منذ آذار 2014 نتيجة ضمه لشبه جزيرة القرم.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/russia-in-the-middle-east

       اشار معهد كارنيغي الى سبل تطوير المساعدات الانسانية “للاجئين السوريين بطريقة اذكى،” عقب انفضاض المؤتمر الدولي للمانحين في لندن قبل بضعة اسابيع، والذي “تعهّد بتقديم 11 مليار دولار تقريبا” ضمن البرنامج خلال الفترة الممتدة بين 2016 الى 2020. واوضح المعهد ان “خططة العمل المشتركة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا .. لم تسفر عن نتائج ملموسة،” وارتفاع العجز الاممي المقدم لسوريا الى نسبة 43% مقارنة عن العام السابق. وعليه، ناشد المعهد الدول المانحة “التفكير بصورة استراتيجية حول الاتجاهات والاحتياجات والاستجابات طويلة الأمد .. (وضم) لبنان والاردن الى قائمة الدول التي تتحمل اعباء استضافتهما” للاجئين السوريين. واضاف ان دول الاتحاد الاوروبي اخطأت في طلبها من “تركيا والاردن ولبنان اضفاء طابعا رسميا لفرص عمل اللاجئين السوريين” لاعتقادها بأنه كفيل للحد من تدفق اللاجئين الى اوروبا. وخص المعهد الاردن ولبنان لعدم قدرتهما الاستجابة لتلك المطالب اذ “تنعدم ثقة الحكومات المضيفة والسكان بأي شيء من شأنه ترسيخ التواجد الدائم للاجئين السوريين، او تشجيع قدوم المزيد منهم.”

http://carnegie-mec.org/2016/02/23/smarter-assistance-for-syrian-refugees/iueb

المملكة السعودية

       تناول مركز الدراسات الاسترلتيجية والدولية العلاقات الاميركية السعودية، منوها الى”اعتماد السعودية على الولايات المتحدة في شراء معظم اسلحتها وبرامج التدريب والدعم، اضافة لطواقم الاستشاريين العسكريين الاميركيين .. في مختلف الدوائر والادارات العسكرية والحرس الوطني وقوى الأمن التابعة لوزارة الداخلية.” على الرغم من تلك العلاقة التبادلية “رافقها توترات على الدوام .. اذ شكل قطاع الطاقة مصدر توحيد وانقسام بينهما.” واوضح ان الولايات المتحدة اطلقت استراتيجية “الاعمدة الثنائية،” في اعقاب انسحاب بريطانيا من الخليج في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي، الا ان “الولايات المتحدة اعطت الاولوية لعلاقاتها مع ايران لحين سقوط نظام الشاه عام 1979.”

http://csis.org/publication/saudi-arabia-and-united-states-common-interests-and-continuing-sources-tension

       وصف معهد كارنيغي العدوان السعودي على اليمن “بالحرب غير المقدسة .. والمدعومة من الولايات المتحدة” تفنيدا لتبريرها السابق بانها تلبي “واجبا مقدسا.” واوضح ان سياسة الرياض الجديدة اضحت “غير مدروسة لتقديم محمد بن سلمان في صورة الشخصية النافذة” في رهانه على تمهيد مسار خلافته لاستلام العرش. واضاف ان الحرب لم تفشل في تحقيق الاهداف الاستراتيجية السعودية هناك فحسب “بل تسببت بتعاظم الكراهية حيال السعوديين ..” واردف ان الفشل السعودي معناه “افتقاد استراتيجية متماسكة او حتى الى المعلومات الاستخباراتية المطلوبة .. ويتم قصف منازل قياديين في الجيش يعرفون انها فارغة.” الفشل الأهم برأي المعهد “تبدد المراهنة على فرقاء يمنيين يواصلون القتال نيابة” عن السعودية، رغم كل المغريات المالية المقدمة.

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=62960&lang=ar&mkt_tok=3RkMMJWWfF9wsRovvKjAZKXonjHpfsX76%2BgtXaKg38431UFwdcjKPmjr1YoETcB0aPyQAgobGp5I5FEIQ7XYTLB2t60MWA%3D%3D

ايران

       الانتخابات الايرانية الاخيرة كانت محطة اهتمام المجلس الاميركي للسياسة الخارجية معربا عن اعتقاده بانها في المحصلة “لا تنذر ببدء صفحة جديدة في العلاقات الاميركية – الايرانية، كما راهن الرئيس اوباما ومساعديه في مسار التوصل للاتفاق النووي .. بل ترسي ارضية تحدي اكبر للرئيس المقبل، نظرا لتحرير عوائد طهران المالية.” واضاف ان “الطبقة الحاكمة في ايران تتقن لعبة القطة والفأر فيما يخص مسار الديموقراطية المحدود في البلاد (وتسوقها) للجمهور الغربي الساذج .. بينما في الحقيقة ومن خلف الستار تفعل ما بوسعها للحيلولة دون نفوذ ديموقراطية حقيقية من شأنها ازاحة رجال الدين” عن الحكم.

http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3104

       استعرض معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى   “المخاطر التي قد تلحق بالمصارف الاوروبية والاسيوية جراء” تعاملاتها المالية مع ايران التي لا يزال امامها “طريق طويل لاعادة اندماجها في النظام المالي العالمي،” موضحا ان “فريق العمل المنوط بالعمليات المالية” الدولية انشأته مجموعة الدول الصناعية السبع، 1989، لمكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب. ولوح المعهد بمضي ذاك الفريق “تصنيف ايران كسلطة ذات مخاطر عالية معرضة للتدابير المضادة” لفريق العمل “الذي سيستمر في تعقيد جهود المصارف الايرانية .. التي ستضطر لاعادة علاقاتها مع المصارف” الاخرى. واستدرك بالقول ان ايران “اصدرت سلسلة تصريحات رسمية مؤخرا تؤكد التزامها بتعزيز نظام مكافحة غسيل الاموال / محاربة الارهاب، بما في ذلك (انضمامها) لمجموعة اوراسيا” ومقرها موسكو. وخلص بالقول انه “على الرغم من تخفيف العقوبات .. لا يزال هناك عقبات كبيرة امام” المصارف الدولية الراغبة بالتعامل مع ايران “بالحد الادنى ستستمر المصارف في مواجهة التمويل غير المشروع والمخاطر التنظيمية.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/irans-long-road-to-reintegrating-with-the-world-financial-system

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى