تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية5/2/2016

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

5 شباط – فبراير/‏ 2016    

المقدمة    

     تصدرت نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا معظم المساحات الاعلامية، رافقتها بعض الابحاث الخاصة بالتطورات الميدانية في سوريا وشمالها بشكل خاص.

      درجت الاوساط الاميركية على الاستخفاف بالقدرات العسكرية الروسية بعد نهاية الحرب الباردة، ومستوى الطمأنينة الذي اصابها نتيجة السياسات المدمرة التي انتهجها الساسة الروس السابقون، خاصة في عهد بوريس يلتسن.

يستعرض قسم التحليل الهيبة المتجددة للعسكرية الروسية، خاصة لفشل مساعي العديد التغاضي عنها في دعم الجيش العربي السوري والانجازات الحاسمة التي تحققت على ايدي الطرفين.

      الولايات المتحدة، من جانبها، لم توقف جهودها في تحديث ترسانتها العسكرية والاخلال ببعض الاتفاقيات الخاصة بالحد من معدل حيازتها للاسلحة النووية، واستدرجت بعض اهم اقطاب حلف الناتو لتحمل بعض عبء الكلفة الاقتصادية وزيادة الانفاق العسكري، لمحاصرة روسيا خلف حدودها، على الاقل.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

تناقض الميزانية والدين العام الاميركي

       افادت احدث الاحصائيات الرسمية الاميركية بارتفاع هائل لمعدل الدين العام على الخزينة الاميركية اذ بلغ 19 تريليون دولار (19 ألف مليار) مع انقضاء شهر كانون2 / يناير الماضي، متجاوزا التوقعات السابقة برفع سقف الدين العام الى 18 تريليون دولار. من ابرز المؤشرات ان مجموع الدين العام اضحى يعادل 105% من مجموع الانتاج القومي الاميركي السنوي. واصدر مكتب الميزانية التابع للكونغرس توقعاته لمعدلات الدين انها ستبلغ 22,6 تريليون دولار عام 2020؛ و29,3 تريليون عام 2026. اهمية هذه المقدمة تكمن في الجدل الاميركي المتصاعد حول مخصصات الانفاق العسكري مقابل مزيد من تقليص الانفاق على برامج الرعاية الصحية والتعليمية.

      وزير الدفاع آشتون كارتر صرح امام النادي الاقتصادي في واشنطن، 2 شباط الجاري، ان ميزانية الدفاع للعام 2017 المقترحة ستبلغ 582.7 مليار دولار، وتشمل زيادة 50% في معدل بند الانفاق على “محاربة داعش،” البالغ 7.5 مليار دولار.

      زعم معهد المشروع الاميركي ان موازنة الدفاع السنوية “ستبقى ثابتة دون اضافات في المستقبل المنظور” اذا لم يتدخل الكونغرس لرفدها بمزيد من الاموال. وحث صناع القرار على رفد موارد ميزانية الدفاع للاستثمار في “مجالات التقنية المتطورة .. رغم العجز المنظور لميزانية عام 2017 بمعدل 10 الى 15 مليار دولار.” واضاف ان قراءته لميزانية الدفاع لعام 2017 تشير الى “تضمنها تخفيضات اساية وهامة للبرامج والمخططات القائمة.”

http://www.aei.org/publication/2017-defense-budget-losers/

ارشادات للرئيس المقبل

      قدم معهد ابحاث السياسة الخارجية جملة ارشادات للرئيس الاميركي المقبل تخص ملامح السياسة الخارجية، مناشدا “ايجاد معادلة توازن بين طاقم مجلس الأمن القومي والدوائر الرسمية الاخرى مثل وزارتي الخارجية والدفاع .. وينبغي تقليص عدد اعضاء مجلس الأمن القومي من مستوياته الراهنة.” واوضح ان البيت الابيض في عهد الرئيس اوباما “قلد نزعة فرط الادارة المركزية التي اتبعها فريق الرئيس نيكسون وكيسنجر لشؤون السياسة الخارجية دون التحلي بالاستعدادات الجيو سياسية.” وشدد على ان تطبيق السياسات الرسمية “ينبغي ان يوكل للهيئات والدوائر ذات الاختصاص والتي تمتلك ادوات التنفيذ .. ورفدها بمجموعة من النخب ذات الاختصاصات المختلفة باستطاعتها التعاطي مع عدد من القضايا في آن واحد.” اما المراكز الرسمية الرفيعة “فينبغي ان تتوفر لاصحابها خبرة سياسية معتبرة في عالمنا المعاصر.”

http://www.fpri.org/articles/2016/01/strategic-planning-next-president-part-two-recommendations-nsc-process

نموذج الديموقراطية الاميركية

      اعرب معهد كارنيغي عن مشاعر الاحباط العامة لفشل نموذج الديموقراطية الاميركي داخل البلاد، بينما يمضي ساستها في نشد تطبيقه على منطقة الشرق الاوسط. واوضح ان “اوجه قصور الحكم الديموقراطي داخل الولايات المتحدة تضخمت عددا وكثافة، بدءا من عجز الحزبين الرئيسيين عن العمل معا بايجابية، الى استيلاء مجموعات من نخب جماعات الضغط على المسار التشريعي، وامتدادا الى العيوب الصارخة في النظام الجنائي.” واضاف موضحا للجمهور الاميركي ان الصورة النمطية للولايات المتحدة “كمنارة عالمية للحكم الديموقراطي اضحت خارج التاريخ الى حد كبير .. ويتساءل مواطنو العالم لماذا يعتقد الاميركيون بامتلاكهم اجوبة لعيوب التجارب الديموقراطية للآخرين.” وزاد في تساؤلاته ان العالم بمجمله ينظر الى النموذج الاميركي بتجلياته الراهنة ابرزها “تفكك السلطة التشريعية التي تحظى بقليل احترام وهيبة، تعصب للنظام السياسي، استقطاب حاد يشل الحركة، تمويل مقلق للحملات الانتخابية، مهاترات تسجيل الناخبين، تدني مستوى اقبال الناخبين، او انتهاك الحريات من قبل القوى الأمنية؟

http://carnegieendowment.org/2016/01/27/look-homeward-democracy-promoter/it91

سوريا

      لفت مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الانظار الى “زحف تنامي الانخراط العسكري الاميركي” المباشر في سوريا والعراق، موجها سهام انتقاداته للاستراتيجية الاميركية التي “لم تقدم على تحديد توجه شامل لحروبها في سوريا والعراق، او الاجابة على كيفية تعاملها المقبل مع التوترات بين الاطراف العربية والكردية والتركية، او مواجهة النفوذ الايراني، او التواجد الروسي .. وتداعيات موجات اللاجئين والمهجرين وضررها البالغ الذي لحق باقتصاد كل من العراق وسوريا.” وشدد على ان ساسة الولايات المتحدة “لم يتحلوا يوما بامتلاكهم استراتيجية موثوق بها لبسط الاستقرار في العراق او سوريا .. بل ان الولايات المتحدة لا تزال تعاني من قصور استراتيجي شامل يحقق هدف الحاق الهزيمة بالقوى الاسلامية المتطرفة، حتى وان استطاعت الاطاحة بالدولة الاسلامية من دولتها النموذجية.”

http://csis.org/publication/creeping-incrementalism-us-forces-and-strategy-iraq-and-syria-2011-2016-update

      استعرض معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى السبل التي يتعين على الغرب النظر فيها والتي من شأنها “الحاق الهزيمة بالنموذج المغري للدولة الاسلامية،” مؤكدا ان جذر الأزمة هو اعلامي وكيفية التعاطي معه. واوضح انه “ينبغي على واشنطن تبني توسيع نطاق نظم التراسل غير الحكومية والمنظمات ايضا في الشرق الاوسط، بغية انشاء نظام تراسل مستدام ضد الجهاديين السلفيين.” واوضح انه لا يجوز “التغاضي عن بحر استقطاب السلفيين .. وحفز الشركاء الاقليميين التصدي للخطاب السياسي والاجتماعي الذي يعد المسرح للعنف ..”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/lining-up-the-tools-to-break-the-islamic-state-brand

      تناول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الكلفة البشرية للحرب الدائرة “في الشرق الاوسط، وتداعياتها على اداء الحكم والاقتصاد ..” كما بحث في دراسته “مقارنة اعداد الضحايا، والمناطق الرئيسة المتضررة من القتال، وانعكاسات اضافية على الصراع، واستعراض فروقات التناول الاعلامي بين بلد وآخر ..”

http://csis.org/publication/human-cost-war-middle-east-graphic-overview

الكرد

      حذر معهد الدراسات الحربية صناع القرار من “فرط اعتمادهم على الاكراد” في سياق الحرب على الدولة الاسلامية “نظرا للمطبات الكامنة التي تشكل تحديا لاهداف الأمن القومي الاميركي الاوسع.” وزعم المعهد ان الغارات الجوية الاميركية في سوريا “توفر دعما لحزب العمال الكردستاني .. مما يهدد بابتعاد تركيا عن التعاون الاشمل مع جهود التحالف المناهض لداعش؛ ويشكل مغامرة للولايات المتحدة بتأجيج الصراعات الاثنية طويلة الأمد في كل من العراق وسوريا.” وخلص بالقول ان مجمل تلك “المطبات قد تعزز عدم الاستقرار الاقليمي في المستقبل وتحرم الولايات المتحدة من تقويض وتمير الدولة الاسلامية بفعالية.”

http://www.understandingwar.org/backgrounder/pitfalls-relying-kurdish-forces-counter-isis

تركيا

      استعرض صندوق مارشال الالماني السياسة التركية حيال سوريا قبل التئام مفاوضات جنيف، معتبرا انها تتسبب بتصدع علاقاتها مع الولايات المتحدة خاصة وان “معدل خيبة الأمل من السياسة الاميركية في ارتفاع متسارع.” واعتبر ان السياسة الاميركية مسكونة باحراز تقدم مهما كان “وينظر الى جهوزيتها لتقديم تنازلات لمحاولات روسيا فرض قراءتها المشوهة لمسار فيينا وفصله عن اطار جنيف-1.” واضاف ان التدخل الروسي المباشر في سوريا “شكل عامل تغيير اللعبة باتجاه سلبي بالنسبة لانقرة .. واضحت واشنطن تعتمد على روسيا كعامل قوة ايجابي وحيد باستطاعته تحقيق حل سياسي بشكل ما.”

http://www.gmfus.org/publications/between-hard-place-and-united-states

      بينما اعتبر معهد هدسون السياسة التركية في سوريا “تسببت في اطلاق ازمة داخلية” لاعتبارات توفيرها المأوى للاجئين السوريين والذين اضحى “عدد منهم ينافسون الاتراك في فرص العمل .. واعرب عدد ضئيل منهم عن نيته العودة الى بلده ان بقي الاسد في السلطة.” واضاف ان الادارة الاميركية تردد باستمرار انه ينبغي على تركيا “اغلاق حدودها مع سوريا لوقف تدفق داعش .. مما يعني تورط الاتراك كداعمين لداعش واحراجهم للاقدام على اتخاذ اجراءات ترغبها واشنطن حقا.” وخلص بالقول انه دون توفر الدعم من تركيا فان “قوى المعارضة لن يكون بوسعها شن حرب ضد الاسد وحلفائه الايرانيين والروس.”

http://www.hudson.org/research/12160-turkey-s-syria-problem

      استعرض معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى المديات التي يمكن لتركيا الذهاب اليها لاغلاق حدودها المشتركة مع سوريا “لحمايتها من تنظيم داعش.” واوضح ان لتركيا عدة اولويات في تلك المنطقة من سوريا “1- تعزيز الدعم المقدم لقوى المعارضة .. 2- حرمان “حزب الاتحاد الديموقراطي” من ربط جيب القرى في عفرين واعزاز بالمناطق الاخرى .. واعاقة تشكيل منطقة كردية تقع تحت سيطرة حزبي الاتحاد الديموقراطي والعمال الكردستاني .. 3 – القضاء على تنظيم “داعش” في سوريا.” وتعتبر انقرة ان افضل السبل بالنسبة لها “تعبئة الجانب السوري بالقوات الصديقة لتركيا .. منها التركمان.” ودعا المعهد تركيا الى تشديد اجراءاتها ضد داعش الذي اضحى “يشكل تهديدا للتقدم الاقتصادي والأمني في البلاد،” بعد تحميله مسؤولية التفجير في مدينة اسطنبول مؤخرا.

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/a-turkish-friendly-zone-inside-syria  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى