تقارير ووثائق

الحرب تلوح في الأفق: فهل فات الأوان لوقفها؟: بول كريغ روبرتس

 

أحد الدروس المستفادة من التاريخ العسكري هي أنه بمجرد أن تبدأ التعبئة للحرب، لا يمكن السيطرة على الدفع الذاتي للدول.

في خطابه الذي القاه في الأمم المتحدة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لم تعد قادرة على تحمل الوضع في العالم، وبعد يومين وبناءا على دعوة من الحكومة السورية بدأت روسيا الحرب ضد داعش.

واستطاعت تدمير مستودعات الأسلحةالخاصة بداعشوساعدت الجيش السوري في تحقيق مكاسبكبيرة ضد هذا التنظيم وتنظيمات اخرى، وقامت روسيا أيضا بضرب ناقلات النفط المسروقة التي تمولالتنظيم والتي تنقل من سوريا الى تركيا حيث يتم بيعها للعصابات التي تحكم تركيا.

وشعرت واشنطن بالصدمة من جراء الحسم الروسي في سوريا. وخشيت أن لا يخدم هذا النجاح السريع لروسيا واشنطن وحلف شمال الاطلسي، في حربهم ضد الأسد، فواشنطن تستخدم الحكومة العميلة في كييف للضغط على روسيا، ورتبت مع تركيا لإسقاط المقاتلة الروسية على الرغم من الاتفاق الموقع بين روسيا وحلف شمال الاطلسي حول الطلعات الجوية

على الرغم من إنكار مسؤوليتها، استخدمت واشنطن الرد الروسي المدروس على الهجوم التركي لطمأنه أوروبا بأن روسيا هي نمر من ورق.

استجابة الحكومة الروسية للاستفزاز التركي استخدم من قبل واشنطن ايضا لطمأنة أوروبا بأنه ليس هناك من سبب لاستمرار الضغط على روسيا في الشرق الأوسط وأوكرانيا وجورجيا والجبل الأسود، وغيرها. واستخدم هجوم واشنطن على الجيش السوري لتعزيز الاعتقاد في اذهان الحكومات الأوروبية بأن سلوك روسيا هو السبب في ظهور الخوف والضعف.

ومن غير الواضح إلى أي مدى السياسات المستقلة للحكومات الروسية والصينية التي اعلنها الرئيسين الروسي والصيني يوم 28 سبتمبر، تعتبر “تهديد وجودي” لهيمنة الولايات المتحدة.

أسس السياسة الخارجية للولايات المتحدة هي التزام لمنع صعود قوى قادرة على تقييد الأعمال الإرهابية التي تقوم بها واشنطن من جانب واحد، قدرة روسيا والصين على القيام بذلك تجعلها هدفا على حد سواء.

وكانت واشنطن قد خلقت عمدا الإرهاب لسنوات عديدة. الإرهاب هو السلاح الذي تنوي واشنطن استخدامه لزعزعة استقرار روسيا والصين عن طريق تصديره للسكان المسلمين في روسيا والصين.

واشنطن تستخدم سوريا، وأوكرانيا، لإثبات عجز روسيا لأوروبا- والصين، فروسيا العاجزة هي أقل جاذبية للصين.

بالنسبة لروسيا، الاستفزاز يشجع على المزيد من الاستفزاز.

وبعبارة أخرى، لقد وضعت واشنطن وأوروبا بسذاجتهم الإنسانية في وضع خطير جدا، حيث أن الخيارات الوحيدة المتبقية لروسيا والصين القبول بالتبعية الأميركية أو الاستعداد للحرب.

يجب احترام بوتين لإضافة المزيد من القيمة على حياة الإنسان، يجب ان تقوم روسيا بشيء لإعلام دول حلف شمال الاطلسي بأن هناك تكاليف خطيرة لأي عدوان ضد روسيا. على سبيل المثال، يمكن للحكومة الروسية أن تقرر أنه لا معنى لبيع الطاقة إلى الدول الأوروبية التي هي في حالة حرب ضد روسيا. ومع قدوم فصل الشتاء، يمكن للحكومة الروسية ان تعلن أن روسيا لن تبيع الطاقة للبلدان الأعضاء في حلف الناتو. روسيا سوف تخسر المال، ولكن افضل من فقدان السيادة أو الدخول في الحرب.

لإنهاء الصراع في أوكرانيا، أو لتصعيده إلى مستوى يتجاوز استعداد أوروبا للمشاركة، يمكن لروسيا قبول طلبات المحافظات الانفصالية لجمع شملهم مع روسيا. وبالنسبة لكييف فاذا ارادت مواصلة الصراع، فعلى أوكرانيا مهاجمة روسيا نفسها.

وقد اعتمدت الحكومة الروسية على ردود مسؤولة وغير استفزازية. وقد اتخذت نهجا دبلوماسيا، واعتمدت على الحكومات الأوروبية القادمة للعودة الى رشدهم، وليدركوا أن مصالحهم الوطنية تختلف عن مصالح واشنطن، ومنعها من الهيمنة على قراراهم.

نحن مع المفارقة بأن تصميم روسيا على تجنب الحرب يقودها مباشرة إلى الحرب.

وسائل الإعلام الروسية، الشعب الروسي، ومجمل الحكومات الروسية فهمت ذلك، فإنه يجب أن يكون واضحا للجيش الروسي بانه على القادة العسكريين النظر الى تركيبة القوات التي أرسلتها منظمة حلف شمال الأطلسي “لقتال داعش”، كما يلاحظ جورجالبرت، فان الطائرات الاميركية، والفرنسية، والبريطانية التي تم نشرها هي مقاتلات جوية جو- جو و لم يتم نشر طائرات مقاتلة لمهاجمةداعشعلى أرض الواقع.

ليس هناك شك في أن واشنطن هي التي تقود العالم نحو “هرمجدون” وأوروبا تمكنها من ذلك، واشنطن اشترت ودفعت مقابل الدمى في ألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة التي تعتبر إما غبية، غير مبالية، أو عاجزة عن الهروب من قبضة واشنطن. والى ان تستطيع روسيا توعية أوروبا، الحرب أمر لا مفر منه.

غلوبال ريسريتش

ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد- ناديا حمدان

http://www.globalresearch.ca/war-is-on-the-horizon-is-it-too-late-to-stop-it-2/5494431

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى