تقارير ووثائق

برنامج الـ CIA في سوريا: جدول زمني جزئي: مايكل روزوف

 

هذا الجدول الزمني الجزئي يؤكد ان حكومة الولايات المتحدة والرئيس الاميركي باراك أوباما يتحملان مسؤولية كبيرة تجاه الحرب السورية ونتائجها. حيث وافق أوباما على خطط للـ CIA تعود لأكثر من 65 عاما، كما وافق على تدخل الـ CIA في سوريا في ظل خطة فاشلة لوزارة الدفاع الأميركية تهدف الى تدريب المتمردين المعتدلين

.

“وان أردت أن تفهم أصول الحكم الاستبدادي في سوريا اليوم، من المهم أن تعود إلى الاعوام المتعاقبة من الـ 1940الى 1950ومعرفة الدور الذي لعبته وكالة الاستخبارات المركزية في تلك الأرض”: “في أواخر العام 1940، شعر صناع السياسة الأميركية بالذعر عندما رضخت الحكومة السورية، لضغط الرأي العام، ورفضت السماح لشركة نفط أميركية ببناء خط أنابيب عبر أراضيها. كما وجدت واشنطن ان المشاعر المعادية للغرب قوية والحزب الشيوعي كان منتشر بشكل كبير في البلاد. وخوفا من ان “تنجرف سوريا نحو اليسار”، وضعت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) خطط للإطاحة بالحكومة المدنية القديمة، “فالتقى عملاء الاستخبارات الأمريكية مع القادة العسكريين اليمينيين في دمشق لبحث مسالة “تثبيت” الديكتاتورية المدعومة من الجيش.

حاولت الـ CIA في العامين1947-1948 التأثير على الانتخابات من خلال دعم الشخصيات اليمينية في الحزب الوطني …”

في مارس 1949 رعت الـ CIA الانقلاب العسكري السوريبشكل مباشر.

وفي العام1957 وضعت وكالة الاستخبارات المركزية والاستخبارات البريطانية MI6 خطة لاغتيال 3 من كبار القادة السوريين لقلب نظام الحكم “… وكانوا يعتزمون استخدام عملاء محرضين لإطلاق سلسلة من الحوادث”. “وقد حاولوا تمويل وتسليح اللجنة السورية الحرة التي تضم الفصائل السياسية شبه العسكرية”.

بين الـ 2006و الـ2011 وقبل اندلاع الحرب السورية حركت الولايات المتحدة المعارضة ضد الحكومة. ففي 18 أبريل 2011 “كشفت وثائق ويكيليكس التي نشرت أن وزارة الخارجية الأميركية مولت جماعات المعارضة السورية والمشاريع المعارضة الأخرى سرا ولمدة خمس سنوات على الأقل، وذلك بحسب تقرير لواشنطن بوست.

العنف الذي حصل في مارس الـ 2011 في درعا اطلق الحرب السورية، “واكدت الحركة الاحتجاجية في 17-18 مارس في درعا على وجود دعم سري للإرهابيين الإسلاميين من الموساد و/أو الاستخبارات الغربية”. واصبحت تجد القناصة وهم يستهدفون كل من الشرطة والمتظاهرين”.(والملاحظ أن هذا الأسلوب اتبع في أعمال العنف التي حصلت في كييف، أوكرانيا).

في 18 أغسطس 2011 قال أوباما : “الأسد يجب أن يرحل”. “وقادة اوروبا دعوه إلى الاستقالة، بعد أشهر من حملة القمع العنيفة ضد المتظاهرين، وصعدت اللهجة الخطابية لتشمل فرض عقوبات جديدة تهدف إلى تقويض قدرة الأسد لتمويل العملية العسكرية الخاصة به”.

في 1 أغسطس 2012 “اجاز أوباما بدعم المتمردين السوريين بشكل سري” “وشيء من هذا الدعم قدمته وكالة الاستخبارات المركزية “.

في 2 أكتوبر 2013 “وكالة الاستخبارات المركزية وسعت جهودها السرية لتدريب مقاتلي المعارضة في سوريا وسط مخاوف من ان تكون تلك القوى غير معتدلة، وقال مسؤولون اميركيون ان الميليشيات التي تدعمها الولايات المتحدة تفقد بسرعة الارض في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.” “وارتفعت نسبةالمبالغ التي يحتاج اليها برنامج الـ CIA لدعم مقاتلي المعارضة الى حد كبير، الذين بلغ عددهم حوالي 100 الف. وقال مسؤولون في الاستخبارات ان ما يصل الى 20000 هم من “المتطرفين” الذين لديهم أجندات إسلامية متشددة.

لقد استنزفت تلك الفصائل المتشددة الزخم والدعم من الجماعات المتمردة المعتدلة، واصبحت الجماعات الإسلامية الأكثر بروزا، مثل “الدولة الإسلامية في العراق وسوريا” (ISIS) وجبهة النصرة التي تضم مقاتلين لديهم الخبرة الواسعة من الحرب في العراق، وعلى تواصل مع تنظيم القاعدة ونفذوا هجمات بارزة ضد الجيش السوري.

في 23 أبريل 2014 “قدمت الولايات المتحدة المزيد من الأسلحة والتدريب للمتمردين المعتدلين في سوريا، في إطار برنامج سري متزايد تديره وكالة الاستخبارات المركزية في الأردن” “ويرى البعض أن جهود الولايات المتحدة سوف تساعد كثيرا، نظرا لضعف المعارضة التي تقاتل القاعدة. الدعم الذي يحصل عليه المعتدلون له تأثير ضئيل نسبيا على الارض.

في 2 أكتوبر 2015 “قدمت وكالة الاستخبارات المركزية الآلاف من المقاتلين المدربين وذلك في قواعد سرية في الأردن مع معدات اتصال متطورة، ودعم استخباراتي وتم تدريبهم على حمل الأسلحة، بينها صواريخ مضادة للدبابات. هؤلاء المقاتلين المدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية تم إدخالهم الى سوريا عبر الحدود الجنوبية لهذا البلد مع الأردن، ولكن الكثير منهم شقوا طريقهم إلى الوحدات التي تصطف الآن شمال وشرق دمشق – المناطق التي تتعرض للغارات الروسية خلال الأيام القليلة الماضية.

في رأيي، فإن التدخل الاخطر للولايات المتحدة هو ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس، حيث ذكرت الوثائق ان الثورة التي بدأت في درعا، وفرت الفرصة للعناصر الاسلامية المتشددة والمسلحة بدخول المعركة.

موقف أوباما من الأسد ومطالبته بالرحيل سمح بدخول وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع في الحرب في الوقت الذي كانت تلتزم فيه الولايات المتحدة بمحاولة إعادة تشكيل حكومة جديدة بين القوات المتطرفة والمتنافسة مع الأسد.

كما كشفت الوثائق عن تهريب كميات غير محدودة من الأسلحة للجماعات المتطرفة.

وفي الوقت عينه لم تستطع وكالة الاستخبارات المركزية، والبرنامج التدريبي التابع لوزارة الدفاع من السيطرة على ساحة المعركة.

ما الذي سيدفع أوباما للتدخل في سوريا؟ هناك أربعة أسباب رئيسية. الاول: هو “تعزيز الديمقراطية”. وهذا يظهر مرة أخرى في خطابه الاخير في وزارة الخارجية، بحيث تأخذ “الديمقراطية” بمعنى “الحقوق”. أوباما ينظر للرئيس الأسد وكانه يقف في طريق الشعب السوري. أوباما لديه فكرة النظام العالمي ودور الولايات المتحدة في تنفيذ ذلك. وقد اظهر اهتماما كبيرا بتعزيز الديمقراطية خلال الربيع العربي.

السبب الثاني: هو إحباط إيران من أجل الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة. لهذا دعمت الولايات المتحدة الدول العربية السعودية والخليج الذين دعموا بدورهم العناصر المتمردة في سوريا فضلا عن تقديم الدعم لتركيا.

السبب الثالث: هو تأثير إسرائيل على دوائر الإدارة في الكابيتول هيل.

السبب الرابع: هو إحباط النفوذ الروسي في سوريا وحرمانها من الحصول على البحر الأبيض المتوسط. ويبدو أن هذا جاء بنتائج عكسية.

وهذه كلها أسباب ترتبط بالإمبراطورية. صيانة وتوسيع الإمبراطورية الأمريكية هي افتراض أساسي لا جدال فيه يهيمن على كل ما يحدث في البلدان الاخرى. فكرة أن اميركا متفوقة ويجب ان تتمدد في أنحاء العالم لخلق نوع من النظام العالمي هو شعور خيالي غامض. ليس هناك فائدة حقيقية للمواطن الأميركي العادي من تدخل حكومته في سوريا. يمكننا أن نصعد لوحدنا. يمكننا التقدم أو التراجع في منطقتنا، دون مثل هذا التدخل. نحن لسنا بحاجة لإسقاط الأسد ليحل محله المعتدلين الوهميين من اختيار وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية.

يمكننا أن نخترع، ونكتب ونشغل الموسيقى والآلات وزراعة المحاصيل، وبناء المساكن، والسفر، والمشاركة في الألعاب الرياضية، والترفيه، ولعب الكمبيوتر، وكتابة الشعر والقيام بأنشطة أخرى لا حصر لها دون مفاهيم الإمبراطورية، والتدخل الأجنبي، أو حتى التقدم. الذي لا يمكن لأي شخص القيام به ولكن السوريين أنفسهم.

لماذا أنا أو العديد من الأميركيين نريد ان نحكم سوريا أو نتدخل بمن سيحكمها؟

الحكومة لا تفكر بهذه الطريقة، هي مجموعة اناس متعجرفين ويعتقدون أنهم يعرفون ما هو جيد للجميع. وفي الحقيقة هم حمقى.

لماذا ينبغي على الولايات المتحدة أن تنخرط في لعبة المال والسلطة من اجل القتل والتدمير.

ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد- ناديا حمدان

https://www.lewrockwell.com/lrc-blog/cia-interventions-in-syria-a-partial-timeline/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى