تقارير ووثائق

التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 27/1/2017

 

نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

27 كانون2 – يناير/‏ 2017    

المقدمة    

     نجح الرئيس ترامب في ترسيخ اسلوبه الصادم باتخاذ القرارات “غير المألوفة،” وحافظ على وتيرة متواصلة من توقيع “قرارات رئاسية” مختلفة بحفل “استعراضي،” انشغلت به وسائل الاعلام شكلا كما كان يرمي ترامب.

     حقيقة وفعالية قرارات ترامب يلفها الغموض لناحية آلية تفسيرها بأنها مجرد رد فعل متسرعة وارضاء قواعده الانتخابية، ام انها حلقة في سلسلة متكاملة اعدها مسبقا تنم عن وضوح رؤيا استراتيجية، كما يراهن البعض.

     قسم التحليل سيلقي الضوء على بدء حقبة ترامب الرئاسية وميله لاصدار قرارات “احادية” متتالية تعيد الى الاذهان الصراع الصامت بين السلطتين التنفيذية والتشريعية حول تداخل صلاحياتهما. كما سيتناول انعكاسات القرارات على السياسة الخارجية الاميركية وما تنبيء به من نهاية عصر الاتفاقيات التجارية متعددة الاطراف واستبدالها باتفاقيات ثنائية يدفع الطرف الاضعف الثمن الاكبر.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

ترامب في سباق مع الزمن

       حث الرئيس ترامب خطاه للوفاء بوعوده الانتخابية وقام بتوقيع سلسلة من “قرارات رئاسية،” لها مفعول قانوني ان لم يتدخل الكونغرس لابطالها او تعديلها. من ابرز قراراته كان اعلان انسحاب بلاده من اتفاقية التجارة عبر المحيط الهاديء. وسلط معهد كاتو الضوء على اهم نقاط ارتكاز اتفاقية الشراكة محذرا من انه “في غياب الاتفاقية، فالصين هي الجسم الاكبر الذي باستطاعته استقطاب دول صغيرة الى مجال جاذبيتها .. في الفضاء الصيني بصورة اشمل.” واستدرك بالقول ان تلك الحالة “لا تعني بالضرورة توقف التبادل التجاري بين تلك المجموعة والولايات المتحدة، بل سيترتب عليها تعزيز سلسلة العرض والاستثمارات الصينية، وبروز اشكال اخرى يجسدها الواقع التجاري.” واضاف انه في نهاية المطاف تصبح “كلفة اعادة ترتيب تلك العلاقات المستقبلية اعلى مع مضي الزمن.”

https://www.cato.org/blog/withdrawing-tpp-was-senseless-act-wanton-destruction

     مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية افرد مساحة واسعة للتغييرات المنتظرة في هيكيلية واداء وزارة الدفاع، لا سيما في ظل “ميل الرئيس ترامب للاطراء والمديح لتوجهاته في مقاربة الحلول الحكومية من زاوية خبرته في مجال الاعمال، وجسده باضافة عدد من وزراء ادارته من خارج السلك الرسمي بمهمة الاشراف على التغيير المنشود.” وحذر من الفوارق الرئيسة التي تميز سبل التقييم واستحداث حلول ناجعة بين عالم المال والشركات الكبرى “ووزارة الدفاع التي لا تصنف في خانة الشركات، وما ينبغي على وزير الدفاع الجديد القيام به هو اجراء مراجعة استراتيجية مركزة تعينه على تحديد الاولويات المطلوبة بوضوح، واشراك الرئيس بها، فضلا عن اشراك كافة هيئات وزارة الدفاع في العالم.”

https://defense360.csis.org/use-strategic-review-to-drive-change/

     انتهزت مؤسسة هاريتاج سلسلة انتقادات الرئيس ترامب لدول حلف الناتو لتراخيها في نسبة الانفاق العسكري المطلوبة مناشدة “ادارة الرئيس ترامب الاستفادة من توجه تلك البدان لزيادة حجم ميزانياتها العسكرية، وتشجيع الحلفاء على ديمومة المتطلبات العملية، بدلا من المراهنة على التزامات الولايات المتحدة لحلف الناتو.” واشادت برؤية الرئيس ترامب لوضع الاصبع على جرح الحلف “باعتماد اعضائه على الولايات المتحدة واعتادوا على رعايتها .. بيد انه لا ينبغي علينا تقليص حجم التزاماتنا نحو الحلف.” وخلص بالقول ان الاستراتيجية الاميركية “قد لا تحصد كل ما تبغيه من الحلف، لكن حلف الناتو يبقى الصيغة الأمنية الاكثر جدوى للولايات المتحدة في العالم.”

http://dailysignal.com/2017/01/24/are-nato-members-carrying-their-weight-only-5-of-28-countries-pay- fairshare/?_ga=1.104640576.1354987097.1349370889

     وانضم صندوق مارشال الالماني ايضا للادلاء بدلوه في مسالة الأمن الاوروبي قائلا “من اجل الاستجابة للاوضاع الجديدة الناجمة عن انتخاب ترامب وحماية دول الاتحاد الاوروبي، يتعين على الاوروبيين اعادة النظر بسياساتهم الممتدة لسبع سنوات مضت، منذ بدء ازمة اليورو.” وذكّر الاطراف المعنية بأن “المصالح العليا لدول الاتحاد الاوروبي تقتضي الحيلولة دون تفكك الاتحاد .. وينبغي على الاوروبيين التحلي بمزيد من الابداع والمرونة افضل مما سبق.” وخاطب الدول الاوروبية الرئيسة بما ينبغي عليها القيام به من تدابير واجراءات لتعزيز صيغة الاتحاد الاوروبي، منها “يجب على المانيا تقديم تنازلات اقتصادية لفرنسا .. اذ هي بحاجة للقوات العسكرية الفرنسية؛ ليس بوسع دول الاتحاد الاستمرار في مفاوضات قاسية مع المملكة المتحدة واعادة النظر باستراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد .. والتوصل لترتيبات استراتيجية تعاونية مع المملكة المتحدة لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا.” وناشد الصندوق المسؤولين الاوروبيين “تصويب الانظار على الصورة الشاملة الاوسع – وتداعيات اعادة ترسيمها الناجمة عن انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.”

http://www.gmfus.org/publications/president-trump-us-security-guarantee-and-future-european-integration

سوريا

     اقرار المؤسسة الحاكمة بفشل سياساتها في سوريا على نحو خجول حفز مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية اسداء النصائح للفريق السياسي الجديد بما يتعين عليه القيام به ابرزها “ينبغي على الولايات المتحدة النأي بالنفس وترقب الاحداث على الاقل لحين اتضاح من سيتبقى من القوى الرئيسة المنخرطة في القتال وكذلك الامر حيال القوى الخارجية وما ستسفر عنه من عدم تحقيق طرف بمفرده انتصار مستقر، بالنظر ايضا الى ان الحلول العملية المرتقبة تتراوح بين الارهاق واستمرار الصراع وعدم الاستقرار.” وحث المعهد واشنطن على بذل جهودها “لاعادة بناء الثقة مع شركائها الاستراتيجيين من الدول العربية واسرائيل، واتخاذ تدابير رادعة لايران واحتوائها، وانشاء دولة مستقرة وآمنة في العراق.” كما اعرب المركز عن تشاؤمه من “القدرة على احتواء الازمة في سوريا.”

https://www.csis.org/analysis/case-and-against-realist-strategy-syria

     بادر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى وضع تصوراته لماهية السياسة الاميركية في الشرق الاوسط امام الادارة الجديدة، معتبرا ان عناصرها الرئيسة تكمن في “احتواء ايران .. والحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية، وهي مسألة بالغة الأهمية لاستقرار المنطقة.” واوضح في مذكرته انه يتعين على الادارة الجديدة “بذل جهود بعناية والحاح للتوقف على جوهر المصالح الاميركية في المنطقة، وتطبيق مباديء واضحة لتحقيق ذلك.” وذكّر الادارة الجديدة بما يواجهها من تحديات “تسعى لتقويض نظام الدول الاقليمية والتي تنوء تحت اعباء حروب بالوكالة التي تعكس المنافسات الجيوسياسية والصراعات المترتبة حول الهوية الاساسية.” وشددت المذكرة على استمرار الولايات المتحدة في سعيها “لضمان سلامة امدادات الطاقة من منطقة الشرق الاوسط والتي ستبقى حيوية ضمن صلب المصالح الوطنية الاميركية، فضلا عن مضيها في الحيلولة دون انتشار (الاسلحة) النووية، ومكافحة الارهاب، والحفاظ على الاستقرار.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/general-principles-to-guide-u.s.-middle-east-policy

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى