تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 2015-3-20

 

المقدمة    

 بلغت اهتمامات مراكز الابحاث الاميركية بالانتخابات “الاسرائيلية” معدلات غير مسبوقة، على خلفية تأزم العلاقة الشخصية بين الرئيس اوباما وبنيامين نتنياهو .

  اسقاط سورية لطائرة دورنز اميركية متطورة يستوجب البحث في مدلولاته وابعاده السياسية والاستراتيجية، والتفاعلات المترتبة اقليميا عليه.

سيتناول قسم التحليل سلاح طائرات الدرونز الاميركية، ببعديه السياسي والتقني؛ ومواكبة التصريحات السياسية “الملتبسة” لوزير الخارجية جون كيري باعادته الاولوية للحل السياسي في سورية. في البعد التقني، نسلط الاضواء على مفاضلة القيادات الاميركية لسلاح طائرات الدرونز وما يتركه من تداعيات على شح الطواقم البشرية المطلوبة لتشغيله، فضلا عن تسخير طائرات حربية مقاتلة لحمايته اثناء تنفيذه المهام المرسومة.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

سورية

 حذر مركز الدراسات الاستراتيجية صناع القرار السياسي في الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، من استفحال خلافاتهما السياسية وابتعدوا عن “تحقيق الاهداف السامية،” مما ساهم في “اخفاق الجهود لبسط الاستقرار في العراق وسورية (بل) ادت لبروز فراغ فكري في البعد الاستراتيجي.” واوضح ان الطرفين يتقاسمان المسؤولية في “عدم بذل جهود حقيقية لتحديد المطلوب (استراتيجيا) وتوفير الموارد اللازمة .. اذ ان استخدام القوة العسكرية هو خيار في افضل الاحوال لا يتجاوز ثمة وسائل جزئية توظف لتحقيق بعض النتائج؛” كما ان الطرفين “ادارة الرئيس اوباما والكونغرس .. اثبتا فشلهما الذريع” في ادارة الأزمات.

         في الذكرى الرابعة لاشعال فتيل الحرب وتدمير مرافق الدولة السورية، لفت معهد كارنيغي الانظار الى فشل الاطراف المنخرطة في الصراع من تحقيق اهدافها، نظرا لسلسة “اخطاء ارتكبتها السياسة الخارجية الاميركية والتي (تاريخيا) اسفرت عن نهايات فوضوية” للحروب التي قادتها الولايات المتحدة. واضاف ان من اهم العوامل هي ما حذر منها بعض النخب الفكرية، لا سيما شهرية “فورين افيرز،” عام 2010 بأن “عاملي مركزية الأنا الاميركية المتنامية وثقتها المفرطة” بقوتها العسكرية، واللذين اديا لغياب القيود الداخلية والخارجية لكبح مسلكها. واوضح ان “مغالاة اميركا في طموحها (ادى) لانخراطها في حروب من دون (توفر) خطة طويلة الأمد لوضع نهايات لها .. ونتائجها الكارثية” على البلدان المستهدفة، اذ “دخل الصراع في سورية عامه الخامس .. وتحول الى حرب من اكثر الحروب دموية وتعقيدا في التاريخ الحديث للشرق الاوسط.” واقر المعهد متأخرا بارتكاب “اللاعبين الخليجيين وتركيا .. حسابات خاطئة وبالغوا” في قدرة المجموعات الجهادية واصطدموا “بقدرة النظام السوري على الصمود.”

فلسطين

         جدد المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي اهتمامه بدراسة “الآثار العسكرية التي ترتبت على العدوان الاسرائيلي على غزة،” العام الماضي، معتبرا ان استراتيجية المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس (كما وصفها) شكلت “نمطا قتاليا جديدا يهدد بتقويض فعالية (استراتيجية) القوات العسكرية التقليدية.” وناشد صناع القرار الاميركي “سياسيين وعسكريين ضرورة اخذ ذلك بعين الاعتبار واتخاذ التدابير المطلوبة لدرء العواقب الخطيرة التي تهدد الأمن القومي الاميركي.”

تونس

       اعتبر مركز الدراسات الاستراتايجية والدولية ان الهجوم الارهابي الذي تعرض له متحف باردو في العاصمة التونسية ينبغي ان “يذكّر الجميع ان البلاد لا تزال عرضة لمساعي المجموعات المتطرفة تجنيد” عناصرها، سيما وان “ضعف الاجراءات الأمنية المتبعة وتخبط الحكومة بعد الثورة التونسية اسهمت في ايجاد هامش حركة للمجموعات المحلية المتطرفة مكنها من توسيع قدراتها وساحات نشاطاتها.” واضاف انه على الرغم من اعتقال الحكومة لنحو 1،500 عنصر متطرف العام الماضي، الا ان “تونس تواجه عددا من التهديدات من جبهات عدة.”

ايران

         ناشد المجلس الاميركي للسياسة الخارجية اعضاء الكونغرس التدخل العاجل لمنع الادارة الاميركية من ابرام اتفاق نووي مع ايران معللا ان “القلق يساور اغلبية الشعب الاميركي .. ويميلون لمطالبة الادارة اتخاذ سبل مراقبة متشددة،” كما باستطاعة “الكونغرس الضغط على البيت الابيض للتقيد بشفافية اكبر والافصاح بدقة عما تعهد به للجمهورية الاسلامية، وتداعياتها على أمن الولايات المتحدة وحلفائها.” وطالبهم بوضوح “التحلي بالارادة السياسية ومطالبة (الادارة) بافساح مقعد (خاص بالكونغرس) على طاولة طاقم السياسة الايرانية ..”

تركيا

         توجه تركيا لعقد صفقة صواريخ مع الصين اثارت قلق العديد من انصارها في واشنطن، مما حفز صندوق مارشال الالماني الى التشكيك “باهداف انقرة النهائية، خاصة في ظل مطاطية خطابها السياسي في السياسات الدولية مؤخرا .. فضلا عن عدم ادراك (ساستها) حقيقة التداعيات السياسية ..” واضاف ان ما تقوم به تركيا يمكن وصفه بانتهاج “استراتيجية مزدوجة لتحصين” النفس على حساب دول حلف الناتو “بغية الضغط على الدول الغربية لعرض افضل.” كما اعتبر الصندوق القرار التركي له ابعاد داخلية تتمحور حول “النية لانتهاج سياسة خارجية مستقلة .. بيد ان السؤال الحقيقي هو الى مدى تستطيع انقرة الذهاب اليه في لعبة المقايضة في ظل امتناع حلفائها الغربيين عن الرضوخ لمطالبها واولوياتها” الخاصة. واضاف محذرا ان “المشروع يمثل نقطة التقاطع بين اولويات تركيا لتحديث دفاعاتها وتوجهها السياسي والتزاماتها نحو حلف الناتو.”

الصين وافغانستان

         لفت معهد كارنيغي انظار صناع القرار السياسي الاميركي الى “تكثيف الصين لجهودها الديبلوماسية” وتواصلها مع افغانستان لدعم ارساء الاستقرار، مناشدا “البحث في حقيقة المصالح المحفزة للصين” في هذا الصدد. وقال ان الصين “لا تنوي ملء فراغ سياسي جراء انسحاب القوات الاميركية فحسب، بل التمهيد للعب دور مثمر في المسار التصالحي بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان في المستقبل.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى