مقالات مختارة

ماذا أبلغ هيل المسؤولين وكيف تأمّن الغطاء؟ إهتمام أميركي وغربي بانهيار الإرهابيين السريع محمد بلوط

 

حقق الجيش اللبناني انتصارا كبيرا على الارهاب والمجموعات الارهابية في طرابلس والشمال عموما يفوق ما حققه في صيدا عندما انقذها من مجموعة احمد الاسير الارهابية، ويتجاوز حدود تطهير التبانة والعديد من احياء العاصمة الثانية من العناصر الارهابية التي كانت تخطط للاستيلاء على المدينة واقامة ما يشبه الامارة في الشمال.

وتنظر المراجع الى هذه المعركة على انها محطة مهمة وبارزة في الحرب على «داعش» و«النصرة» والمجموعات التي تدور في فلكهما، لا بل تشكل حلقة مهمة لانهاء الخطر الارهابي الذي يهدد لبنان واللبنانيين ومفصل اساسي لاندحار الارهابيين.

وتقول المعلومات وفق تقارير امنية وديبلوماسية غربية ان الجيش اللبناني نجح اولا في انتهاز الفرصة المناسبة في المبادرة الى المعركة بعد سلسلة الاعتداءات التي تعرض لها طوال الاسابيع الماضية في طرابلس، وانه نجح بالتمهيد لها من خلال رصد ومتابعة دقيقة لنشاط هذه المجموعات والخلايا الارهابية وما كانت تخطط له.

وتضيف بأن مخابرات الجيش استفادت من نجاحها في القاء القبض وتوقيف العديد من الرموز الارهابية مؤخرا ومنهم احمد ميقاتي الذي اعتبر صيدا ثمينا يضاف الى اخرين كان قد تم ضبطهم وتوقيفهم في عرسال ومناطق اخرى.

وشكلت اعترافات هذه الرموز والعناصر جزءا من المعلومات التي جمعها الجيش لكشف الخطة التي كانت تدبر من قبل «داعش» و«النصرة» لسلخ الشمال عن الدولة في سياق المخطط الكبير الذي كان بدأ الاعداد له منذ ما قبل معركة عرسال.

وتقول تقارير ديبلوماسية ان الادارة الاميركية اولت مؤخرا اهتماما ملحوظا بالمعلومات التي حصلت عليها ايضا حول نشاط وتنامي تحركات المجموعات الارهابية في طرابلس والشمال وان بعض الدوائر الغربية الاوروبية لم تخف شعورها بالخوف من خطر هذه المجموعات على الوضع اللبناني عموما ولا سيما على اندلاع حريق كبير في الشمال يستهدف البلدات والقرى المسيحية والاقليات.

ويقول مصدر مطلع ان معركة طرابلس وبعض مناطق عكار بانها شبيهة بمعركة صيدا، ولكن بحجم اكبر ليس بوجود خلايا كثيرة منتشرة في المدينة وبلدات شمالية فحسب بل لتطورات سبل الاتصالات والتواصل بين هذه الخلايا في ما بينها مع قيادتي داعش والنصرة في لبنان لا سيما في جرود عرسال.

ويضيف ان التحقيقات اثبتت مما لا يقبل الشك هذا التواصل الدائم بين مجموعات طرابلس والشمال وتلك الموجودة في جرود عرسال عدا عن وجود قنوات اخرى مع جهات خارجية ايضا.

ويرى المصدر ان المعركة في طرابلس والشمال لم تنته فاذا كان الجيش قد نجح في فرض سيطرته العسكرية على المدينة واخر معاقل الارهابيين في التبّانة فانه سيواصل ملاحقة الرموز الارهابية ومتابعة الخلايا النائمة من خلال المعركة الامنية التي لا تقل دقة وشراسة عما جرى في الايام الاخيرة.

ومما لا شك فيه يضيف المصدر ان هناك غطاء سياسيا كبيرا وواسعا توفر للجيش في معركته اليوم مثلما حصل في معركة صيدا. فعلى الصعيد الداخلي برز بوضوح قرار رئيس الحكومة تمام سلام الحازم في اعطاء كل الدعم له من اجل مواجهة الارهابيين وانقاذ المدينة وترافق ذلك مع تصريح لرئىس تيار المستقبل سعد الحريري اكد فيه الوقوف الكامل مع الجيش وبالتالي تجاوز بعض المواقف والتصريحات المشوشة او المناوئة للمؤسسة العسكرية من نواب واشخاص محسوبين على تياره.

ومن البديهي ايضا ان يلقى الجيش كل الدعم من القوى والفاعليات المسيحية والثنائي الشيعي «امل» وحزب الله، وبالاضافة الى الموقف الدرزي الداعم الممثل بجنبلاط وارسلان وباقي الفاعليات.

من هنا يقول المصدر ان الغطاء الرسمي والسياسي الجامع للجيش شكل نقطة اساسية ومهمة في اندفاعه الى الحسم من دون هوادة او تهاون، مع العلم ان الدماء التي دفعها واستشهاد وجرح خيرة من ضباطه وجنوده كانت دافعا اساسيا ايضا في موقف الجيش الحازم تجاه بعض المحاولات التي جرت لثنيه عن الاستمرار في خطة انقاذ طرابلس والشمال واجتثاث الارهاب والارهابيين منها.

ويقول المصدر انه بالاضافة الى الغطاء الداخلي فإن غطاء خارجيا قويا بات متوافراً للجيش في معركته ضد الارهاب في البلاد، وان العماد جان قهوجي سمع في الولايات المتحدة الاميركية مؤخرا هذا الكلام بوضوح مرفقا بالتأكيد على اعطاء كل ما تطلبه المؤسسة العسكرية اللبنانية من تسليح بما في ذلك الطائرات الحربية.

ويشير المصدر في هذا المجال ان «الفيتو» السابق على اعطاء الجيش اللبناني اسلحة فعالة قد اسقط على الاقل جزئيا وان هناك وعدا جديا بتزويده من هبة المليار دولار بمعدات واسلحة حديثة وناجحة في معركته ضد الارهاب.

وبرأيه ان الجيش بعد معركة طرابلس وما حققه من جناح في معركته ضد المجموعات الارهابية فيها وفي بعض بلدات الشمال، استطاع ان يعزز رصيده لدى الدول المسجلة على جدول تزويده بالسلاح، وبالتالي فان من نتائج هذه المعركة تحسين وضعه وتسريع ترجمة هبة المليار دولار.

كذلك استطاع الجيش ان يبدد كل الاهتزاز والشكوك التي حاول البعض زرها حول قدرته الامنية والعسكرية بعد معركة عرسال، خصوصاً من خلال محاولة اللعب على وتر قضية العسكريين المخطوفين.

ولا شك، حسب المصدر فان ما جرى في طرابلس سيشكل دفعاً قوياً للجيش في الانصراف الى استكمال معركته ضد الارهاب، وفي فرض هيبته لتحقيق الامن والاستقرار في البلاد.

وفي الاعتقاد ايضاً ان معركة طرابلس والشمال اضعفت وستضعف المجموعات الارهابية في جرود عرسال، لا سيما انهم كانوا يعولون على الدعم والمساندة التي يلقونها من الارهابيين في الداخل.

وفي ظل هذا المشهد تكشف مصادر ديبلوماسية ان السفير الاميركي اكد للمسؤولين اللبنانيين مؤخراً أن واشنطن جادة في محاربة «داعش» والارهاب، مشيراً الى الاجتماع الاخير الذي عقده الرئيس اوباما مع قادة جيوش اربعين دولة، والذي يعتبر بمثابة اجتماع اركان حرب ضد الارهاب، ويعكس ايضاً مدى اهتمام الادارة الاميركية بهذا الخطر.

وابلغ ايضاً ان الادارة الاميركية مهتمة بالتعاون مع الدول العربية في هذا المجال ومنها لبنان، وانها تدعم الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني في المعركة ضد الارهابيين اينما كانوا.

واعرب السفير الاميركي عن ارتياحه لاداء الحكومة برئاسة رئيسها تمام سلام تجاه هذا الموضوع، وكذلك لحكمة القيادات اللبناينة في ردم الهوة بينهم في ما يتعلق بالمعركة ضد «داعش»، الامر الذي اعتبره انه يشكل عاملا مساعدا وقوياً في مسار تعزيز قوة الجيش.

واذا كان الجيش اللبناني قد حاز ويحوز اليوم على ثقة ودعم داخلي وخارجي واسع، فان تعامله بكل اقتدار في الميدان جعله اليوم يحقق هذا النصر في معركة طرابلس والشمال مقدماً كوكبة جديدة من الشهداء لحماية الشعب والبلاد.

وحسب المعلومات ايضاً فان السفارة الاميركية وبعض البعثات الاوروبية الغربية اولت اهتمامها بما حققه الجيش في طرابلس والشمال، وبالانهيار السريع للمجموعات والخلايا الارهابية في المدينة ومناطق اخرى، الى جانب اهتمامها بالاجماع اللبناني الداعم للمؤسسة العسكرية في هذه المعركة.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى