مقالات مختارة

موسكو تحسّن أداءها: تقدّم متسارع شرقاً أحمد الحاج علي

موسكو | واصلت قوات «جمهورية دونيتسك الشعبية»، مدعومةً من القوات الروسية، تقدّمها في الشرق الأوكراني، بانتزاعها مناطق جديدة هناك. وأعلن مقرّ الدفاع الإقليمي لـ«الجمهورية» سيطرة تلك القوات على كامل مدينة «كراسني ليمان» (الاسم القديم لليمان)، الأمر الذي سيكون له تأثيره الحاسم على مجريات المعارك. ووفقاً للخبراء الروس، تُعدّ ليمان، التي يقطنها حوالى 25 ألف شخص، تقاطعاً مهمّاً لسكك الحديد، يقود إلى مدينة سلوفيانسك، التي كانت استَعادتها كييف من المقاتلين الموالين لروسيا عام 2014، وأيضاً كراماتورسك، عاصمة الجزء الخاضع لسيطرة أوكرانيا من منطقة دونيتسك. كما أن المدينة تقع على مفترق طرق رئيس يصل مناطق كونستانتينوفكا، أفدييفكا، وسيليدوفا، باتجاه مدينة دنيبرو الأوكرانية، ما يعني أن معركة السيطرة على دنيبرو باتت أقرب. ومع بدء القوات الروسية هجوماً من ثلاث جهات على الجيش الأوكراني في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك، في محاولة لتطويقه، تكون قد بدأت عملية انتزاع هاتَين المدينتَين، اللتين، بسقوطهما، ستُضحي منطقة لوغانسك في إقليم دونباس بالكامل تقريباً في أيدي الروس، وفق ما أقرّت به القوات الأوكرانية نفسها.

وجرت السيطرة على ليمان، البلدة المحصَّنة جيّداً، وفق خطّة روسية ثبتت نجاعتها وسرعتها (أُنجزت خلال يومين ونصف يوم)، علماً أن التكتيكات التي استخدمتها القوات الأوكرانية هناك، كانت شبيهة بتلك التي اعتمدتها سابقاً في ماريوبول، التي صمدت فترة طويلة نسبياً قبل السيطرة الروسية الكاملة عليها. وفي اليوم الأول، أحكمت القوات الخاصة الروسية السيطرة على الأبنية المرتفعة في المدينة، بعدما استغرقت هذه المهمّة في ماريوبول وباباسنايا أكثر من أسبوع. وعلى إثر ذلك، بات الشغل الشاغل للقوات الأوكرانية التخطيط للانسحاب، ولذا انتهجت القوات الروسية و«الشعبية» تكتيك الإبقاء على ممرّ يسمح للخصم بالفرار، مع أنه كان بمقدورها، وهي التي حاصرت ليمان من ثلاثة اتجاهات، أن تقطع هذا الممرّ، وتُصعّب على الأوكران عملية الهروب. ولم تقتصر وجوه نجاعة الخطّة الروسية على إنجازها خلال وقت قياسي، بل وأيضاً من دون إلحاق دمار كبير بمنشآت المدينة وبنيتها التحتية والعمرانية.

في غضون ذلك، تُواصل روسيا إلحاق المدن و البلدات الداخلة في سيطرتها حديثاً في دونباس، بالمنظومة الخدماتية الروسية، وهو ما ينسحب أيضاً على المدن والمناطق الأوكرانية الواقعة خارج الإقليم، والتي تَدخل ضمن شريط تأمين الحدود الغربية والجنوبية الغربية الروسية، وأيضاً تأمين دونباس، وحماية الممرّات الحيوية للوصول برّاً إلى شبه جزيرة القرم ومنطقة ترانسنيستريا في مولدوفا. وعلى طريق تحقيق ذلك الهدف، سيكون على روسيا، في المرحلة القادمة، استكمال السيطرة على خاركوف ومحيطها في الشمال الشرقي، وزاباروجيا ونيكولايف جنوباً، والوصول عبر أوديسا إلى ترانسنيتريا. وفي هذا الإطار، بدت لافتة، أمس، دعوة عضو المجلس الرئيسي للإدارة العسكرية والمدنية لمنطقة زاباروجيا، فلاديمير روجوف، كييف إلى نقل القواعد العسكرية الأوكرانية المتمركزة في المنطقة إلى سلطة روسيا. وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فإن الجيش الروسي ينقل أعداداً من القوات البرّية والبحرية والجوية من القرم باتجاه المدينة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى