الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

قال سايمون هندرسون مدير “برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة”، في معهد واشنطن، إن زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للرياض، تعكس مدى إلحاح الأزمة والفتور بين الرياض والبيت الأبيض.

وقال هندرسون في تقرير نشره المعهد، إن زيادة السعودية لكميات النفط التي تنتجها خطوة ضرورية لاستبدال الصادرات الروسية الخاضعة لعقوبات واسعة النطاق، ولكن الرياض لم تبادر بذلك بعد على الرغم من ازدياد الضرورة القصوى التي تفرضها الحرب.

وتحدثت تقارير إخبارية الأسبوع الماضي عن انقطاع واضح للتواصل السعودي مع الرئيس بايدن، الذي يريد من المملكة أن تتراجع عن اتفاقية الحدّ من الإنتاج التي وقعتها مع روسيا، زميلتها في منظمة “أوبك بلس”.

وقال هندرسون إن هذا ما دفع بوريس جونسون إلى التدخل، حيث كانت الحكومة البريطانية تتحدث عن إجراء محادثات مع السعودية بشكل عام فقط، لكن هناك علاقة جيدة لجونسون مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، حيث يقال إنهما يتراسلان بانتظام عبر تطبيق “واتساب”.

وفي الرابع عشر من آذار/مارس، صرّح وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، الذي ينقل في كثير من الأحيان وجهات نظر جونسون: “من المهم أن نقرّ، سواء أعجبنا ذلك أم لا، أن السعودية هي إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، وفي ظل أزمة طاقة عالمية كبيرة نتجت عن الحرب الدائرة في أوروبا.. من الصواب أن يتواصل رئيس الوزراء وغيره من قادة العالم مع السعودية”.

أثار الكاتب ديفيد أغناتيوس، جملة من التساؤلات بشأن الطرق الأفضل، لمساعدة الأوكرانيين، ضد القوات الروسية، فضلا عن الكيفية في وضع نهاية للحرب الدائرة هناك، قبل “تدمير البلاد”.

وقال الكاتب في مقال بصحيفة واشنطن بوست، “قد يبدو السؤالان متناقضين بشدة، لكن إدارة بايدن تعتقد أنهما مرتبطان ببعضهما البعض، وهي محقة بذلك. فمن خلال تكثيف المساعدة العسكرية لأوكرانيا – وجعل الرئيس فلاديمير بوتين يدفع ثمنا باهظا لغزوه – ستعزز الولايات المتحدة وحلفاؤها فرص اتفاق سلام لا يمثل استسلاما لعدوان روسيا الصارخ”.

وأضاف أغناتيوس، أن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أفضل خطة سلام. بالفعل، وساهم دفاع أوكرانيا الشجاع في دفع بوتين إلى تخفيف مطالبه الحربية الأولية. تجري عملية سلام، يشارك فيها وسطاء محتملون من إسرائيل وألمانيا وفرنسا ودول أخرى. دعونا نأمل أن يؤدي هذا إلى وقف إطلاق النار قبل وقت طويل. لكن أي تسوية حقيقية ستتطلب من بوتين تغيير مساره ليس فقط لإنقاذ أوكرانيا، ولكن لإنقاذ روسيا.

وأشار إلى أن الدبلوماسيين عملوا، ساعات إضافية الأسبوع الماضي للتوصل إلى صيغة لأوكرانيا محايدة على غرار النمسا، التي ستضمن أمنها ألمانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وربما دول أخرى. ستعكس هذه الصيغة تنازلا رئيسيا من قبل بوتين، لكنها قد تقلل أيضا من المكانة البطولية للرئيس فولوديمير زيلينسكي. قد يجادل العديد من الأوكرانيين بأن شعبهم لم يقاتل ولم يمت من أجل تحقيق الحياد.

وتابع: “يجب أن يعود قرار الحرب والسلام إلى زيلينسكي وأمته. لكن مع تقدم الدبلوماسية، تبدو العديد من الأشياء مؤكدة. أولا، من المؤكد أن هناك المزيد من القتال في طريق الهدنة. ثانيا، سيحتاج الأوكرانيون وشركاؤهم في الناتو أيضا إلى دبلوماسيين من الدرجة الأولى للتفاوض مع المفاوضين الروس الماكرين، في عملية يمكن أن تشبه اتفاقات دايتون لعام 1995 التي أنهت حرب البلقان”.

وشدد على أن بوتين يحتاج إلى السلام أكثر من أي شخص آخر، لأنه فشل في تحقيق أهدافه الحربية: فأوكرانيا لم تنهر، ولقد أثبتت أنها الأمة الحقيقية الموحدة التي ادعى بوتين أنها غير موجودة، وأوروبا لم تتراجع أمام المطالب الروسية وبدلا من ذلك، أصبحت أكثر اتحادا من أي وقت مضى منذ عام 1945. وكذلك الولايات المتحدة ليست بلا قيادة ومختلة، فقد استطاع بايدن أن يحصل على دعم الحزبين”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى