الصحافة الأمريكية

من الصحافة الاميركية

يجبر متحور أوميركون “مراكز السيطرة على الأمراض” في أميركا على اتخاذ بعض القرارات بوتيرة سريعة، وهو ما يعارضه بعض المسؤولين فيه.

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا لطالما حظيت بالتبجيل لنهجها العلمي المنهجي والدقيق. لكن متحور أوميركون يجبر مراكز السيطرة على اتخاذ بعض القرارات بوتيرة سريعة.

فقد تخطت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة هذه الوكالة، في بعض الأحيان الكثير من عملية المراجعة العلمية التقليدية لأنها توازن بين ما نعرفه عن الفيروس والمخاوف بشأن كيفية تأثير إرشادات الوكالة على الاقتصاد والمجتمع الأوسع. فقد دعمت اللقطات المعززة، على سبيل المثال، قبل أن تتاح لوكالتها الفرصة لمراجعة البيانات حول ما إذا كانت هناك حاجة إليها.

في الآونة الأخيرة، تجاوزت الوكالة الكثير من عملية المراجعة العادية عندما قامت بتقصير فترة العزل للأميركيين المصابين من عشرة أيام إلى خمسة أيام.

وقالت مراسلة “نيويورك تايمز” للشؤون العلمية أبورفا ماندافيلي: “إنهم غير مرتاحين لمدى سرعة تحرك الأشياء لأنهم يرغبون في توخي الحذر الشديد. إنهم لا يحبون أن يضطروا إلى اتخاذ هذه القرارات المتهورة مع القليل من الأدلة، وهذا مزعج لهم.”

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوتر ليس جديدًا. لقد كان موجودًا على الأقل منذ بداية الوباء، عندما بدأت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في التدخل سياسيًا في عمل الوكالة. كان المسؤولون في الوكالة يأملون أن تتغير الأمور في عهد الرئيس جو بايدن، لكن البعض لا يزال يرى أن القرارات مدفوعة بعوامل سياسية واقتصادية. قالت أبورفا: “قال لي أحدهم: أعتقد أن هذا هو واقعنا الجديد الآن، نحن مسيسون فقط”.

قالت أبورفا: ” الدكتورة روشيل والينسكي اتخذت هذه القرارات التي تكون سريعة حقًا، وربما مناسبة، نظرًا لأن أوميكرون سريع جدًا”.  أضافت: “في جائحة مثل هذه، يكاد يكون من المستحيل النظر إلى العلم بشكل معزول. عليك أن تضع في اعتبارك عوامل أخرى لأن الاقتصاد مهم حقًا. إن وجود الأطفال في المدرسة أمر مهم حقًا. ولكن من الصعب معرفة ماهية هذا المسار – حيث تأخذ هذه العوامل في الاعتبار ولكن عليك كذلك أن تحترم العملية العلمية”.

يجادل بعض المسؤولين في “مراكز السيطرة” بأنه إذا تم اتخاذ القرارات نتيجة عوامل أخرى غير العلوم البحتة، فإنهم على الأقل يريدون قول ذلك بصوت عالٍ.

وقالت أبورفا: “كنت أتحدث مع مات أبوزو، مراسل نيويورك تايمز في أوروبا. كان يقول إنهم في أوروبا واضحون جدًا ومباشرون بشأن ذلك. يقولون فقط: “ليس لدينا الكثير من العلم، لكن علينا اتخاذ بعض القرارات، وهذا ما يحدث”.

وتابعت: “لا أعرف ما إذا كان مركز السيطرة على الأمراض لا يفعلون ذلك هنا لأنهم لا يريدون أن يلعبوا لصالح المجموعات المناهضة للقاحات، أو ما الذي يمنعهم من أن يكونوا صادقين تمامًا بشأن كل الأشياء التي تدخل في صنع القرار. لكنني أعتقد أن ما يفعلونه هو ترك الناس في حيرة من أمرهم بشأن الدافع المحدد للتغييرات”.

يشار إلى أن تفشي متحور أوميكرون قد دفع حالات الإصابة في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية تزيد عن 800000 حالة يوميًا.

ويبدو أن مستويات ارتفاع العدوى قد بلغت ذروتها في بعض الأماكن التي أصيبت أولاً، بما في ذلك بورتوريكو وكليفلاند وشيكاغو ونيويورك سيتي وواشنطن العاصمة. وحذر الجراح العام الأميركي من أن أوميكرون لم يبلغ ذروته على المستوى الوطني بعد.

يسعى فريق نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إلى إجراء سلسلةٍ من التغييرات في المسار السياسي لها، حيث يأمل المساعدون والمؤيدون بتعزيز صورتها أمام الناس وإعادة تعيين آفاقها السياسية، وذلك بعد مضي العام الأول على شغلها لمنصبها، والذي يقول حتى بعض حلفائها إنَّ أداءها لمهامها فيه لم يرقَ إلى مستوى التوقعات.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإنَّ هاريس تفكّر في التحضير لبرنامجٍ إعلاميٍّ، حيث أنَّها تتطلّع إلى الاستفادة من الجدول الزمني المكثّف لحملة منتصف مدة الولاية الرئاسية للرئيس بايدن، ويأمل مساعدوها خلال هذه الفترة في “إحياء إيمان الديمقراطيين بالمهارات السياسية والجاذبية الشعبية لهاريس”.

وتشير الصحيفة إلى أنَّ هاريس، وبعد مرور عامٍ “جعلها بايدن تتحمل في معظم أوقاته مسؤولية قضايا مستعصيةٍ، إلّا أنَّ وجودها أصبح يمثّل الآن أولويةً قصوى للإدارة، خاصَّة فيما يتعلق بمسألة حق الأقليات في التصويت، حيث ألقى بايدن مؤخراً اثنين من أكثر الخطابات شهرة في رئاسته حول هذا الموضوع، وذلك في مبنى الكابيتول وفي أتلانتا، حين تكلّمت هاريس أولاً ثمَّ قدّمت الرئيس”.

وكانت هاريس قالت في أتلانتا إنَّه “بعد سنواتٍ من الآن، سيسألنا أطفالنا وأحفادنا عن هذه اللحظة”، وأضافت: “دعونا نقول لهم إننا حصلنا على حرية التصويت، وأننا كفلنا انتخاباتٍ حرَّةً ونزيهةً، وقمنا بصون ديمقراطيتنا لهم ولأطفالهم”.

وتعتبر هذه التغييرات محوريةً بالنسبة لأوَّل امرأةٍ تتولّى منصب نائب الرئيس، وأول شخصٍ آسيوي ومن ذوي البشرة السوداء، وعندما تمّت تسميتها في آب/أغسطس 2020، اعتبر العديد من الديمقراطيين على الفور أنَّ “كامالا هاريس هي الوريث الواضح لجو بايدن”.

ولكن بعد سلسلةٍ من التعثّرات في مرحلةٍ تمَّ فحصها بدقةٍ خلال العام الماضي، يواجه الديمقراطيون الآن سؤالاً ملحّاً، وفق ما تنقل صحيفة “واشنطن بوست”، هو: “هل تجسّد هاريس إمكانات الحزب الديمقراطي المتنوع في القرن الـ 21؟ أم أنَّها ستتعثّر تحت وطأة التوقعات والوعود التي لم يتم الوفاء بها؟”.

وفي سياقٍ متّصلٍ، أشار استطلاعٌ حديثٌ للرأي، أجرته جامعة “كوينيبياك” إلى أن شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن تشهد مزيداً من التراجع، حيث بلغ مؤيدوه 33% فقط بحسب الاستطلاع.

ويعود ذلك إلى وجود سلسلة من التحديات الداخلية والخارجية التي واجهته مؤخراً، ومنها على الصعيد الداخلي الخطورة التي تواجه نجاحه في تمرير مشروع قانونِ انتخابٍ، كان قد وعد من خلاله بأن يحمي وصول الأميركيين الأفريقيين إلى صناديق الاقتراع، في مواجهة قيود تفرضها عدة ولايات في الجنوب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى