الصحافة الأمريكية

من الصحافة الاميركية

تساءلت الصحف الاميركية عن السبب الذي دفع بدوائر في اليمين الأميركي المتطرف للترحيب بانتصار حركة طالبان على أمريكا، ففي الوقت الذي اجتاحت فيه الحركة أفغانستان في آب/ أغسطس قامت جماعة من اليمين المتطرف البديل اسمها “جنرال زد” بفتح حساب على “تويتر” احتفى بتقدم الحركة. ووضعت تغريدات بلغة البشتو جنبا إلى جنب مع صور مقاتلين ضاحكين من طالبان من أجل تصوير التخنث الأمريكي.

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا قالت فيه إن الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، سيأمر بسحب الطاقم الدبلوماسي الأمريكي من أفغانستان، في وقت لم تتضح بعد العلاقات الدبلوماسية مع حركة طالبان.

وفي تقرير أعده جون هدسون وكروان ديميرجيان ودار لاموث، قالوا فيه إن الرئيس بايدن يخطط لسحب السفير الأمريكي والطاقم الدبلوماسي من أفغانستان الثلاثاء المقبل، ولا يعرف إن كانوا سيعودون للبلد أم لا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن قرار الرئيس جاء رغم تعبير طالبان عن رغبتها ببقاء السفارة الأمريكية مفتوحة في كابول، إلا أن إدارة بايدن لم تقرر بعد حول الوجود الدبلوماسي الأمريكي في أفغانستان، في أعقاب إتمام عملية سحب القوات، المقررة في 31 آب/ أغسطس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، الجمعة الماضية، إن واشنطن “تناقش بنشاط” طلب طالبان مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، لكن الولايات المتحدة لم تتصل مع طالبان مباشرة لمناقشة الشكل النهائي للبعثة الدبلوماسية في كابول، وذلك بحسب مسؤول أمريكي.

وتعلق الصحيفة بأن غياب خطة واضحة يعني توقف الوجود الأمريكي لأيام وأسابيع، وربما أشهر، ما سيعقد مهمة إدارة بايدن الوفاء بالتزاماتها بشأن مساعدة الأفغان الذين لم يتم إجلاؤهم من أفغانستان.

كما وعلى إدارة بايدن أن تقرر فيما إن كانت ستتعرف رسميا بطالبان، وهو قرار قد يأخذ وقتا، وتعتمد عودة الدبلوماسيين عليه. وبحسب مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية، “نقوم بتطوير خطة مفصلة حول الكيفية التي سنواصل فيه تقديم الدعم، وتسهيل خروج الذين يريدون المغادرة بعد 31 آب/ أغسطس”.

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تناقش سلسلة من الخيارات حول الوجود الدبلوماسي، وهناك 350 أمريكيا لا يزالون في أفغانستان، وأخبروا وزارة الخارجية بأنهم يريدون الخروج.

وقال المتحدث باسم الخارجية إن البعض ربما وجد طريقا للخروج من كابول. واتصلت وزارة الخارجية مع 280 زعموا أنهم أمريكيون في أفغانستان، لكنهم لم يتحدثوا عن خططهم، أو عبروا عن رغبة لمغادرة البلاد.

نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا انتقدت فيه الإمارات، التي وصفتها بأنها باتت مركزا يهرب إليه المشبوهون والهاربون.

وقالت في التقرير إنه “لم يستغرب أحد ظهور الرئيس الأفغاني الهارب أشرف غني في الإمارات يوم 18 آب/ أغسطس. وبهذا انضم إلى قائمة طويلة من القادة السابقين الذين بحثوا عن ملجأ في الدولة الخليجية، وتضم الزعيم الباكستاني السابق برويز مشرف، ورئيس وزراء تايلاند السابق تاكسين شيناوترا والملك الإسباني السابق خوان كارلوس، وكلهم باتوا يعتبرون الإمارات بلدهم على ما يعتقد”.

وأضافت: “غادر معظم هؤلاء القادة بلادهم وسط سحابة من الاتهامات والشك، فقد غادر مشرّف باكستان بعد اتهامه بالخيانة العظمى لأنه علق الدستور عام 2007، فيما اتهم شيناوترا بالفساد الذي ارتكبه أثناء حكمه”.

وتابعت: “يتهم الملك السابق كارلوس بالتعاملات المالية المشبوهة مع السعودية. وانتقد غني لهروبه السريع مع أنه أنكر في فيديو نشره على صفحته في فيسبوك التقارير التي تحدثت عن مغادرته كابول بملايين الدولارات، حيث قال إنه خرج من البلاد بالملابس التي كانت عليه اللباس التقليدي وصدارة وصندل”.

وبحسب المجلة فإن هناك مسؤولين أفغانا خططوا وعلى مدى السنوات الماضية مقدما، ويشك أنهم حولوا مئات الملايين من الدولارات إلى دبي، المركز المالي في الإمارات.

فقد سافر نائب الرئيس السابق أحمد ضيا مسعود إلى دبي حاملا معه 52 مليون دولار، حسبما كشفت البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي سربها موقع “ويكيليكس”، واستثمر بعض أمواله في قطاع العقارات.

وقالت الصحيفة: “علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه الثروة تأتي رغم أن 500 دولار هي معدل الدخل السنوي للأفغاني العادي. ويعتقد أن شير خان فرنود، رئيس بنك كابول السابق ولاعب البوكر المعروف يملك عددا من العقارات في بالم الجميرة الفاخرة بدبي، أو أن اسمه على سجلات العقارات هذه. وقدم قرضا لمقرب من حامد كرزاي الرئيس السابق لشراء فلل في الإمارة”.

وأخبر فرنود صحيفة “واشنطن بوست” في عام 2010 بأن “ما أقوم بعمله ليس جيدا، وما كان علي عمله، ولكن هذه هي أفغانستان”.

وما يهم بحسب المجلة، أن “دبي هي التي تتساهل مع الأموال القذرة. ولا تحصل الإمارات على مرتبة جيدة في مؤشر مخاطر غسيل الأموال الذي يعده معهد بازل للحكومة. وهو ما جعلها لعنة للدول الأجنبية التي تحاول معالجة الفساد، وتحولها إلى المكان المفضل للباحثين عن مكان لغسيل الأموال ومهربي السلاح والمسؤولين المشبوهين”.

وقالت: “تستفيد دبي، المستقرة والآمنة عادة من رأس المال الذي يهرب إليها من الأجزاء المتقلبة في المنطقة. فالأفغان ليسوا أول من يحمل حقائب محشوة بالأموال إليها، فقد فعل البعثيون في العراق هذا عندما غزت أمريكا العراق عام 2003 وكذا أقارب ديكتاتور سوريا الملطخة يديه بالدماء، بشار الأسد في عام 2012”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى