الصحافة الأمريكية

من الصحافة الاميركية

رات الصحف الاميركية الصادرة اليوم الى إن بنيامين نتنياهو رحل أخيرا، بعد أن كان يهيمن على السياسة الإسرائيلية لدرجة أنه كان من الصعب تخيل أن أي شخص يمكن أن يحل محله.

وقال مارتن إنديك في “فورين أفيرز” إن نتنياهو استغل “قدرات إسرائيل الاستخباراتية الهائلة”، على المسرح العالمي، حيث ازدهرت العلاقات مع الهند والصين وروسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وكذلك الأمر بالنسبة للتعاون الاستراتيجي مع الدول العربية.

وأضاف أنه “على الرغم من تخريب العلاقات مع الأردن، إلا أن الذروة بالنسبة لنتنياهو كانت تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب تحت مظلة اتفاقات إبراهيم الموقعة عام 2020″، وشدد إنديك على أنه “مع كل هذه الإنجازات، ومع مرور الوقت، فقد أصبح نتنياهو أكثر نرجسية وتعجرفا وتشككا، وكانت هذه هي العيوب التي أدت إلى فشله، وهذا يفسر إخفاقاته في العلاقات مع أمريكا والفلسطينيين، وكلاهما تركهما في حالة سيئة”.

وتابع الدبلوماسي السابق قائلا: “كان نتنياهو مقتنعا من البداية بأن الصحافة هي عدوه،  ومصمما على التلاعب بالرسالة من خلال السيطرة على وسائل الإعلام، وأقنع الملياردير الأمريكي شيلدون أديلسون بتأسيس صحيفة مجانية لإيصال رسالته واستخدام منصبه كوزير اتصالات لصياغة التغطية التلفزيونية والإنترنت”.

واستطرد: “دفعه هذا الهوس إلى إساءة استخدام سلطته وأدى إلى توجيه تهم الرشوة والفساد وخيانة الأمانة له عام 2019. وخلال ذلك، أساء نتنياهو معاملة موظفيه ومستشاريه لدرجة أن ثلاثة من أقرب مساعديه يشهدون الآن ضده في تلك المحاكمة”.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا أشارت فيه إلى أن البنتاغون يعمل على تطوير مقترح يقضي بإرسال عدد من مدربي قوات العمليات الخاصة إلى الصومال للمساعدة في مواجهة حركة الشباب الصومالية، وهي خطوة يمكن أن تلغي جزئيا قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أمر بسحب 700 جندي أمريكي في كانون الثاني/يناير.

وقالت الصحيفة في تقرير إن قرار ترامب لسحب القوات جاء نتيجة لرغبته إنهاء الحروب الطويلة في الدول المختلة وظيفيا في أفريقيا والشرق الأوسط، وهي حروب بدأت منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

وأضافت أن رغبة عدد من صناع القرار العسكري العودة من جديد إلى الصومال يعطي صورة عن التحديات التي ستواجه البنتاغون لتقديم النصح إلى القوات الأفغانية بعد تنفيذ قرار الرئيس بايدن بسحب كامل القوات الأمريكية وعددها 3.500 جندي، من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر.

ورفض المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي التعليق على المقترح الصومالي. ولم يقدم بعد إلى وزير الدفاع لويد أوستن ومن المستبعد أن يصادق بايدن على مقترح كهذا.

ومن بين المعوقات للخطة تعارضها مع النقاش المستمر حول تطوير قواعد جديدة لمكافحة الإرهاب و”التحرك المباشر” مثل استخدام الغارات بالطائرات المسيرة في محاور الحرب النشطة. فقد وضعت إدارة بايدن محددات جديدة على هذه الغارات مع وصولها إلى الحكم في 20 كانون الثاني/يناير ومن أجل التفكير في سياسة دائمة.

ففي عهد ترامب كانت الإدارة تطبق سياسات مرنة وتفوض للقادة الميدانيين في دول معينة اتخاذ القرارات إلا أن شن غارات بالطائرات المسيرة يجب أن يمر الآن عبر البيت الأبيض. ورفضت الإدارة عددا من طلبات تقدمت بها القيادة المركزية الأمريكية في أفريقيا لتوجيه ضربات لحركة الشباب، وذلك لأنها لم تتوافق مع المعايير الجديدة، وقال مسؤولون إنها وافقت مبدئيا على عمليات أخرى لكن الظروف على الأرض لم تتحقق بعد بطريقة تسمح بتنفيذها.

ومرت خمسة أشهر منذ آخر غارة جوية نفذتها الولايات المتحدة في الصومال، ويقدم التوقف في العمليات تجربة متطورة حول كيفية السماح للمتشددين بالعمل بتدخل قليل، ولكنها أدت في الوقت ذاته لنفاد صبر المسؤولين العسكريين الذين عبروا عن تضايقهم مما يعتبرونها الفرص الضائعة.

وفي الوقت ذاته تلاقت عدة أحداث معا من الإقتتال بين الفصائل السياسية وسحب القوات الأفريقية بشكل زاد من جرأة حركة الشباب في الأشهر السبعة الأخيرة وزاد من سوء الوضع الأمني الهش في أجزاء متعددة من البلاد. وقتل 10 أشخاص وجرح 20 آخرون في آخر عملية انتحارية استهدفت معسكرا بمدينة مقديشو، تديره جزئيا تركيا حيث يتم فيه تدريب المجندين الجدد.

وقال قائد قوات العمليات الخاصة في أفريقيا الجنرال داغفين أندرسون: “بات لحركة الشباب حرية أكبر للمناورة”. ووصف أندرسون الحركة في شهادة له أمام الكونغرس بأنها “الأكبر والأغنى والأكثر عنفا من بين جماعات القاعدة حول العالم”.

ويرى الداعون لمواصلة تدريب القوات الصومالية واستمرار الغارات الجوية بأنها ضرورية للحفاظ على مناطق الحكومة ومنع تحولها إلى ملاجئ لتدريب و”تجنيد الإرهابيين”.

وفي المقابل تساءل بعض المحللين عما يمكن تحقيقه في ظل المشاكل الجذرية الاقتصادية والأمنية التي يعاني الصومال منها، وترى المحللة في شؤون الصومال بالجامعة الأمريكية بواشنطن تريشيا بيكون، بأنه “في غياب المراجعة الشاملة للنهج الأمريكي، فلن يكون التدريب العسكري ولا الغارات بالطائرات المسيرة كافيا لتغيير مسار النزاع الذي يميل بقوة نحو حركة الشباب”. وقالت: “للأسف لا يوجد حل عسكري للنزاع”.

نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالا لأستاذ العلوم السياسية والسفير الأمريكي السابق لروسيا، مايكل مكافول، قال فيه إن الرئيس جو بايدن صاغ الخطوط العريضة لسياسة براغماتية تجاه روسيا: الانخراط عند الإمكان والاحتواء والردع ومعاقبة الرئيس فلاديمير بوتين عند الضرورة.

وعلى عكس الرئيس دونالد ترامب، الذي أمضى أربع سنوات في مدح بوتين ومغازلته، اعتبر بايدن سياسته تجاه روسيا جزءا من منافسة عالمية أوسع بين الديمقراطية والديكتاتورية، وتعهد بالتجديد الديمقراطي في الداخل والتعاون متعدد الأطراف في الخارج.

وعلق الكاتب أن هذه بداية جيدة. لكن الاختبار الحقيقي الأول لقدرة بايدن على ترجمة تطلعاته السياسة إلى أفعال يأتي هذا الأسبوع في جنيف، حيث سيلتقي الرئيس مع بوتين.

وكان بايدن قد طلب الاجتماع لاستكشاف المجالات المحتملة للتعاون مع بوتين، ولثنيه عن الاستمرار في عمليات التخريب في الخارج، سواء كانت اختراق السيرفرات الأمريكية أو التدخل في شؤون جيران روسيا.

وبحسب المجلة فقد يحرز بايدن تقدما في الهدف الأول، لكن من غير المرجح أن ينجح في الهدف الثاني، ولذلك يجب عليه أن يلحق جهوده المحدودة في الانخراط بسياسة احتواء حازمة ويقظة، بغض النظر عما يحدث في جنيف.

وبالرغم من أن العلاقات الأمريكية الروسية كانت في حالة تراجع مستمر مؤخرا، فلا يزال هناك مجال للتعاون، وفق المجلة، التي أوضحت أن أحد المجالات التي يجب أن تكون على رأس جدول الأعمال في جنيف هو الحد من التسلح.

واتفق بايدن وبوتين بالفعل في شباط/ فبراير على تمديد معاهدة New START [ستارت الجديدة]، وبدء عد تنازلي لمدة خمس سنوات للوصول إلى صفقة بديلة سيكون تحقيقها أصعب بكثير، لأن أمريكا تريد قيودا جديدة على وسائل إيصال الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، وتريد روسيا قيودا على الدفاعات الصاروخية.

وقالت: “يجب أن يفكر بايدن وبوتين أيضا في إطلاق محادثات موازية حول قواعد جديدة للأسلحة الإلكترونية وأسلحة الفضاء. كما أن تحسين خطوط الاتصال بين موسكو وواشنطن قضية أخرى محتملة تعود بالفائدة على الطرفين”.

ولفتت إلى أنه لتقليل خطر أن يؤدي سوء التواصل أو سوء الفهم إلى الصراع، فيجب على بايدن وبوتين إعادة إنشاء اتصالات رفيعة المستوى بين حكومتيهما، إما عبر قناة بين البيت الأبيض والكرملين أو بين وزارة الخارجية ووزارة الخارجية الروسية. يمكن للمحادثات العسكرية بل وحتى الاجتماعات بين مسؤولي المخابرات أن تكمل هذه القناة السياسية.

ولكن حتى التقدم في هذه المجالات المحدودة لن يترجم إلى علاقة مستقرة أو يمكن التنبؤ بها. ولا ينبغي لأمريكا أن تسعى إلى تطبيع كامل للعلاقات مع نظام يحتل الأراضي الجورجية والأوكرانية وينفذ هجمات إلكترونية ضد الحكومة الأمريكية، وشبكات القطاع الخاص ويسجن مواطنين أمريكيين ويدعم الحكام المستبدين في بيلاروسيا وسوريا وفنزويلا ويعتقل ويقمع معارضته الداخلية، بحسب المجلة.

وقالت إنه من غير المرجح أن يختار بوتين مسار التعاون لأنه يستفيد سياسيا من عداوة أمريكا، وهو يستفز واشنطن وحلفاءها في محاولة لتعزيز صورة روسيا كقوة عظمى. وسواء بدا بوتين منفتحا على تعاون محدود أم لا، فإن على إدارة بايدن أن تسعى لاحتواء الكرملين مع إشراك المجتمع الروسي بشكل مباشر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى