الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

نقلت الصحف الاميركية الصادرة اليوم عن نائب أمريكي قوله إن الانسحاب الأميركي من أفغانستان بمثابة “تخل عن موطئ قدم استراتيجي في الفناء الخلفي لأعظم المنافسين لأمريكا.

وأضاف النائب مايكل والتز والذي حارب في أفغانستان سابقا إبان الغزو الأمريكي أن الرئيس جو بايدن “صدم” العالم بإعلانه أن جميع القوات الأمريكية ستنسحب من أفغانستان بحلول 11 أيلول/ سبتمبر من هذا العام.

وشدد والتز في مقال بصحيفة “مليتري تايمز” قائلا: “بصفتي أحد المحاربين القدامى في الحرب في أفغانستان، وجدت هذه الأخبار مفجعة لأنني أعرف حجم الدماء الأمريكية التي أريقت في أفغانستان، ومصير الملايين الذين من المحتمل أن يعودوا إلى الحياة تحت حكم طالبان“.

وزعم النائب الأمريكي أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيمهد الطريق لأحداث مماثلة في أعقاب انسحاب الرئيس أوباما آنذاك من العراق في عام 2011، والتي وفرت الطريق أمام تنظيم الدولة لإطلاق حكمه الرهيب في جميع أنحاء العراق، والشرق الأوسط وأوروبا، وتلهم الهجمات في أمريكا“.

وأضاف: “ما يثير قلقي أكثر هو موطئ قدم استراتيجي نتخلى عنه في الفناء الخلفي لأعظم المنافسين لأمريكا، فمن خلال التخلي عن مطار باغرام في أفغانستان، لن يكون لدينا مطار أمريكي في بلد على الحدود مع الصين“.

ويعتقد العديد من المحللين أنه إذا تعرضت الولايات المتحدة والصين لضربات في المحيط الهادئ، فإن الجبهة الثانية ستكون حاسمة بالنظر إلى قدرة الصين على تركيز أصولها البحرية والصاروخية حول تايوان، علاوة على ذلك، فإن أكثر ما يخشاه الحزب الشيوعي الصيني هو انتفاضة بين شعبه. حسب والتز.

تساءل الكاتب تشارلز بلو هل الولايات المتحدة دولة عنصرية؟ وأجاب بلا تحفظ “نعم” قائلا إن تصريحه هذا ليس تطرفا. وأشار في صحيفة نيويورك تايمزإلى أن ليندسي غراهام السيناتور لولاية كارولينا الجنوبية أضاف نفسه إلى قائمة الجمهوريين الذين أنكروا وجود عنصرية منهجية بهذا البلد عندما قال لبرنامج فوكس نيوز صنداي “أنظمتنا ليست عنصرية، وأميركا ليست دولة عنصرية“.

وجادل غراهام بأن البلاد لا يمكن أن تكون عنصرية لأن كلا من الرئيس السابق باراك أوباما، وكامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن قد انتخبا، وبطريقة ما فإن التغلب على العقبات العرقية يثبت عدم وجود عقبات عنصرية.

وأردف الكاتب بأنه يبدو أن وجهة نظر غراهام أن الاستثناءات نفت القاعدة بطريقة ما، وأكد وجهة نظره بشأن عنصرية بلاده، وأن الخداع بهذه المسألة إلى حد كبير مسألة لغة. فالسؤال يتحول إلى آخر “ما هي أميركا بالنسبة لك؟” هل هي الشعب الذي يسكن الأرض الآن، منفصلا عن أنظمتها وتاريخها؟ أم أن معنى أميركا شامل لتلك الأنظمة والتاريخ؟

 

وأوضح أنه عندما يقول الناس إن أميركا بلد عنصري، فإنهم لا يقصدون بالضرورة أن جميع الأميركيين أو حتى معظمهم عنصريون عن وعي. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن نحو نصف البلد صوت للعنصري حتى النخاع دونالد ترامب. وقد فعلوا ذلك إما من خلال إنكار عنصريته، وأصبحوا بذلك مدافعين عنها، أو مشيدين بها. وتساءل: ماذا تسمي دولة هذا هو تكوينها؟

وتابع الكاتب تأكيد عنصرية بلاده بأنها تاريخيا تأسست على يد عنصريين ومتعصبين بيض، وأن الكثير من الثروة المبكرة لهذا البلد بنيت على ظهور الأفارقة المستعبَدين، وجاء جزء كبير من التوسع المبكر على حساب مذابح بحق السكان الأصليين وخرق المعاهدات معهم.

قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إن قرار الرئيس محمود عباس تعليق الانتخابات الفلسطينية “الفاشلة” يجعل الحكومة الفلسطينية أضعف مما كانت عليه.

وأضافت: “واحد من الأسباب لعدم وجود تقدم نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العقد الماضي، هو رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يحكم منذ عام 2009، تبني شروط معقولة للدولة الفلسطينية. وسبب آخر هو الوضع البائس للحكم الفلسطيني. فمنذ عام 2007 تسيطر حركة حماس الإسلامية التي ترفض الاعتراف بإسرائيل أو نبذ العنف على غزة. وفي الضفة الغربية يرفض رئيس السلطة الوطنية محمود عباس مبادرات السلام.

لكن لدى عباس كما تقول الصحيفة فضيلة كبيرة وهي معارضته للعنف والتعاون مع إسرائيل للحفاظ على وضع الضفة الغربية الآمن منذ خلافته لياسر عرفات، وإلا لكان حكمه كارثة.

وانتُخب عباس عام 2005 لمدة أربعة أعوام، إلا أنه ظل في الرئاسة على مدى العقد الماضي وحكم من خلال المراسيم وقاد نظاما غير شعبي وفاسد. وفشلت محاولاته لتوحيد الحكم الفلسطيني إما بالتفاوض أو القوة. وكانت آخر مبادراته في كانون الثاني/ يناير، عندما أعلن عن انتخابات تشريعية ورئاسية، وداخل المجلس التشريعي الحاكم لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي كان من المقرر أن تبدأ هذا الشهر. والنتيجة فشل ذريع آخر.

وكان عباس يأمل، على ما يبدو، بالحصول عبر الانتخابات على تفويض جديد يقود إلى حكومة فلسطينية موحدة لحركته فتح اليد الطولى فيها. ورحب الفلسطينيون متحمسين بمنظور الانتخابات، وسجلت نسبة 93% ممن يحق لهم التصويت بالإضافة إلى 36 قائمة.

لكن حماس لم تضبط خياراتها كما أمل عباس، ورشحت قائمة فيها عدد من المتشددين، بعضهم متورط في هجمات ضد إسرائيل، وفق زعم الصحيفة.

وبالنسبة لعباس، فقد انقسمت حركته إلى ثلاثة فصائل، واحد يشمل على رموز شابة ويحظى بشعبية. وفي الأسبوع الماضي بدا أن حماس قد تفوز في الانتخابات التشريعية، فيما أظهرت الاستطلاعات أن عباس قد يخسر الرئاسة أمام منافسه مروان برغوثي أو حتى أمام زعيم حماس، إسماعيل هنية. وبالتالي لم يفاجأ أحد عندما قرر عباس يوم الخميس تعليق الانتخابات لأجل غير مسمى، متذرعا برفض إسرائيل تأكيد مشاركة الفلسطينيين في القدس الشرقية في الانتخابات.

ولم تشعر إسرائيل التي تعاني شللا بسبب أزمتها السياسية بل الدول العربية الجارة والولايات المتحدة، لأن أحد لم يكن أحد يريد سيطرة حماس على الضفة الغربية وانهيار الوضع الأمني الهش. ولكن تراجع عباس من المحتمل أن يتركه ضعيفا وأقل شعبية أكثر من أي وقت مضى، واستمرار الفلسطينيين في التعامل مع نظام سياسي فاشل.

ومن غير المحتمل أن يتعامل الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن مع هذه المشكلة كأولوية. فهو عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، راقب محاولاته العبثية للتعامل مع عباس. ومن الحكمة لو قامت الدول العربية وضغطت على عباس العجوز للاستقالة وفتح المجال أمام جيل جديد من القيادات التي تستطيع التنافس مع حماس وإحياء الحكومة الفلسطينية ووضع الأسس لدولة ناجحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى