الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المتطرفين اليمينيين توحدهم أيديولوجية عنصرية شحنتها وسائل التواصل الاجتماعي رغم افتقارهم لقيادة، وقد أنشؤوا شبكة من الاتصالات الدولية المباشرة والافتراضية باتت تثير قلق الجهات الرسمية.

وذكر تقرير مطول نشرته الصحيفة أعدته كاترين بنهولد مديرة مكتب نيويورك تايمز في برلين، ومايكل شوارتز مراسل الصحيفة من مدينة نيويورك، أن أعمال الشغب التي كان مبنى الكونغرس الأميركي مسرحا لها في 6 يناير/كانون الثاني الجاري كشفت عن مدى عنف المتطرفين اليمينيين الذين يتبادلون منذ سنوات عديدة الأفكار الأيديولوجية ويلهمون بعضهم بعضا عبر عوالم الإنترنت الخفية وعلى هامش المجتمعات.

ووفقا لنيويورك تايمز فإن أتباع حركات اليمين المتطرف العنصرية في شتى أنحاء العالم تجمعها قضايا مشتركة عديدة، وقد سافر متطرفون ألمان إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مسابقات للرماية، كما قام أعضاء من حركة النازيين الجدد اليمينية الأميركية بزيارة بعض نظرائهم في أوروبا، وينخرط نشطاء من تلك الحركات من دول مختلفة في معسكرات تدريب تنظم في روسيا وأوكرانيا وجنوب أفريقيا.

وقالت إن مسؤولي المخابرات -خاصة في ألمانيا- يأخذون التهديد الذي تشكله حركات المتطرفين البيض على محمل الجد.

وقد بادرت السلطات الألمانية إلى تشديد الإجراءات الأمنية حول مبنى البرلمان في برلين، فور وقوع أعمال العنف التي استهدفت مبنى الكونغرس بالولايات المتحدة، حيث حاول متظاهرون يمينيون متطرفون بألمانيا في 29 أغسطس/آب من العام الماضي اقتحام البرلمان الألماني وهم يلوّحون بالعديد من الأعلام والرموز التي استخدمها مثيرو الشغب في واشنطن.

ويرى ستيفان كرامر -رئيس الاستخبارات المحلية في ولاية تورينغيا بشرق ألمانيا- أن “المتطرفين اليمينيين، والمشككين في كورونا والنازيين الجدد يشعرون بالقلق”، حيث يتجاذبهم مزيج خطير من مشاعر الابتهاج بما حققه مقتحمو الكونغرس، والإحباط من أن ما حدث لم يؤدِّ إلى نشوب حرب أهلية أو انقلاب على السلطة.

ويتحدث تقرير صدر مؤخرًا أمرت بإعداده وزارة الخارجية الألمانية عن ظهور “حركة متطرفة عنيفة كارثية المعتقد وعابرة للحدود” خلال العقد الماضي.

ويشير تقرير الخارجية الألمانية إلى أن أولئك المتطرفين تحركهم نظريات المؤامرة نفسها والروايات التي تتحدث عن “الإبادة الجماعية للبيض” و”الاستبدال الكبير” أو إحلال المهاجرين محل السكان الأوروبيين. كما يتحركون في المساحات نفسها عبر الإنترنت ويلتقون أيضًا بشكل مباشر في المهرجانات الموسيقية التي ينظمها اليمين المتطرف، والفعاليات الخاصة بفنون القتال والتجمعات اليمينية المتطرفة.

قال ديفيد إغناتيوس إن الإدارة الأمريكية الجديدة لجوزيف بايدن تواجه “مشكلة سعودية”. وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست قال فيه إن إدارة بايدن وهي تسعى في تحسين العلاقات الأمريكية- السعودية، تواجه عقبة واحدة: شابان سجنهما ولي العهد محمد بن سلمان، للضغط على والدهما، المسؤول الأمني البارز السابق. ويحاول ولي العهد الضغط على المسؤول الأمني السابق سعد الجبري العودة إلى المملكة من تورنتو، حيث يعيش في المنفى.

واعتقل اثنان من أولاده، عمر (22 عاما) وسارة (20 عاما) في آذار/مارس. وقال الدكتور خالد، أخصائي أمراض القلب الذي يعيش مع والده إن شقيقه وشقيقته هما عبارة عن “رهائن سياسية” لتأمين عودة المسؤول السابق.

ومع رحيل إدارة دونالد ترامب، قال خالد في رسالة الكترونية للكاتب إن تأمين حرية شقيقه وشقيقته “سيكون الإختبار الأمريكي الدقيق لقدرتها على التأثير وتغيير سلوك محمد بن سلمان.

ورغم دعم إدارة ترامب القوي لولي العهد إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن الضغط على أبناء الجبري “غير مقبول” ودعت للإفراج عنهما حالا، وذلك حسب رسالة وفرتها العائلة للكاتب، وجاء فيها إن الإتهامات ضد الجبري “يجب أن تعالج من خلال القنوات القانونية وبشفافية كاملة”. ويعلق إغناتيوس إن القضية الحساسة أصبحت في يد إدارة بايدن التي تريد الحفاظ على الشراكة الأمنية ومع السعودية وفي الوقت نفسه تريد إعادة “تقييمها” والتأكيد على موضوعات حقوق الإنسان. وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية “ستواصل وزارة الخارجية التأكيد للسلطات السعودية أن أي محاكمة لأبناء الجبري غير مقبولة” و “بشكل مشابه، فنحن قلقون من الظروف التي قادت إلى نفي (سعد الجبري) إلى كندا. وسنواصل إثارة هذه المخاوف مع المسؤولين السعوديين.

وأضاف إغناتيوس إن إدارة بايدن قلقة من القضية وتريد ارسال رسالة إلى السعوديين. ولأن محاكمة ابني الجبري بدأ قبل الإنتخابات، فإن المسؤولين لا يرون فيها قضية تتحدى بايدن مباشرة. إلا أن المسؤولين الذين سيقومون بمراجعة شاملة للعلاقات مع السعودية فإنهم سينظرون إلى سجلها في مجال حقوق الإنسان وإلى خطوة اتخذتها على الطريق الصحيح.

ولكن قضية عمر وسارة الجبري تعقدت في الأسابيع الماضية، فقد تمت إدانتهما في محاكمة سرية جرت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر وصدر حكم عليهما بالسجن 9 و6 أعوام ونصف، وذلك حسب شقيقهما الدكتور خالد. وقال إن الإتهامات السعودية غير صحيحة لأن المحكمة السعودية تعاملت مع المخصصات المالية العادية كقاصرين بأنها غير لائقة. وقالت إن خطة الهروب المفترضة جاءت عندما أصدرت الحكومة قرارا بإغلاق الحدود بسبب كوفيد- 19. وقال خالد الجبري إن محامي الإتهام السعودي لم يقدم أي دليل على أن شقيقه وشقيقته ارتكبا جرائم ولم يسمح للمحامي الذي كلف بالدفاع عنهما مقابلتهما في المكان السري الذي اعتقلا فيه. واختفت القضية الأسبوع الماضي من السجل الرسمي للقضايا الجنائية على الإنترنت، لكن العائلة لا تعرف دلالات هذا.

ويعلق إغناتيوس أن واحدا من الأسباب التي جعلت المسؤولين الأمريكيين في الإدارتين يتابعون بقلق حالة الجبري أنه كان شريكا مهما للمخابرات الأمريكية في جهود مكافحة الإرهاب ضد القاعدة. وفي تموز/يوليو 2020 لاحظ أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ أن الجبري “حمى حياة ألاف الأمريكيين بعد اكتشافه وإحباطه مؤامرات إرهابية.

 

وأكد المشرعون الذين يمثلون الحزبين قائلين: “نعتقد أن على الولايات المتحدة واجب أخلاقي لعمل ما بوسعها والمساعدة على الإفراج عن ولديه”. وقالت الصحيفة إن ولدي الجبري كانا من أول الأهداف لمحمد بن سلمان عندما سيطر على السلطة وأطاح بابن عمه محمد بن نايف في 21 حزيران/يونيو 2017. وتم وقف عمر وهما في مطار الرياض حيث كانا يحاولان السفر لمتابعة دراستهما في الولايات المتحدة. وسمح لعمر بالسفر في ذلك الوقت، لكنه رفض تركها وحيدة. واضطرا لإكمال دراستيهما في السعودية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى