الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

دخل السباق على الرئاسة الأميركية مرحلة الاحتدام مع اقتراب الحسم، حيث تبادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعي للفوز بولاية رئاسية ثانية ومنافسه الديموقراطي جو بايدن، انتقادات حادة مع دخول السباق الرئاسي مرحلته الأخيرة.

ووصف الرئيس الجمهوري خصمه الديموقراطي بأنه “غبي” ليرد نائب الرئيس السابق بالقول إنّ سيّد البيت الأبيض يفتقر إلى “جرأة” التصدّي لجائحة كوفيد-19.

وفي حين توجه بايدن والسناتورة كامالا هاريس التي اختارها لمنصب نائبة الرئيس إلى ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن المتأرجحتين، عقد الرئيس مؤتمرا صحافيا مفاجئا في البيت الأبيض.

ومجددا طرح ترامب إمكان التوصل إلى لقاح مضاد لوباء كوفيد-19 بحلول موعد الاستحقاق الرئاسي، وهو ما يستبعده خبراء كثر، واتهم خصميه في الانتخابات بإقحام السياسة في موضوع اللقاح، بعدما قالت هاريس إنها لن تثق بما يقوله ترامب بشأن مدى سلامة مثل هكذا لقاح وفعاليته.

اظهرت مجموعة من استطلاعات الرأي الأميركية التي صدرت في أعقاب المؤتمرين الديمقراطي والجمهوري أن المرشح الديمقراطي للرئاسة السناتور جو بايدن يتقدم على منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب بنسبة تتراوح من سبع إلى 10 نقاط مئوية.

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن مجموعة متنوعة من استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة قد أظهرت هذا الأسبوع على نطاق واسع أن بايدن يحتفظ بتقدمه، وإن لم يكن كثيراً دائماً.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها شبكة “فوكس نيوز” أن بايدن يتقدم على ترامب بفارق تسع نقاط في ولاية أريزونا، وبفارق ثماني نقاط في ولاية ويسكونسن، وبفارق أربع نقاط في نورث كارولينا.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة مونماوث أن الفارق في ولاية كارولينا الشمالية أقرب بكثير، مع تقدم بايدن على ترامب بنقطتين فقط، وتقدم بايدن بأربع نقاط في ولاية بنسلفانيا. (كان كلا هذين الاختلافين ضمن هامش الخطأ في الاستطلاعات).

وأعلن بايدن عن جمع 364.5 مليون دولار في آب / أغسطس مع الحزب الديمقراطي، مما أدى إلى تحطيم سجلات جمع الأموال الشهرية السابقة. ولم تكشف حملة ترامب عن حجم التبرعات في آب / أغسطس.

وقالت حملة بايدن إنها أنفقت 45 مليون دولار على الإعلانات الرقمية والتلفزيونية هذا الأسبوع، وهي أكبر نفقاتها للحملة حتى الآن، بما في ذلك أول إعلان لها للرد على هجوم ترامب على القانون والنظام.

وقالت الصحيفة إنه إذا كان هناك أي أسبوع تتوقع فيه حملة الرئيس ترامب تقدماً في الاستطلاعات، فقد كان هذا الأسبوع. كان ترامب والجمهوريون يخرجون من مؤتمرهم الخاص بالترشيح، وهو حدث استمر لمدة أربعة أيام، حيث اعتبرت إعادة انتخاب الرئيس حالة طوارئ أخلاقية. وبعد إطلاق الشرطة النار في كينوشا بولاية ويسكونسن، الذي أدى إلى موجة من الاضطرابات، سعى ترامب لاستغلال الفوضى للترويج لرسالته حول “القانون والنظام” وتنشيط قاعدته المحافظة.

ومع ذلك في أسبوع من الاستطلاعات التي قدمت أوضح صورة انتخابية منذ مؤتمري الحزبين، أشارت الأدلة إلى ثبات السباق، فلم يتمكن ترامب من التقدم على بايدن في أي استطلاع حتى على مستوى الولايات المتأرجحة. وفي استطلاع أجرته قناة فوكس نيوز في ولاية ويسكونسن، كان بايدن – وليس ترامب – هو من كانت له ميزة في السؤال حول الجدارة بالثقة فيما يتعلق بالشرطة والعدالة الجنائية.

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا أعده مايكل كرانيش قال فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتعرض للهجوم بسبب تعليقات عن المحاربين القدماء، لديه تاريخ بالاستخفاف من الجيش.

ففي عام 1990 عندما وضع ترامب برنامجه كمرشح لحزب الإصلاح أطلق تعليقا لم يعد أحد يتذكره عن  الشخص الذي رآه منافسا له وهو الجمهوري جون ماكين. ويعتبر الأخير بطل حرب حيث نجا من التعذيب والأسر في حرب فيتنام، وعندما سأل المذيع التلفزيوني ترامب في “سي بي أس” عن المؤهلات التي ستجعله قائدا للقوات المسلحة قال: “هل الأسر يجعلك بطلا؟ لا أعرف، لست متأكدا.

وقبل ذلك تفاخر ترامب في مقابلة صباحية على الراديو كيف استطاع تجنب الخدمة في الجيش والذهاب إلى فيتنام وعلق أن أحد مقدمي البرنامج “عمل جيدا” عندما قال إن لديه آلاما في الظهر لكي يعفى من الخدمة.

تفاخر ترامب في مقابلة صباحية على الراديو كيف استطاع تجنب الخدمة في الجيش والذهاب إلى فيتنام

ولدى ترامب تاريخ طويل في التقليل من شأن الخدمة العسكرية ومن المحاربين القدماء، قبل أن تتحول تعليقاته لموضوع في انتخابات 2020 وقبل أن يصدم الأمريكيين عام 2015 عندما قال إن جون ماكين “ليس بطلا” و”أحب الناس الذين لا يتعرضون للأسر”. وتعود معظم تعليقاته المسجلة على التلفزة وأشرطة الراديو والتي أرفقت عادة بنكات ساخرة إلى أيامه عندما كان مواطنا عاديا ورجل أعمال. ولكنه نفسه الذي تجنب الخدمة العسكرية عندما تعلل بوجود نتوء عظمي في قدمه وسخر من الجيش ومحاربيه القدماء الذين جرحوا وأسروا بل وقارن مخاوفه من الأمراض الجنسية المعدية بتجربة الجندية. وقال عام 1993: “لو كنت شابا في تلك الفترة ولو شعرت بتأنيب الضمير لأنك لم تذهب إلى فيتنام، فلدينا فيتنامنا وهي لعبة المواعدة”. وتعطي تصريحات ترامب صورة متناقضة بين رجل يزعم أنه يحرص على الجيش ويدعمه أكثر من أي شخص آخر وفي الوقت نفسه يشوه سمعة الجنود المقعدين. وهو نفسه الذي يعفو عن جنود قوات النخبة “نيفي سيل” صدرت عليهم أحكام ضبط رغم معارضة البنتاغون.

ويفسر هذا التناقض أنه ولد في عائلة لم تحترم يوما الجيش وقيمه كما تقول ابنة أخيه ماري ترامب، الخبيرة النفسية التي أصدرت كتابا ناقدا له.

مع أن ترامب قضى معظم سنوات شبابه في الجيش. والآن يقوم هو ومساعدوه بنفي ما ورد في تقرير لمجلة “ذا أتلانتك” الذي نقل عنه قوله كلاما يشوه سمعة الجنود بمن فيهم الذين سقطوا ووصفهم بـ “الخاسرين”. وفي الحقيقة اعترف ترامب بأنه يواجه مشكلة لمخاطبة الجيش لأنه تجنب الخدمة العسكرية. وفي عام 2015 أخبر واشنطن بوست بأنه “شعر بالذنب” لهروبه من الخدمة العسكرية: “حصلت على الكثير من التأجيل” و”حصلت على تأجيل قصير بسبب قدمي، ثم جاء رقم الحظ، وحصلت على 356 يوما (من 365 يوما) ولن تحصل على رقم حظ مثل هذا.

وللتعويض عن ذنبه قال ترامب إنه أنفق مبالغ ضخمة لبناء نصب تذكاري لفيتنام ودعم مسيرة الذكرى. وفي عام 1985 دفع مليون دولار لبناء النصب و200.000 دولار للمسيرة. وفي افتتاح النصب التزم ترامب بالتقاليد عندما قال: “كنت معارضا شديدا لفيتنام” و”لكنني أعترف أن من ذهب للقتال هم أمريكيون عظام” واعترف بالجنود المفقودين وقرأ برقية من رونالد ريغان التي قال فيها إنه يريد “معرفة العدد الكامل للمفقودين من رفاقكم في السلاح”. وهي تعليقات تتناقض مع نقده اللاحق عن أسرى الحرب وتعليقاته الخاصة والتي نشرتها واشنطن بوست الأسبوع الماضي التي قال فيها إنه لا يفهم لماذا تنفق الحكومة الكثير من المال للبحث عن الجنود المفقودين والذين لم يحاربوا بشدة وأسروا.

وأخبر ترامب مساعدين له في البيت الأبيض أن هؤلاء “خاسرون” لأنهم لم يبحثوا عن طرق لتجنب الحرب. ويقول مؤرخو الحرب إنه لم يحدث أن يقوم القائد الأعلى للجيش بإصدار تعليقات يهاجم فيها الجنود الذين قاتلوا فيما وراء البحار. ويقول أندرو باسفيتش، المحارب السابق في فيتنام ومؤلف كتاب “عصر الوهم: كيف ضيعت أمريكا انتصارها في الحرب الباردة”: “ربما ظن، بطريقة غريبة، أنه يقوم بتعبئة ما يطلق عليها قاعدته”. ويضيف: “أعتقد أن هذا تفسير واحد لفوزه في انتخابات 2016 لأنه انتقد السياسة العسكرية لمرحلة ما بعد 9/11 باعتبارها تهورا وهناك قلة من النخبة السياسية الرئيسية كانت مستعدة لعمل هذا”. وقال باسفيتش إنه قد لا يصوت لترامب وربما دعم مرشحا ثالثا: “منذ رئاسته لم يوقف الحروب اللانهائية، وأتساءل لو نظرنا للسبب، فهذه طريقة أخرى لنقده الحروب الحمقاء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى