الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

قالت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه بعد يومين من تباهيها في فتح العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة، عانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خسارة مهينة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت، من بعض النواحي، أكثر دلالة على نتائج سياساتها في الشرق الأوسط. فقد طلبت الولايات المتحدة من المجلس الموافقة على تمديد الحظر المفروض منذ 13 عاماً على تجارة الأسلحة مع إيران – وهو أمر مهم جداً لـ”إسرائيل” وحلفاء الولايات المتحدة من العرب، والذي يفضله معظم العالم الديمقراطي. لكن عضواً واحداً فقط من أعضاء المجلس الخمسة عشر، وهو جمهورية الدومينيكان، انحاز إلى واشنطن. فقد عارضت روسيا والصين الاقتراح، بينما امتنعت 11 دولة – بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا – عن التصويت.

وأضافت الصحيفة أن التصويت قد يفتح الطريق أمام إيران للحصول على أسلحة صينية وروسية، على سبيل المثال، الصواريخ التي يمكن أن تستخدمها ضد “إسرائيل” أو الإمارات أو السفن الأميركية في الخليج. على الأقل، أظهر التصويت كيف أن محاولة إدارة ترامب سحق النظام الإسلامي الإيراني قد جعلته أكثر خطورة، مع عزل الولايات المتحدة له.

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لمراسليها مارك مازيتي وإدوارد وونغ، أن الولايات المتحدة تقوم سراً بالدفع لبيع الإمارات العربية أسلحة رغم مظاهر القلق الإسرائيلية.

وقالا إن إدارة دونالد ترامب تخطط لبيع طائرات “إف-35” وطائرات بدون طيار كجزء من خطة واسعة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ولكن إسرائيل قد ترفض وكذا الكونغرس.

وتأتي الخطط الأمريكية في وقت تعمل فيه الإمارات على خطة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال مسؤولون إن مسؤولي الإدارة قدموا في الأسابيع الماضية إيجازات سرية للجيش الإماراتي عن طائرات “إف-35” رغم تحفظ عدد من مسؤولي الأمن القومي حول حكمة الكشف عن تفاصيل أهم أسلحة متقدمة لدى البنتاغون لدولة أجنبية، وقبل أن يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأن صفقة سلاح.

أصبحت لدى الولايات المتحدة منذ حرب عام 1973 سياسة تقوم على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل على جيرانها العرب.

وينفي المسؤولون الأمريكيون أنهم يدفعون باتجاه الصفقة كهدية للإمارات على موافقتها فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حيث ستصبح ثالث دولة عربية تطبع علاقاتها مع الدولة اليهودية.

ولكن المسؤولين يرفضون ربط المبادرة الدبلوماسية الأخيرة مع مطالب الإمارات لشراء المقاتلات الأمريكية المتقدمة. وتعلق الصحيفة أن تحركا بهذا الاتجاه سيغير التوازن العسكري في الشرق الأوسط وربما واجه معارضة من أجزاء في الحكومة الأمريكية وإسرائيل التي تمتلك المقاتلات، وعبرت عن قلقها من بيع الولايات المتحدة هذه الطائرات لدول أخرى في المنطقة.

ويقول الجيش الأمريكي إن بيع هذه المقاتلات سيضعف تميز إسرائيل في المنطقة. وبدون دعم من الحكومة الإسرائيلية للبيع، فمن غير المحتمل موافقة الكونغرس على الصفقة.

ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يكون قد أعطى الموافقة على بيع “إف-35” أو أي من الأسلحة المتقدمة للإماراتيين، وأكد أنه عارض وبشدة الأمر في أحاديثه مع المسؤولين الإماراتيين.

ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق، ولا سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة أو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، فيما لم يذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش أي شيء عن السلاح في تعليقاته عن اتفاقية السلام التي توصلت إليها بلاده مع إسرائيل.

وتعلق الصحيفة أنه حتى لو قرر الرئيس ترامب بيع الطائرات للإمارات، فإن عملية التسليم ستستغرق 6 إلى 8 أعوام وربما قامت الإدارة اللاحقة بإلغاء الصفقة.

ويضم فريق المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن عددا من مستشاري ومسؤولي إدارة باراك أوباما، وهؤلاء يتشككون من صفقات السلاح لدول الخليج بسبب القتلى المدنيين في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن.

وتقول الصحيفة إن صفقة السلاح يدفع بها مستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر، خاصة بعدما لعب دورا مهما في المبادرة الدبلوماسية الإماراتية- الإسرائيلية.

ولم تنجح جهود كوشنر خلال السنوات الثلاث الماضية لتحقيق اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وعبرت القيادة الفلسطينية عن غضبها من سياسات إدارة ترامب المتحيزة لإسرائيل. وكان كوشنر يأمل بدور لولي عهد أبو ظبي في إقناع الفلسطينيين بالموافقة على الخطة الأمريكية.

كما يعمل جنرال أمريكي بارز على صفقة البيع وهو ميغول كوريا، وهو ضابط عسكري عمل في السابق بالملحقية العسكرية بالسفارة الأمريكية في أبو ظبي. ويعمل الجنرال كوريا في مجلس الأمن القومي الأمريكي ويتولى الشؤون المتعلقة بالشرق الأوسط.

وتقول الصحيفة إن الظروف التي غادر فيها الجنرال كوريا أبو ظبي غامضة. وقال مسؤولان أمريكيان إنه تصادم مع الملحق العسكري ستيفين سي بوندي الذي اعتقد أن الجنرال كوريا عقد اجتماعات مع مسؤولين إماراتيين بدون معرفته، ناقش فيها قضايا بيع السلاح وحرب اليمن وقضايا حساسة أخرى.

ودفع الإماراتيون للحصول على مقاتلات “إف-35” لستة أعوام، لكن إسرائيل عارضت. وصممت المقاتلات لأن يكون لها بصمة رادارية منخفضة وتستطيع خوض حروب جوية والسيطرة على الأجواء.

وقالت السفيرة الأمريكية السابقة في أبو ظبي باربرا إي ليف: “كان موضوع مقاتلات أف-35 أهم نظام دفاعي ووحيد للإماراتيين منذ سنوات”. وتقول إن التطبيع بين البلدين يعني تخلي إسرائيل عن جزء من التفوق العسكري التقليدي: “عندما تقوم بتحرك كبير -تطبيع العلاقات- فأنت في وضع مختلف كدولة عربية.

وكانت الإمارات واحدة من الدول العربية التي متّنت علاقاتها مع إدارة ترامب ووجدت أرضية مشتركة مع البيت الأبيض وموقفه المتشدد من إيران.

وفي مقابلة يوم الأربعاء أجرتها معه صحيفة “جيروزاليم بوست” قال السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، إن تقوية الترسانة الإماراتية ستكون مفيدة لدولة متحالفة ضد إيران. واضاف: “في النهاية وبناء على الظروف المناسبة فستنتفع الولايات المتحدة وإسرائيل من حليف قوي يقع على الطرف المقابل لإيران في مضيق هرمز.

وأكد فريدمان أن قرار بيع السلاح سيأخذ بعين الاعتبار التزام الولايات المتحدة بتفوق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط. وأصبحت لدى الولايات المتحدة منذ حرب عام 1973 سياسة تقوم على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل على جيرانها العرب.

فعملية المراجعة للصفقات من مؤسسات الحكومة الأمريكية طويلة ويجب أن تطابق المعايير، ويقوم بها عدد من المسؤولين الأمريكيين. كما يقوم تعريف الكونغرس أنه يجب على أمريكا التأكد من قدرة إسرائيل على “هزيمة أي تهديد من جيش تقليدي” و”بأضرار وخسائر قليلة.

وقال أندرو ميللر المسؤول السابق في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ويعمل حاليا في مشروع الديمقراطية بالشرق الأوسط إن مجرد توقيع الإمارات اتفاقية سلام مع إسرائيل لا تعفي الولايات المتحدة من “متطلبات الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي”، وأضاف: “بناء على تقييمي، هناك قلق مشروع من أن بيع أف-35 إلى الإمارات سيؤثر على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي.

ولو تمت الموافقة على الصفقة، فعلى وزارة الخارجية الأمريكية إبلاغ المشرّعين الذين سيحاولون تجميدها أو قتلها. ويدعم ترامب وصهره كوشنر مبيعات السلاح إلى دول الخليج بشكل قاد إلى صدع كبير بين البيت الأبيض والكونغرس.

ومنذ 2017 أوقف المشرعون عددا من مبيعات السلاح إلى السعودية والإمارات، مستشهدين بآلاف القتلى في الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

وفي تحرك أثار جدلا واسعا العام الماضي، أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو إعلان طوارئ حول نشاطات إيران في الخليج كذريعة لبيع السلاح للسعودية والإمارات وتجاوز الكونغرس.

وفي اليمن، انسحب الجيش الإماراتي المدرّب بشكل أفضل من الجيش السعودي، لكن الإماراتيين نشروا طائرات في ليبيا حيث قتلت العديد من المدنيين هناك.

ويأمل المسؤولون في البيت الأبيض بدفع دول عربية أخرى لاتباع الإمارات وتحسين العلاقة مع إسرائيل، ولكنهم يشيرون لعقبة مع السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان.

وهناك حاجة كما يقول دبلوماسيون لحوافز قوية، خاصة أن السعودية تريد الحصول على أسلحة متقدمة. وبيع رزمة سلاح متقدمة للإمارات قد يدفع السعودية بنفس الاتجاه.

وتعلق الصحيفة أن اقتراح بيع طائرات بدون طيار متقدمة للإمارات سيثير بالتأكيد القلق بين المسؤولين الإسرائيليين وأعضاء الكونغرس. ويحاول الإماراتيون شراء طائرات “بريتدور” المسيرة والتي تصنعها شركة جنرال أتوميكس، حيث علّق المشرعون الصفقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى