مقالات مختارة

هل هو زمن المتصرفية؟ ام زمن الانتداب ؟ ام زمن الفوضى؟ Ratatoiulle بقلم دكتور غسان غوشة

بعد حرب الجبل سنة ١٨٦٠،

  فرض الغرب على السلطنة العثمانية اعلان جبل لبنان متصرفية، وان يكون المتصرف مسيحي تسميه تركيا،بعد موافقة الدول الأوروبية الكبرى الست وهي :

 فرنسا،بريطانيا،إيطاليا،النمسا،بروسيا وروسيا.

 بعد الحرب العالمية الاولى،وهزيمةالمانيا وحليفتها تركيا،أعلن الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا،وسنة١٩٢٠ أعلن الجنرال غورو لبنان الكبير.

 وبعد انفجار بيروت ،جاء الرءيس ماكرون ليعلن انه اصبح مسووءلا عن إدارة الملف اللبناني.

 لا نعلم بالظبط،ان كان الرءيس ماكرون جاء بتكليف

 او برضا او بغض نظر امريكي.

 كل مهمة تختلف عن الأخرى.

 لسنا متأكدين ان امريكا تحلب صافي مع فرنسا.

 والكل يعلم ان ترامب لا يحلب صافي مع احد.

 من ناحية اخرى ،نقل عن ماكرون انه قلق جدا من ازدياد النفوذ التركي في لبنان وخاصة في الشمال وربط ما يجري في شمال لبنان،بما يجري في ليبيا ومناطق اخرى.

 لنحاول ان نتوسع

 هناك من يقول ان ماكرون مكلف أمريكيا لمواجهة النفوذ التركي المتصاعد،

 وهناك من يقول ان امريكا تلعب على فرنسا وتركيا معا.

 هناك ،من يقول ان فرنسا ،بعد ان خسرت طرابلس الغرب،لا تريد ان تخسر طرابلس الشرق،وان فرنسا تريد ان تعوض في لبنان ما خسرته في ليبيا.

 وها هي فرنسا،تسارع الى نجدة اليونان،البارحة،عندما

 كاد الأسطول التركي ان يصطدم مع الأسطول اليوناني الضعيف امام سواحل رودوس،لان تركيا بدأت التنقيب عن النفط والغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها.

 بالامس،أعلنت إيطاليا على لسان ناءبة وزير الخارجية

 انتقادها لمبادرة ماكرون ولتدخله في الشوؤن الداخلية اللبنانية،والكل يعلم ان فرنسا وإيطاليا تتنافسان في المتوسط وبشكل خاص في ليبيا.

 من ناحية اخرى،لا نعلم ان كانت صاحبة الجلالة البريطانية قد أرسلت بحريتها الى مرفأ بيروت بالتنسيق مع فرنسا ام لمنافستها.

 اما الرئيس بوتين،فانه في اتصاله الهاتفي مع ماكرون ،اكد له ان روسيا موجودة وعلى فرنسا ان تعرف حدودها وحدود تدخلها في لبنان ، والبعض قال ان بوتين عاتب ماكرون لان الأخير لم يستأذنه في تدخله على الساحة اللبنانية.

 اما الرئيس التركي اردوغان،

 فقد خطط للمجيء الى لبنان

 ولكن يبدو ان السلطات اللبنانية ترجته ان لا يأتي شخصيا لكي لا يحرج السلطات اللبنانية.

 فأرسل نائبه مع وفد كبير ضم وزير الخارجية وأعلن استعداده لإعادة إعمار مرفأ بيروت.

 أضيف الى كل هذه الأطراف ،

 القطريين والإماراتيين والسعودية وإيران وألمانيا وآخرين.

 كلهم أتوا وبعضهم مصحوب باجهزة مخابراته وبعض عسكره.،بحجة المساعدة الطبية او الإنسانية.

 وها ،ان بيروت، لم تعد تتسع للمستشفيات العسكرية الميدانية الآتية من كل حدب

 وصوب

 هذه المعطيات تؤشر ان لبنان اصبح في عين العاصفة والجميع جاء ليقول انا هنا .

 الجميع أتى ليأكل الكبة النية والتبولة وعزم نفسه على العرس والدبكة.

 ماذا بعد؟

 ان الصراع تعقد كثيرا،

 وارتبط بالصراع على ليبيا

 وعلى نفط وغاز المتوسط وخطوط النقل،اضافة الى الصراع العربي الاسراءيلي

 والصراعات البينية في المنطقة.

 إذن ماكرون عليه ان يعلم انه ليس بوضعية الجنرال غورو

 وان اردوغان وتركيا اليوم ليسوا بوضعية الرجل المريض.

 اما ترامب فهو يعرف ان وضعه صعب ،الداخلي والخارجي ،وان بوتين يتحداه بشكل يومي وآخر استفزازات

 بوتين هو اخراج اللقاح ضد كورونا الى التسويق وتسميته سبوتنيك.

 خلاصة:

 لكي ينجح ماكرون عليه ان يتجنب التصرف كرستم غزالة او كغازي كنعان، وهوءلاء فشلوا سابقا،رغم انهم كانوا يتمتعوا بغطاء عربي ودولي.

 لقد دخل ماكرون وادخل معه فرنسا في معمعة لا مثيل لها.

 فهو لا يواجه تركيا فقط في لبنان بل دول كثيرة لها مصالح تنوي الحفاظ عليها

 اصبح لبنان كاكلة فرنسية مشهورة اسمها ratatouille

 وبالعربي خبيصة .

 حما الله لبنان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى