مقالات مختارة

السوق السوداء للدولار في لبنان كذبة كبيرة كمال ديب

سعر الدولار الحقيقي 3000 ل ل وليس 5000-7000

 

تسعيرة مصرف لبنان هي 3850 ل ل

مرّة أخرى أذكّر الناس الصامدين في لبنان أنّ العملة الوطنية هي الليرة اللبنانية وليس الدولار.

لا نركضوا وراء الدولارات لأنّ طلبكم للدولار هو الذي يرفع السعر بالليرة. عودوا إلى وابقوا في الليرة. 

السوق السوداء هي كذبة تروّجها المحطات التلفزيونية وأولهم محطة الجديد التي من المفروض أنّها أفضل من المحطات الأخرى من ناحية عدم الانزلاق في التحريض والإثارة التخويف والحرب النفسية. كل يوم يخرج جورج صليبا أو غيره من مقدمي الأخبار … الدولار 70000!!!! يعني ربحت سكووب يا… جورج… ما هذه الممارسة من مديري قسم الأخبار في المحطات؟

إليكم تفاصيل لماذا السوق السوداء للدولار كذبة كبيرة:

أولاً بعد اغتيال رشيد كرامي عام 1987 تدخّل مصرف لبنان بمبالغ وصلت إلى 600 مليون دولار لدعم العملة الوطنية. اليوم بالكاد يضخّ مصرف لبنان 5 ملايين دولاريأخذ معظمها طريقه إلى السوق القانونية. وقسم ضئيل من هذا المبلغ 5 ملايين يذهب فعلاً إلى السوق السوداء حيث رهان اللصوص المضاربين (ومنهم شخصيات سياسية وأصحاب مصالح) أنّ الليرة ستهبط أكثر كلعب القمار. والسوق السوداء هو سوق هامشي لا قيمة له يستغله أعداء لبنان كبعبع لبث الذعر في نفوس الناس فيهرع المواطن للبحث عن الدولار ليزيد الطلب، كمن يلعق مبرد حديدي فيجرح لسانه ثم يلعق دمه وهو يظن أنّه يتغذّى. يذكرني في سنين الجامعة عندما نحضر حفل كونسير موسيقي يحضره ألف شخص وتنفقد البطاقات الألف/ فنجد بضعة أشخاص على باب المسرح يبيعون البطاقة بسعر مضاعف.. هذه هي السوق السوداء.. 

ثانياً، يمكنكم شراء الحاجيات بالليرة دائماً.. خاصة بعدما تراجعت نسبة الدولرة كثيراً. لقد وصلت نسبة دولرة الاقتصاد اللبناني العام الماضي إلى 80 بالمائة.. وهي اليوم أقل من 40 بالمئة. وستتدهور الدولرة أكثر بفضل تراجع فاتورة الاستيراد. أعلم أنّ هناك َمن يخاف من تراجع قيمة الليرة ويظن أنّ الدولار هو ملجأ آمن. ولكن هذ الشعور هو نوع من الاستثمار في المجهول: وهل لديك مالاً كثيراً حتى تبحث عن ملاذ آمن؟ إسأل نفسك لماذا تحتاج للدولارات ولماذا تضطر أن تدفع 5000 ليرة أو أكثر للدولار؟

ثالثاً، القيمة الصحيحة للدولار اليوم هي 3000 ليرة وحدده مصرف لبنان بحدود 3850-3950. والسوق هو ليس بعض الصرافين.. السوق هي الدولة اللبنانية بمشترياتها الخارجية وهي المصارف التجارية وهي عامة الناس التي تحتفظ بمبلغ ملياري دولار بعد سحبها قبل شهور وكذلك بعض الصرافين الأوادم. 

رابعاً، أسعار السلع ارتفع طبعاً ولكن خاصة على البضائع لمستوردة أو التي يدخل في صناعتها مواد مستوردة. وهناك الكثير من البدائل الوطنية من مواد غذاية واستهلاكية. وهناك أيضاً تجار لصوص يخبؤن البضائع بغية رفع ثمنها. ولكن التقارير الصحيحة تذكر أنّ بعض الأسعار ارتفعت 50 بالمئة وحتى 75 بالمئة. أي من الخطأ الكلام عن أن الأسعار تضاعفت عدّة مرات. أمّأ عن المواد التي تدخل في الزراعة والمواشي فيمكن فتح الحدود مع سورية وشراؤها بدل الاستيراد بالدولار.

هذا وقت شد الأحزمة وزمن الصمود والروح الوطنية… يا جماعة اشتروا اللبنة والشنكليش ومش ضروري جبنة غروايار. الخير قادم ولبنان لطالما واجه ويلات وخرج منها أكثر قوة وانتعاشاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى