مقالات مختارة

الصراع التركي السعودي المحموم. د. غسان غوشة

ما كان للامين العام السابق للجامعة العربية السيد عمرو موسى ان يتحدث عن الخطر التركي الكبير على الأمة العربية حتى انه وصفه بانه اكبر من الخطر الإيراني

 

لولا شعوره ان هذا هو موقف النظام العربي الرسمي

قال السيد عمرو ان تركيا تعمل بذكاء واضح و تستطيع

ان تقول لا لروسيا ولا لامريكا

وتابع قاءلا ان الموقع الجغرافي لتركيا خطير للغاية

ما بين روسيا والغرب كله،ولولا صلاتها بالاتحاد الأوروبي لم تكن تركيا لتقفز بهذا الشكل بالاقتصاد والتجارة

وأضاف ان تركيا موجودة بقاعدة بالخليج وموجودة في البحر الأحمر وموجودة في جنوب البحر الأبيض المتوسط.

وزعم موسى ان تركيا اخطر من ايران ،مبررا ذلك بانها تستطيع ان تلعب بالكرت الاسراءيلي وان تستفيد من عضويتها في حلف الناتو.

لنعود الى طرابلس وشمال لبنان:

فهنا الخزان السني في لبنان

وهنا الشرعية السنية اللبنانية..

كانت طرابلس مدينة “مصرية” بامتياز،حتى ان شعبية جمال عبدالناصر كانت تفوق شعبيته باي مكان اخر

حتى في مصر.

اتذكر عندما زحفت جماهير طرابلس الى حمص ثم الى دمشق لملاقاة عبد الناصر الذي جاء بزيارة الى سوريا ايّام الوحدة

قد يصح القول ان طرابلس زحفت للقاء محبوبها وقائدها

لم ارى بحياتي مدينة احبت قائدا كما احبت طرابلس عبد الناصر.

لم يكن في طرابلس طرف معادي لعبدالناصر غير الجماعة الإسلامية وكانت حديثة العهد وقتها.

ولكن بعد وفاة عبدالناصر

وزيارة السادات للقدس انقلبت الامور في طرابلس.

وبدأ النفوذ الخليجي يتغلغل في المدينةسواء عبر الحركات السلفية او الجاليات التي ذهبت لتعمل في السعودية.

ورغم الخلاف العقاءدي بين السلفيين والجماعة الا انه لم ينعكس توترا بين هؤلاء في طرابلس.

وعندما تسلم اردوغان السلطة وبداءيتبع أسلوب مخاطبة الشعوب العربية والإسلامية. بشعبوية وبتذكير بالخلافة الاسلامية العثمانية

وفتح أبواب السياحة والتجارة

بشكل شعبي ومكثف بعد إلغاء شرط الفيزا المسبقة

شهدنا نوعا من زحف كبير من أهالي طرابلس والشمال الى تركيا بهدف السياحة والتجارة

حتى ان الكثير منهم اشترى منازل ومتاجر وشاليهات

حتى ان العديد اصبح يشتري الأدوية من هناك لانها كانت أرخص بكثير من لبنان.

أضيف ان تركيا دخلت ثقافيا وفكريا الى قلوب الطرابلسيين عبر المسلسلات التاريخية كمسلسل ارطغرل

ومسلسل قيامة عثمان.

حتى ان العلمانيين يتابعون المسلسلات التركية التاريخية

او العادية التي لا تختلف ابدا عن المسلسلات الغربية.

اذا أضفنا الى هذه العوامل التي تلعب لمصلحة تركيا وجود العديد من العاءلات

من أصول تركية وتركمانية وارناووءطية وبوسنية ويونانيةوشركسية نستطيع ان نفهم مدى عمق النفوذ التركي في طرابلس.

بالمقابل ان عدد كبير من الطرابلسيين يعمل في السعودية والإمارات ولهم ارتباطات وعلاقات ومصالح تجارية كبيرة فيها

وكذلك توجد حركات سلفية تتمتع بحضور قوي في هذه المناطق

.استطيع ان اختصر بالقول ان تركيا تحظى بعطف كبير في الأوساط الشعبية اما في الأوساط البرجوازية فان التأييد للمحور الخليجي المصري اهم.

ختاما

لطرابلس مكانة مميزة في الاعلام العربي والضمير الشعبي العربي.

من ينجح في انتزاع شارعها

يسجل هدفا مهما في مرمى خصمه.

ان الأحداث التي نشهدها هذه الأيام في طرابلس والشمال تدفع باتجاه ازدياد الصراع على قلوب الطرابلسيين وعلى من يمسك بالشارع.

ان الصراع ما زال بأوله

تستطيع المدينة ان تستفيد من هذا الصراع اذا توفرت لها قيادة واعية

وكذلك ممكن ان تدفع طرابلس ثمنا باهظا اذا تحولت وقودا لهذا الصراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى