مقالات مختارة

الى السيد نصرالله…في عيد التحرير رضوان الذيب

احببت شخصيته ام لا، ايدته في مواقفه ام لا، لكنك لا يمكن الا ان تنحني امام هامة صلبة عملاقة يرتجف العدو من حركة يديه فكيف اذا تكلم ووضع النقاط على الحروف.

 

سيد اقترن اسمه من رب العالمين، ويسألون بعد من اين يأتي النصر.

القادة التاريخيون الذين لا تنبت منهم الامم الا النوادر كل 400 الى 500 سنة ويتميزون بصفات فريدة ولكن جوهرها اربعة:

1- ربط الفكر بالممارسة

2- الصدق – الشجاعة – الشفافية – الخطاب المباشر

3- الكريزما الذي تتوافر في شخصية القائد

4- القدرة البارعة على ربط التكتيك بالاستراتيجية والتمكن من كل التفاصيل والقدرة على معالجتها بطريقة ابداعية.

وفي الخلاصة، كل هذه المميزات تجتمع بالسيد حسن نصرالله ولو عقدنا مقاربة بين السيد حسن نصرالله والقادة العظام في التاريخ من لينين الى ماوتسي تونغ الى هوشي منه الى نهرو وجمال عبد الناصر فان السيد نصرالله يوازيهم بالفكر والممارسة بل يملك قدرات اضافية لجهة التقاط اللحظة التاريخية لصناعة الاحداث الكبرى وصياغة المستقبل.

ولو عقدنا ايضا مقاربة مع القادة المتطهرين من الصحابي الى الرسل وصولا الى غيفارا وجياب في فيتنام، فان الفارق الوحيد هو العصر والزمان والوحي عند الرسل وتحت الرسل لا احد يوازيه.

نشأ السيد حسن نصرالله كنشأة كل القادة التاريخيين ولد في بيئة فقيرة وتربية صالحة اجتماعيا وفكريا ونضاليا، واجه الفقر بعصامية وانخرط في النضال بكل اشكاله.

هذه التربية النقية خلقت «كاريزما» جعلت منه قادرا على حلحلة كل القضايا واشاعة الاطمئنان لدى الناس عند سماع كلماته وصوته ووعده حيث تأخذ الناس نفسا عميقا ومريحا عند كل اطلالة وموقف.

قدم ابنه شهيدا ليكون من ذوي الشهداء وليس من الذين يجلسون في الصالونات السياسية وينظّرون على الناس، فأرسل اولاده الى جبهات القتال قبل اولاد الناس وهذه الجبهات ايضا عرفته في الكثير من الملاحم البطولية وهذه هي قيم القادة العظام.

زاهد بالمناصب، تاريخ ناصع بالصدق والشفافية ونكران الذات والتمسك بالكرامة والشرف وقيم النضال وعشق الحياة وثقافة الحياة احتشدت به كل القيم النبيلة فتجاوز بها تخوم ذاته ليذوب في الذات الجماعية ويغدو رمزا للوطن وللامة في نهضتها وعنفوانها.

قارئ صادق وعميق وصحيح للتاريخ واجه التحديات وشق الطريق الى تغييرات تقارب المستحيل، نقل زمام المبادرة الى يد المقاومة على حد اعتراف قادة العدو قلب موازين القوى ومعه ولّى زمن الهزائم والانكسارات وفتح الطريق لريادة مشروع الشرق العربي على انقاض الشرق الاوسط الجديد. السيد حسن نصرالله معه كانت انتصارات 2000 و2006 وقبلها انتصارات 1993 و1996 واستطاع ان يحل التناقض المزمن في حركة التحرر العربية بين النظرية والممارسة بين العمل والهدف، فنزل الى ساحات النضال جامعا الحزم في المبادئ والوفاء للثوابت وللسياسات الواقعية المرنة في ادارة الصراع الداخلي ونجح فيها وانقذ لبنان من آتون الصراعات المذهبية والطائفية، حيث يظهر ضعيفا امام الصراعات الداخلية بعكس ما ظهر منه من شجاعة نادرة وصلابة في ادارة الصراع مع العدو الصهيوني، وكل هذا المسلك جاء ليعبر عن عظمة هذا القائد ونفاذ بصيرته.

معك يا سيدي سنستمر وننتصر وفخر لنا اننا نعيش زمانك وشجاعتك وشجاعة مجاهديك اشرف بني البشر الذين رسموا مسارا جديدا للبشرية وحموا من خلال حمايتهم لسوريا العروبة والاسلام والامة كلها وها هو مسار الاحداث يشهد كم كنت على حق في خيارات الدفاع عن سوريا وحمايتها من السقوط وكما حميت سوريا ستحمي ابطال غزة والضفة وكل مجاهد من اجل تحرير فلسطين وسنصلي وراءك في المسجد الاقصى كما وعدتنا.

ونحن نثق بوعدك والنصر صبر ساعة.

فتحية لك يا سيدي في عيد تحرير الجنوب لانك سيد الانتصار وسيكتب التاريخ ان قائدا فذا صادقا متواضعا من بلادي صنع كل هذه المعجزات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى