مقالات مختارة

حول اسقاط الحصار على سورية الأستاذ معن بشور

لم يكن الصيام في رمضان المبارك الذي نستقبل أول أيامه مجرد دعوة للامتناع عن الطعام بل كان ايضا دعوة إلى الانتصار للإنسان حيثما كان ضد كل ظلم أو جور أو جوع أوعذاب..

 

من هنا اخترنا هذا اليوم الأول من الشهر المبارك ليكون يوم تضامن مع أخوة لنا في العروبة، في الإسلام والمسيحية، في الإنسانية جمعاء، يعانون في سورية، كما في فلسطين ولبنان واليمن وإيران وكوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية، ظلم الحصار والعقوبات والحروب والفتن، ولنعبر فيه عن رأي هذه الكوكبة من شرفاء الأمّة وأحرار العالم في ما تتعرض له هذه الشعوب من عدوان اقتصادي يسعى إلى أن يحقق بالاقتصاد ما عجز عن تحقيقه بالسياسة والأمن..

     وبهذا المعنى، لم يكن اجتماعنا الافتراضي هذا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو أول مبادراتنا ضد الحصار والعقوبات على سورية، فقد انعقد في الأول من حزيران/يونيو 2019، اجتماع مماثل لرؤساء وأمناء عامين لمؤتمرات واتحادات وأحزاب وهيئات عربية متزامناً مع لقاء كبير ضد ما يسمى بصفقة القرن انطلاقا من قناعاتنا بأن ما تتعرض له سورية، وقبلها العراق ولبنان، وبعدها اليمن وليبيا،ودائماً فلسطين، بالإضافة إلى شعوب تربطنا بها معركة مصير واحد، إنما كان تمهيداً، ثم تنفيذاً ،لصفقة العار هذه..

كما لم تكن حملتنا اليوم لرفع الحصار وإلغاء العقوبات بحق سورية والشعوب المحاصرة أول الحملات التي أطلقناها، فقد خضنا مع العديد من الهيئات والشخصيات المشاركة معنا اليوم، أوسع حملات سياسية وشعبية وميدانية لنصرة العراق بوجه الحصار والاحتلال، ولدعم صمود غزّة بوجه الحصار والعدوان، ودفاعا عن القدس بوجه التهويد وطمس هويتها العربية، الإسلامية – المسيحية..

وما تجاوبكم اليوم، وفي هذه المدة القصيرة، سواء بمساهماتكم القيمة أو إبداء رغبتكم في المشاركة سوى التعبير عن عمق إحساسكم بالمسؤولية القومية والإنسانية، لاسيّما في هذه الظروف الصحية القاسية التي حملتها جائحة كورونا إلى البشرية جمعاء، بل هو إدراك منكم أن الحجر المنزلي لن “يحجر” على مواقفنا، وأن التباعد الاجتماعي لن يبعد أحرار الأمّة والعالم عن بعضهم البعض في خدمة الإنسان والإنسانية..

أيها الاخوات والأخوة.

في كل قطر عربي يتعرض لمحنة او عدوان أو حرب أو حصار أو عقوبات وسط تخاذل النظام الرسمي العربي، بل تواطؤ بعض اركانه، يأتي من يدعو أبناء ذلك القطر للكفر بعروبتهم، باعتبار أن العروبة يمثلها الحكام الفاسدين، لا الشعوب الحرة التي تعبرون اليوم عن ضميرها ووجدانها.

فالشكر لكل من ساهم بإنجاح هذا الملتقى، والشكر للدكتور زياد حافظ الذي رسم بورقته باسم المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، خارطة طريق لمواجهة هذا الحصار الظالم، وللأخوة فريق العمل الذي واكب ونظم وتواصل معكم لإنجاز هذا العمل وعلى رأسه مدير عام المركز الاستاذة رحاب مكحل، ومنسق العلاقات الدولية الاخ نبيل حلاق، والمنسق الإعلامي الاخ ديب حجازي، دون أن ننسى جهوداً وصلت الليل بالنهار قام بها المدير التنفيذي الأخ عماد مكحل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى