مقالات مختارة

كيف يـواجه حزب اللـه وبـاء الـكورونـا… وتـعزيز الصمود الإجتماعي؟ رضوان الذيب

عند كل مفصل حاسم في لبنان، وعند كل أزمة يتقدم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الصفوف الامامية لحماية البلد وتحصينه في وجه العواصف التي لا ترحم، فكيف اذا تلازمت الضغوط الاقتصادية جراء السياسات المتعاقبة منذ 1993 مع ازمة صحية عالمية تهدد البشرية ودول العالم ومن بينهما لبنان الذي لم يشهد في تاريخه القديم والحديث مثل هذه الظاهرة التي تركت آثارها على كل مفاصل الحياة في لبنان.

 

حزب الله نزل منذ اللحظة الاولى بكل هيئاته التنظيمية الى جانب الناس وفي كل المناطق اللبنانية للحد من مخاطر الكورونا، لتحصين المجتمع من آثاره وأعراضه المؤذية.

الاستنفار في صفوف حزب الله كان شاملا كل القطاعات وزج في مواجهة «كورونا» بعض القدرات التي كانت مجهزة في مواجهة العدو الصهيوني، واعلن عن خطة متكاملة بدأ تنفيذها على الارض في كل المناطق اللبنانية وتحديداً في بيروت والضاحية الجنوبية والبقاع وبعض مناطق جبل لبنان والشمال، وهذه الخطة العملانية الفورية اشادت فيها معظم الصحف العالمية وحتى صحف العدو الاسرائيلي ووصفت اجراءات حزب الله بالمهمة والشاملة وانها تتقدم على خطوات دولة العدو ودول اوروبية كبيرة لجهة الجهوزية والاجراءات السريعة على الارض.

خطة حزب الله الشاملة لا تقلل مطلقاً من خطة الحكومة اللبنانية ووزارة الصحة حيث تتفوق اجراءات حكومة حسان دياب على اجراءات ترامب وحكومته وظهرت الدولة العظمى من «كرتون» في مواجهة هذا الوباء رغم امكانياتها العظيمة، وكشف «كورونا» ان واشنطن غير مؤهلة وعاجزة عن قيادة هذا العالم كما تروج وتدعي.

ومنذ اللحظة الاولى لانتشار الوباء، نفذ حزب الله اجراءاته بتوجيه مباشر من السيد نصرالله ومتابعة لكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة والتأكيد على ان اجراءات الحزب تبقى خلف الدولة وامكانيات الحزب بتصرف وزارة الصحة لمساعدة اي مستشفى في اي منطقة لبنانية مع دعم فرق وزارة الصحة بعدد من الاطباء والمسعفين والصيادلة اذا دعت الحاجة، ودعا حزب الله جميع القوى الى الانخراط في المواجهة شاكراً كل من بادر الى تقديم المساعدات.

واعلن رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين عن الخطة لمواجهة «كورونا» وعنوانها «مقاومة مجتمعية لوطن خال من وباء الكورونا» وتتضمن التعامل مع كل التطورات في حال انتشار الوباء بما يفوق قدرة النظام الصحي اللبناني على التعاطي معه، للحد من انتشاره وصولا الى انهاء التهديد بالكامل.

ومنذ اليوم الاول للاعلان عن مرض «كورونا» انتشر 24500 كادر في كل المناطق اللبنانية لمواجهة هذا المرض مع جيش من المتطوعين وبالتعاون مع الجميعات والاندية والمخاتير والبلديات والاجهزة الرسمية والجيش والقوى العسكرية، كما انتشر 1500 طبيب و5000 كادر خدماتي وصحي، و15000 كادر خدماتي ميداني، و100 سيارة اسعاف مجهزة ومعقمة مع فرقها بالاضافة الى 25 سيارة مجهزة بأجهزة انعاش وتنفس. ويعمل هذا الفريق على مدار الـ 24 ساعة عبر عمليات التعقيم في كل المناطق ورصد الحالات المشتهبة والمصابة، وهناك بنك معلومات يتابع الحالات المشخصة والتأكد من تنفيذ الاجراءات المطلوبة، مع متابعة الحالات التي تخضع للحجر المنزلي عبر لجنة في كل قرية تتصل فوراً باللجنة المركزية في الحزب التي انشئت لهذه الغاية، كذلك تعمل مراكز التشخيص الاولية في المناطق طوال اليوم بهدف الحد من التشخيص في المستشفيات، ويعمل فريق متخصص على نقل الحالات المشتهبة والمصابة وفق الاجراءات المعتمدة في وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، حتى ان خطة الحزب خصصت قسما للدعم النفسي المباشر للمصابين بـ«كورونا» وتعيين 40 طبيباً ومختصاً وتأمين 100 متطوع من الجامعات لملف الصحة النفسية، بالاضافة الى تجهيز مستشفيات لهذه الحالات. كما عمل حزب الله على تعديل كل الانشطة والاجراءات التي تقوم بها مختلف الهيئات بما يتلاءم مع الوضع المستجد، وتنفيذ اجراءات الوقاية لمراكز وانشطة وافراد الحزب، على ان تساهم مختلف تشكيلات المقاومة الاسلامية بشكل فعال في اجراءات الوقاية من هذا المرض مع جهاز الاسعاف الحزبي. ويبقى البارزما كشفه السيد هاشم صفي الدين بأن مهندسي المقاومة الاسلامية بدأوا جهودهم لصناعة اجهزة تنفس اصطناعية حسب المواصفات العالمية.

وقد شكر السيد نصرالله في خطابه في 15 شعبان، كل المسؤولين في الدولة وكل الوزارات المعنية وكل الناس الذين يخوضون معركة وباء الكورونا الذي يهدد الجميع في حياتهم، وشكر وزارة الصحة والاطقم الطبية، فيما وجه عدد من الاطباء المسلمين والكوادر الطبية رسائل الى سماحة السيد الذي خاطبهم بالقول «وصلتني رسائلكم وانتم بعد الله الامل».

واللافت ان جميع المسؤولين في الدولة وحتى القوى السياسية من موالين ومعارضين يشيدون بأداء وزير الصحة حمد حسن الذي قدم النموذج المشرف لدور الوزير في خدمة المواطنين واعاد الثقة بدور الدولة رغم انه يعمل بلحمه الحي وقد احسن حزب الله الاختيار عبر تقديم النموذج الامضى لدور الوزير وعمل الوزارات لكن المؤسف ان بعض العقول المريضة الذين عاشوا على السمسرات وتاريخهم مكشوف في هذا الامر يصرون على الحرتقات والوشايات الرخيصة خدمة لاهداف معينة فيما المطلوب تلافي الجميع لمواجهة هذا الوباء مع ممارسة النقد البناء وليس كما يفعلون ويروجون وشكل هذا الامر استياء عند كل اللبنانيين الذين يتابعون نشاط الوزير حمد حسن طوال اليوم.

المساعدات الاجتماعية.

وفي موازاة الحملة الصحية باشرحزب الله بحملة اجتماعية لمساعدة العائلات المحتاجة والتي تضررت جراء هذا الوباء من خلال تقديم المساعدات الاجتماعية والغذائية ومواد التعقيم، كما صرف مليارات الليرات لدعم الصمود الاجتماعي للناس لمواجهة هذه المرحلة وتحصين الامن الاجتماعي، حيث تتابع هيئات حزب الله اوضاع الناس ومدهم بما يلزم ولو بالحد الادنى.

ضغط السيد نصرالله اسفر عن دفع اموال المودعين الصغار

وفي موازاة مواجهة «كورونا» فتح الامين العام لحزب الله السيد نصرالله في خطابه ما قبل الاخير ملف اموال صغار المودعين في المصارف ومساعدة الطلاب اللبنانيين في الخارج، وأسفر كلام السيد وضغطه عن مباشرة المصارف اللبنانية بدفع اموال الودائع لصغار المودعين ما بين 5 ملايين ليرة و3 الاف دولار وما دون، وشكل ذلك أكبر انجاز عملي يستفيد منه ثلث الشعب اللبناني حيث يصل عدد المودعين الصغار الى 1.715.283 مودعاً يشكلون نسبة 61.80% من نسبة المودعين في المصارف اللبنانية، مما يساهم في تعزيز الصمود الاجتماعي بعد ان توقفت المصارف عن دفع الودائع بالدولار الاميركي منذ شهور والتقسيط باللبناني.

كلام السيد نصرالله عن ضرورة دفع اموال المودعين الصغار ترجمه على الفور مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي بادر الى فتح هذا الملف مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامه وجمعية المصارف ونقابة الصرافين واسفرت اتصالات اللواء ابراهيم مع الحاكم رياض سلامه عن ايجابيات وموافقة حاكم المركزي على هذا الاجراء واصدر تعميمين عن مصرف لبنان يقضي بدفع اموال صغار المودعين الذين لا تتجاوز حساباتهم الـ 5 ملايين لليرة و3000 الاف دولار وما دون على ان ينجز هذا الملف خلال 3 اشهر وتلقفت جمعية المصارف هذا الاجراء وقابلته بايجابيات واعلان الموافقة كما ان اجتماع اللواء ابراهيم مع نقابة الصرافين والبحث بتقلبات سعر السوق ووعدت النقابة بالالتزام بما سيصدر من قرارات تسهل عملية دفع الودائع للمودعين الصغار وعلى اساس سعر الدولار حسب السوق وذكرت رويترز ان عمليات الدفع ستتم بالليرة اللبنانية وعلى اساس 2600 ليرة لسعر الدولار وهذا الامر تمسك به حزب الله للحفاظ على اموال المودعين الصغار هذا مع العلم ان الدراسات العلمية والجداول التي نشرها حزب الله عن حجم الودائع في المصارف اللبنانية حتى اواخر شباط تظهر ان اقل من 1% يتحكمون بثروات البلد وعملية نهبه وهؤلاء لا يتجاوزون الـ عشرة الاف شخص جنوا الثروات غير المشروعة ونهبوا الدولة وما زالوا مصرين على النهب «الذين استحوا ماتوا» فيما حزب الله تحرك بكل قوة وباشراف السيد نصرالله لدفع اموال المودعين الصغار ويشكلون ثلث الشعب اللبناني وتحديدا 1.715.283 مواطنا وهذا المبلغ الزهيد المحق لهم قد يقيهم من غدرات الزمن في هذا الظرف الصعب ويشكل هؤلاء 61.80 من مجموع المودعين وتصل اموالهم الى 606 مليارات ليرة لبنانية و350 مليون دولار على سعر الصرف 1514 ليرة وسترتفع قيمة الاموال الى الفي مليار ليرة مع سعر الصرف على اساس 2600 ليرة وهذا المبلغ قادر ايضا على تحريك الجمود في السوق اللبناني.

وفي المعلومات انه اذا نجحت الخطوة الاولى لجهة سحب ودائع صغار المودعين ستليها الخطوة الثانية بدفع المستحقات لاصحاب الودائع ما بين 5 ملايين و20 مليونا و3000 دولار الى 20 ا لف دولار وعدد المودعين يبلغ 160 و451 مودعا ويشكلون نسبة 16.30 من نسبة المودعين وعندما تكون المصارف اللبنانية دفعت لـ 78.10% من نسبة المودعين اللبنانيين مع العلم ان نسبة المودعين ما بين 3000 دولار الى المليون دولار يشكلون 99% من نسبة مجموع ودائع اللبنانيين وتصل قيمة اموالهم الى 12 مليار دولار فيما حجم الودائع من مليون دولار وصولا الى 100 مليون دولار وما فوق يشكلون نسبة 1% ومجموعهم 21.592 مودعا ويملكون ودائع تفوق الـ 70 مليار دولار وهذا ما يظهر حجم الفوارق الاجتماعية بين اللبنانيين وحجم الفساد والهدر والثروات المنهوبة من جيوب الناس بعد ان تعامل هؤلاء مع الدولة «كبقرة حلوب» وما زالوا يتقاتلون على الفتات والتعيينات وكأن خطر الكورونا اخر اهتماماتهم وصحة اللبنانيين في ادنى سلم اهتماماتهم.

وفي موازاة ودائع اللبنانيين في المصارف طرح حزب الله ملف الطلاب اللبنانيين في الخارج وما يعانونه جراء التحويلات المالية وانتشار وباء الكورونا وطالب حزب الله تدخل الدولة لمعالجة هذا الملف خصوصا ان كلفته غير مرتفعة ونجحت جهود حزب الله بوضع اسس حل لهذا الملف بعد الاتصالات التي يتولاها اللواء ابراهيم.

حزب الله ضغط من اجل دفع ودائع المودعين الصغار ونجح في تأمين مستحقات 283 و1.715 لبنانيا من المصارف اللبنانية وفي هذه الظروف الدقيقة والصعبة وساعد باسترداد اموال ثلث الشعب اللبنانين والحصول على جنى عمرهم مما يساهم في تحصين الصمود الاجتماعي ونجح في حل مشكلة الطلاب في الخارج ونزل بثقله لمواجهة الكورونا وحفظ حياة اللبنانيين وصحة البلد وعافيته مبتعدا عن سياسة «النكايات» و«الحرتقات» و«الحصص» داعيا الى الهدوء وزج كل الامكانيات في مواجهة كورونا لكن «على من تقرع مزاميرك يا داوود» الاساس يبقى اللبنانيون وتحديدا الذين ليس على صدورهم قميصا وهؤلاء يعرفون ويقدرون لحزب الله ما فعله لاجل البلد وحمايته في ظرف استثنائي مفتوح على كل الاحتمالات ويهدد البلد برمته.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى