الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

لفتت الصحف الاميركية الصادرة اليوم قرار السلطات الأمريكية مراقبة حركة السكان من خلال جمع بيانات هواتفهم المحمولة للتنبؤ بانتشار الفيروس التاجي الجديد ومكافحته.

وقالت وول ستريت جورنال ان الحكومة الفيدرالية تقوم بالتعاون مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وبالاشتراك مع السلطات المحلية، بتحليل البيانات حول تحركات الملايين من الأمريكيين، وتتبع مكان وجود هواتفهم الذكية بطريقة تقارب الملاحقة الاستخبارية.

ووفقا لـ”وول ستريت جورنال”: يتم توفير المعلومات ذات الصلة إلى السلطات من قبل المعلنين الذين يضعون إعلانات على الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، ولا يقوم مشغلو الهواتف المحمولة بمشاركة هذه المعلومات مع السلطات.

تحت عنوان “أداء بومبيو في أزمة كورونا يجعله يحتل مكان أسوأ وزير خارجية على الإطلاق”، نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للمعلق جاكسون ديهيل قال فيه: “دعونا نتذكر كيف كان وزير الخارجية تاريخيا يتصرف في وقت الأزمات الدولية الخطيرة: يتجول في العالم، أو على الأقل يتصل بقادته هاتفيا ويشكل ردا فعليا متعدد الجوانب ويجعل الدول تصطف معه، بدءا من حلفاء الولايات المتحدة”.

وبالمقارنة لو نظرنا إلى مايك بومبيو وكيف قضى الأسبوع الماضي حيث ازدادت حالات فيروس كورونا في الولايات المتحدة وعدد آخر من الدول، فقد بدأه يوم الإثنين بحرب كلمات مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، واتهمه بالكذب حول حجم انتشار حالات الإصابة بفيروس كورونا. ثم سافر إلى أفغانستان حيث حاول وفشل بإقناع الرئيس الأفغاني أشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله بوضع خلافاتهما جانبا وتسهيل عملية الانسحاب الأمريكي، ولجأ إلى أسلوب الإدارة المفضل: قطع المساعدات.

في الوقت الذي كان سيبحث فيه القادة المسؤولون عن طرق لوقف الوباء، اهتم بومبيو بالقضايا التي تهمه وكأن شيئا لم يحدث

وفي يوم الأربعاء سنحت الفرصة لبومبيو لكي يقود حيث ترأس اجتماعا لنظرائه في مجموعة السبع الكبار عبر الهاتف. ولو كان هناك جيمس بيكر أو جورج شولتز أو مادلين أولبرايت لخرجوا ببيان واضح حول كيفية مساعدة الدول الفقيرة واللاجئين الذين يعيشون في ظروف قاسية جدا. إلا أن بومبيو عارض بيانا ختاميا بعدما رفض الوزراء الآخرون المضي معه ووصف الفيروس بأنه “فيروس ووهان”. وكانت الرسالة واضحة وهي أن تصفية حسابات كلامية مع بيجين أهم لهذه الإدارة من بناء إجماع مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها.

وفي يوم الخميس جاء اجتماع مجموعة العشرين عبر الفيديو برئاسة السعودية. واتصل بومبيو مقدما بولي العهد السعودي وطلب منه أن يكون على قدر المسؤولية ويطمئن أسواق الطاقة العالمية والأسواق المالية. وكان مفاد الرسالة لولي العهد: توقف عن حرب الأسعار مع روسيا، وهي الحرب التي أدت لانهيار أسعار النفط وهبوط الأسواق المالية الأمريكية. ولم يحدث شيء، فقد تعود ولي العهد على الرفض وتمتع بتدليل إدارة ترامب له بما في ذلك مسامحته على دوره في قتل الصحافي جمال خاشقجي. ولم ينتج عن اجتماع مجموعة العشرين شيء جوهري.

وتساءل ديهيل: هل يوجد وزير خارجية بأداء سيئ في حالة الطوارئ؟ ومن الصعب التفكير بأداء ضعيف كالذي قدمه بومبيو منذ الحرب العالمية الثانية. وجاء الأسبوع البشع لبومبيو بعد شهر لم يكن فيها ظاهرا طوال أزمة فيروس كورونا باستثناء ظهور وحيد له مع ترامب في مؤتمره الصحافي أو قل “عرض تلفزيون الواقع”.

وفي الوقت الذي كان سيبحث فيه القادة المسؤولون عن طرق لوقف الوباء، اهتم بومبيو بالقضايا التي تهمه وكأن شيئا لم يحدث. وهذا صحيح في حملة الضغط الأقصى ضد إيران التي تئن من أثر الوباء ووصل عدد الإصابات فيها حتى يوم الأحد 38.000 حالة وقامت السلطات بحفر مقابر جماعية لدفن أعداد من الوفيات التي تجاوزت 2.600 شخص. وحتى الدول الحليفة مثل بريطانيا طالبت إدارة ترامب بتخفيف العقوبات المفروضة على إيران والتي تمنع نقل الأدوية والمواد الإغاثية إلى 80 مليون إيراني، مما يعني وفيات بالجملة للأبرياء بشكل سيشوه صورة أمريكا وزعمها بالمساعدة الإنسانية.

أظهر استطلاع الرأي أن الجمهوريين أكثر حماساً للتصويت للرئيس ترامب من حماس الديمقراطيين لمرشحيهم المحتملين. فهناك فجوة حماسة بمعدل 12 نقطة بين ترامب وبايدن.

كتبت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز للشؤون الداخلية ليزا ليرر تقريراً مهماً تناولت فيه واقع السباق الرئاسي في الولايات المتحدة في زمن تفشي فيروس كورونا في البلاد.

وقالت إنها تحدث في تقرير سابق عن الارتفاع الأخير في تقييمات موافقة الأميركيين على أداء الرئيس دوناد ترامب. ولكن خلال عطلة نهاية الأسبوع، أظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست بالاشتراكمع قناة “إيه بي سي نيوز” قدراً آخر من القوة السياسية للرئيس ربما يستحق اهتمام القراء، وهي الحماس.

وأضافت: ببساطة، الجمهوريون أكثر حماساً للتصويت للسيد ترامب من حماسة الديمقراطيين للتصويت لمرشحهم المحتمل جو بايدن.

فوفقاً للاستطلاع المذكور، قال 55 في المائة من الناخبين المسجلين الذين يدعمون ترامب إنهم متحمسون جداً لدعمه، وقال 32 في المائة إنهم متحمسون إلى حد ما. ومن بين مؤيدي السيد بايدن، يقول 28 في المائة فقط إنهم متحمسون للغاية، بينما 46 في المائة منهم متحمسون إلى حد ما.

وبشكل عام، هناك فجوة حماسة بمعدل 12 نقطة بين ترامب وبايدن. ومن بين الناخبين الأكثر حماساً، هناك فجوة أكبر بـ27 نقطة.

يهتم المستطلعون والاستراتيجيون بكثير من الاهتمام بكثافة الحماس لأنه يقدم تلميحات حول من هو من المحتمل أن يذهب إلى الاقتراع ومن هو من المحتمل أن يبقى في المنزل. (نحن نفترض أن “الظهور في الاقتراع” سيظل مستمراً في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل في حال جرت الانتخابات في موعدها). وغالباً ما تكون الحملة في هذه الحقبة المستقطبة أقل اهتماماً بإقناع الناخبين المترددين وأكثر حرصاً على حشد قواتك.

فتاريخياً يشير سجل الانتخابات الرئاسية السابقة ما يلي:

في أيار / مايو 2012، كان المرشح ميت رومني، السناتور الأميركي الحالي، يعاني من عجز كبير في الحماس بمقدار 25 نقطة ضد الرئيس باراك أوباما في استطلاعات الرأي.

في حزيران / يونيو 2008، تراجع المرشح السناتور جون ماكين 33 نقطة بسبب الحماس أمام أوباما.

في حزيران /  يونيو 2004، واجه المرشح السناتور جون كيري فجوة بمعدل 16 نقطة في الحماس في حملته لإسقاط الرئيس جورج دبليو بوش.

وقد تمكن كل من رومني وماكين وكيري من تضييق هذه الفجوة بحلول تشرين الثاني / نوفمبر لكنهم خسروا انتخاباتهم في نهاية المطاف.

وخلال معظم هذه الدورة الانتخابية، تم تنشيط كلا الحزبين إلى حد ما. وفي حين بدا الجمهوريون أكثر حماسة بقليل في الاستطلاع، ارتفعت نسبة المشاركة الديمقراطية يوم الثلاثاء الكبير في بداية آذار / مارس الجاري، مع أعداد قياسية من الناخبين الذين خرجوا للتصويت في الانتخابات التمهيدية.

وتتساءل المراسلة: ما الذي حدث خلال الشهر الماضي؟ وتجيب: إنها فقط هذه الأزمة الوطنية الصغيرة والمغيرة للحياة التي تسمى “فيروس كورونا“.

فقد شكلت الإحاطات الإخبارية للسيد ترامب نجاحاً كبيراً، في حين أن السيد بايدن يقوم بالمقابلات الإعلامية الإخبارية، والأحداث الافتراضية المحببة والمكالمات الجماعية مع خبراء من منزله في ديلاوير. ومؤيدو ترامب مستمتعون برؤيته يلعب دوراً قيادياً في الأزمة.

لكن الناخبين الآخرين بدأوا في إيلاء اهتمام أقل بالانتخابات كلها، حيث دخلت الحملة في نوع من التجميد العميق بسبب تفشي الفيروس. هذا شعور سمعته الكاتبة من عدد من الأشخاص الذين تحدثت معهم في نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت هانا سولي، مصورة في نيويورك: “كان الأمر برمته يتعلق بالانتخابات، والانتخابات، والانتخابات، ولكن الآن كل شيء يتعلق بكوفيد 19”. وأضافت: “أنا لا أعرف من سأدعم. إنه ليس شيئاً أفكر فيه حالياً. في الوقت الراهن، نحن نحاول البقاء على قيد الحياة“.

وعلى الرغم من حالة السباق المجمدة، تظهر أرقام الحماس الجديدة أن بايدن يحتاج إلى العمل بسرعة لتعزيز الدعم له، وخاصة بين الناخبين الأصغر سناً والأكثر ليبرالية الذين دعموا منافسه السناتور بيرني ساندرز. إن استقطابهم أمر معقد بسبب واقع أن ساندرز لا يزال مستمراً في ترشيحه، على الرغم من أن بايدن يحاول من خلال فعاليات افتراضية تستهدف الناخبين الشباب وخطط السياسة التي تستهدف الليبراليين.

ورأت الكاتبة أنه من الصعب أيضاً الترشح للرئاسة بينما تفتقر إلى القدرة على فعل أي شيء، وهو وضع يخشى بعض الديمقراطيين أن يجعل بايدن يبدو مجرد إلهاء وتشتيت أكثر من كونه قائداً. مثلاً، يمكن لحاكم نيويورك أندرو كومو، والذي يأمل بعض الديمقراطيين بحكمة في ترشحه في السباق الرئاسي، أن يطلب الإمدادات وأن يصدر أوامر تنفيذية بشأن مواجهة وباء كورونا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى