مقالات مختارة

خطاب السيد.. ومعركة الكورونا د.أحمد عياش

     أخبرونا ان السيد سيلقي كلمة عند مساء الجمعة، استغربنا، ماذا لدى السيد من كلام ليقوله والفيروس يجوب شوارع بيروت وطهران و الاردن وفلسطين و واشنطن وكل اوروبا ومعها كل الصين؟!

 

حضرنا فنجان قهوتنا واستمعنا لأخبار قناة المنار وانتظرنا.

بدأ كلامه حول وباء الكورونا ، شرح انه ليس مختصا بالطب انما  سيقارب الموضوع نفسيا-اجتماعيا مشبها ظاهرة العدوى تلك بحرب حقيقية ،مطالبا بالاستفادة من تجربة المقاومين. اعتبر الفيروس كوفيد19 عدواً وجوديا يهدّد الحياة ،مشددا على ضرورة المواجهة الشاملة ضمن الثوابت الانسانية -الاخلاقية بعيدا عن السياسة والسجالات  بهدف الحد من الخسائر البشرية قدر الامكان ،لأن كل شيء قابلا للتعويض الا الحياة، على امل ايجاد علاج قريباً ،مثمنا فرص الشفاء والنجاة في بعض الدول كالصين وايران ولبنان.

اضاف السيد كعالم في الدين اهمية الايمان، وذكر ان من الواجبات الدينية اهمية الحفاظ على الحياة البشرية عبر الالتزام بالوصايا الصحية-الطبية ،لأن من لا يلتزم سيحاسب  يوم الحساب الالهي ،لا بل اكثر من ذلك اعتبر شرعا ان على كل مؤمن يشعر بالعدوى ان يتوجه بنفسه للمستشفى فورا كي لايؤذي نفسه وان لا يؤذي الآخرين لانه سيحاسب أمام الله على ذلك.

نفى السيد ان يكون حزب الله قد تستر عن اصابات ما بالكورونا مشيدا بدور وزارة الصحة.

شدد القائد على ضرورة الاكتفاء بإجراءات بسيطة ومتواضعة عند الجنائز والمناسبات الدينية، مقدما دور القطاع الصحي على ماعداه لانهم واقفون عند الخط الاول للمواجهة في المعركة.

نبّه القائد الى ضرورة التكافل الاجتماعي ومدى إهمية الايمان بالله واللجوء اليه كسلاح فعال في المعركة ،كما اكد ان مسؤولية اعلان الطوارىء ، مسؤولية الحكومة على ان تراعي قضية من يعيش على عمله اليومي.

لم ينس القائد الوضع المالي-الاقتصادي في البلاد ،فنفى ان يكون حزب الله قد قدم اي خطة للحكومة اللبنانية معتبرا ذلك من واجبات الحكومة، واكد ان لا تحفظات للحزب امام اي مساعدة دولية.

لم تكن كلمة السيد درسا في الطب ولا درسا في الدين، بل كانت وصية اخلاقية لشعبه اللبناني ، لاهله، وصية وتعاليم للجميع بضرورة الصمود كرسالة حب الهية و كرسالة عشق للحياة.

كلمة القائد كانت مناسبة حزينة للتأكيد على ثقافة الحب وعلى ثقافة الاخوة وعلى ثقافة الإنسانية، واهمها على ثقافة الحياة ضد الموت. فالمؤمن والمقاوم يقاتل من اجل ان يحيا لا من اجل ان يموت ،ولو ان الشهادة الجهادية مرتبة راقية من مراتب الموت .واجمل ما قاله القائد ان كل من يسقط في مواجهة هذا الوباء هو شهيد عند ربه. ولهذا الكلام ابعاده النفسية المهمة عند المؤمنين وعند الناس لدحر الوباء كواجب ديني جهادي

يعرف السيد كيف يخاطب لاوعي الجماهير قبل ان يحاكي وعيها ، وهذه سمة قيادية عالية المستوى في رقيها.

ليس القائد بحاجة للمدح ،فقد تخطى المدح والثناء ،وغدا يقف الى جانب رجالات التاريخ دنيا وآخرة.

الاهم من خطاب القائد ابتسامته وسط حالة هلع وخوف وقلق الناس من الموت .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى