الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

لفتت الصحف الاميركية الصادرة اليوم الى ان أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأميركي نددوا بخطة الرئيس دونالد ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأكدوا أنها لن تساعد على تحقيق السلام، ووصفها أحدهم بأنها كارثة القرن.

فقد وصف السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ كريس فان هولن، صفقة القرن بأنها كارثة القرن، وقال فان هولن إن هذه الخطة ضد السلام، ولن تؤدي سوى إلى مزيد من الانقسام والصراع.

وانتقد السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز الخطة ووصفها بغير المقبولة، مؤكدا أنها لن تؤدي سوى إلى استمرار الصراع، أما النائبة الديمقراطية بمجلس النواب إلهان عمر فوصفت خطة الرئيس الأميركي لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالمخزية والماكرة والمناهضة للسلام.

ونقل عن قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إنه أبلغ جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب، والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن، بأن الخطة المقترحة تشكل تراجعا عن سياسة أميركية استمرت عقودا إزاء الشرق الأوسط.

قالت صحيفة واشنطن بوست إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تقترح إعادة رسم الحدود بالضفة الغربية لضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور الأردن لإسرائيل.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مصدرين مطلعين على الخطة، التي من المقرر أن يكشف عنها ترامب، أنها ستوفر حكما ذاتيا محدودا للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على أن يتزايد الحكم الذاتي للفلسطينيين على مدى ثلاثة أعوام إذا وافقت القيادة الفلسطينية على تدابير سياسية جديدة، واتخذت خطوات أخرى في إطار المفاوضات مع إسرائيل، وتخلت عما وُصف بالعنف.

كما تقضي الخطة الأميركية -التي صاغها جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي وتقع في خمسين صفحة- بأن تبقي إسرائيل على أشكال من السيطرة الأمنية على ما تبقى من مناطق الضفة الغربية.

وأشارت الواشنطن بوست إلى أن السيادة المشروطة المنصوص عليها في الخطة بالنسبة للفلسطينيين بعيدة عن الهدف الدولي المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة بالكامل.

وبحسب الصحيفة، فإن خطة الرئيس ترامب تقترح مسارا للفلسطينيين لإقامة دولة لهم مقابل تلبيتهم مجموعة من المتطلبات الأمنية والسياسية.

وفي إسرائيل فتحت الخطة الأميركية شهية اليمين الحاكم للشروع بضم أراض في الضفة الغربية لحظة حصوله على ضوء أخضر أميركي، وهو ما عكسته تصريحات قادة كافة أحزاب اليمين ويمين الوسط الإسرائيلية.

فقد دعت أييلت شاكيد -وهي من قادة اليمين الجديد الذي يقوده وزير الدفاع نفتالي بنيت- إلى الاستعجال في سن قانون لضم جميع أراضي الضفة الغربية دون سكانها العرب.

وطالبت شاكيد بالبدء في ضم منطقة الأغوار وجميع أراضي المنطقة المصنفة (ج) تمهيدا لضم بقية الأراضي، ومنع قيام أي كيان فلسطيني فيها.

وكان زعيم حزبها بنيت قد أعلن أنه سيؤيد الخطة فقط، إذا فتحت الباب على مصراعيه أمام الشروع بضم أراض في الضفة الغربية.

وكان قادة المستوطنين الذين اصطحبهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معه إلى واشنطن قد حذروه من أنهم لن يسمحوا بالتنازل عما وصفوها أي أجزاء من أرض إسرائيل، في إشارة إلى تأييدهم ضم كامل الأراضي الفلسطينية.

وتؤيد جميع أحزاب اليمين التي يقودها نتنياهو، ولها 55 نائبا في الكنيست، انتهاز الفرصة التي أتاحتها خطة ترامب، والشروع مباشرة بضم أراض في الضفة الغربية.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا أعده كل من مايكل كراولي وإيزابيل كيرشنر، تقول فيه إن خطة ترامب للتسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستعطي إسرائيل السيادة على كامل وادي الأردن.

 ويشير التقرير إلى أن لقاء الرئيس دونالد ترامب مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني غانتس في البيت الأبيض هو خطوة للحصول على دعم لخطته.

ويقول الكاتبان إن الخطة تحتوي على خريطة تحدد الحدود الإسرائيلية الجديدة المقترحة، وتعطي السيادة على معظم منطقة وادي الأردن، وهي منطقة استراتيجية تقع شرق الضفة الغربية.

وتنقل الصحيفة عن شخص مطلع على الخطة، التي تم تطويرها بإشراف صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر، قوله إنها حددت الدولة الفلسطينية بمجرد منطقة حكم ذاتي منزوعة السلاح، وتعترف بإسرائيل دولة يهودية.

ويرجح التقرير أن يرفض القادة الفلسطينيون، الذين قاطعوا البيت الأبيض بعد نقل ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كل بند فيها حتى لو جاءت بمكافآت اقتصادية بـ50 مليار دولار أو أكثر تقول إدارة ترامب أنها ستقوم بتقديمها.

ويورد الكاتبان نقلا عن محللين قولهم إن هذه الخطة مهمة نظرا لأثرها السياسي على الانتخابات الإسرائيلية في آذار/ مارس، ولكونها حرفا للأنظار عن محاكمة الرئيس في الكونغرس بالفضيحة الأوكرانية.

وتنقل الصحيفة عن المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، قوله: “لا يمكن لأحد تجاهل السياق المحلي لكل شيء يحدث في الأيام المقبلة، في الولايات المتحدة وإسرائيل.. في رأيي فإن هذا سيدفع ما سيحدث أكثر من دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط لما سيحدث“.

 ويورد التقرير نقلا عن ترامب، قوله في استقباله لنتنياهو، إن الخطة “هي أقرب ما توصلنا” إليه لتحقيق اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، “وسنحصل في النهاية على دعم الفلسطينيين”، مشيرا إلى أن هذا رأي لا يشاركه فيه الكثير من الخبراء.

 ويذكر الكاتبان أن ترامب قد التقى مع غانتس يوم الاثنين بشكل منفصل، وغادر واشنطن بعد اللقاء، فيما بقي نتنياهو ليحضر الإعلان عن الخطة إلى جانب ترامب، واشتكى حلفاء غانتس من فكرة الظهور المشترك التي ستعزز من مكانة نتنياهو القريب من ترامب، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي لم يدع الصحافيين بعد لقائه مع غانتس.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى