الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف إن المجلس عازم على الحصول على نصوص المحادثات الهاتفية بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة دول أخرى، بينما وصف ترامب التحقيقات التي تستهدفه بأنها أكبر احتيال سياسي في التاريخ الأميركي.

وذكّر شيف بالمخاوف من أن يكون ترامب قد عرّض الأمن القومي الأميركي للخطر، بطريقة يعتقد أنها قد تفيده شخصيا في حملته الانتخابية.

ونقلت عن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إن الرأي العام تغير وأصبح يؤيد الآن التحقيقات الخاصة بمحاكمة الرئيس برلمانيا بعد الكشف عن معلومات إضافية بشأن مكالمة ترامب الهاتفية مع رئيس أوكرانيا.

وأشارت إلى أن لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ستأخذ الوقت المناسب في ملاحقة جميع معطيات القضية.

وأضافت بيلوسي “إنها فترة حزينة لبلدنا. ليس هناك ما يفرح في الأمر. يجب أن نحزن ونصلي لكننا سنواصل ملاحقة الوقائع لاتخاذ القرار بشأن ما إذا كان الرئيس قد انتهك الدستور الأميركي، وأنا أعتقد أنه فعل“.

وقللت بيلوسي من أهمية الاتهامات الموجهة لها بأنها تقوم بمغامرة سياسية، معتبرة أنه لا يجوز أن يخل رئيس الولايات المتحدة بالقسم الرئاسي، لأن ذلك يقوّض الأمن الوطني ونزاهة الانتخابات التي تعد ركيزة أساسية لديمقراطية بلادها، حسب قولها.

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتبين شين هاريس وجون هدسون يقول إن مقتل الصحفي جمال خاشقجي جعل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصا منبوذاً في المجتمع الدولي، وإن ترامب ساعد في إعادة تأهيله وإعادته للساحة الدولية.

وقالت الصحيفة إن ظهور بن سلمان في شهر يونيو/حزيران في قمة العشرين التي احتضنتها مدينة أوساكا باليابان وهو يقف وسط المنصة بين الرئيسين الأميركي والياباني خلال التقاط صورة تذكارية للمشاركين في القمة، ضمن لقاءات أخرى وصفقات مع زعماء خلال الحدث، يعد مؤشرا واضحا على الترحيب به مجددا، ولو على مضض، في المجتمع الدولي.

وأشارت إلى أن بن سلمان، الذي خلصت تحقيقات الأمم المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) إلى مسؤوليته عن جريمة القتل الوحشية للصحفي جمال خاشقجي، لم يكن ليحظى بذلك الترحيب من قبل زعماء العالم لولى جهود ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو التي مهدت الطريق لذلك.

ويوافق الأربعاء المقبل الذكرى السنوية الأولى لجريمة قتل جمال خاشقجي، الصحفي السعودي وكاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، في قنصلية بلاده بإسطنبول والتي هزت العالم لفرط وحشيتها.

ورغم بشاعة الجريمة وأصابع الاتهام الكثيرة التي تشير إلى مسؤولية ولي العهد السعودي عنها، إلا أن ترامب لم ينأ بنفسه عن بن سلمان بل ما فتئ هو ووزير خارجيته يؤكدان على الأهمية الاستراتيجية للعلاقة بالسعودية.

الرئيس الأميركي الذي وصف في تصريحات سابقة منطقة الشرق الأوسط “بالمكان الشرير” كما وصف جريمة قتل جمال خاشقجي بالحادث المؤسف ولم ير فيها ما يستحق التخلي عن سوق مربحة وفقا للصحيفة، لم يحاول تلطيف الطريقة البشعة التي قتل بها خاشقجي ولكنه يقيِّم علاقته بالمملكة وفقا للمنفعة المادية.

ففي مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” في شهر يوليو/  قال ترامب “لست أحمقا حتى أقول إننا لا نريد أن نتعامل معهم (السعوديين) تجاريا، وبالمناسبة، هل تعرف ماذا سيفعلون إذا لم نتعامل معهم تجاريا؟ سيتعاملون مع الروس أو الصينيين.”

وأشار الكاتبان إلى أن الوعود التي قدمها وزير الخارجية الأميركي بالتحقيق في مقتل خاشقجي ومحاسبة جميع الأطراف التي تثبت مسؤوليتها عن الجريمة لم تتحقق بعد.

ورأى ديفيد أوتاواي، الخبير في شؤون الخليج في مركز الخليج العربي في مركز ويلسون للأبحاث بواشنطن أن هدف بومبيو منذ البداية كان إنقاذ العلاقات الأمريكية السعودية وإنقاذ سمعة محمد بن سلمان في واشنطن وإعادة تقديمه كحليف مهم ضد إيران.

وأضاف “إن المسؤولين الأميركيين والسعوديين كانوا يعلقون الآمال على موت الجدل حول مقتل خاشقجي مع مرور الوقت أو أن تغطي عليه أحداث أخرى أكثر إلحاحا، مثل الهجوم الإيراني بالطائرات المسيرة والصواريخ على منشآت النفط السعودية.”

وأشار الكاتبان إلى أن بومبيو حقق نجاحا مقبولا في عملية إنقاذ العلاقات السعودية الأميركية كما حقق نجاحا في إعادة بن سلمان للساحة الدولية بعد أن كان منبذا من قبل معظم زعماء العالم بسبب الجريمة المروعة.

وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب دفعت ثمن دعمها لولي العهد السعودي والمساهمة في إعادته للساحة الدولية.

فقد حدث انشقاق في صفوف الجمهوريين بالكونغرس بعد مقتل خاشقجي بشأن دعم الولايات المتحدة للحرب السعودية في اليمن. واضطر ترامب لاستخدام حق النقض الفيتو ضد قرار من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يسعى لوضع حد للتدخل العسكري الأميركي.

وبحسب الصحيفة فقد مثل موقف الجمهوريين حدثا نادرا حيث وقفوا في صف ترامب خلال العديد من القضايا الخلافية المشابهة من قبل.

فقد كان لدى الكونغرس اعتراض على العديد من القضايا المتعلقة بالسياسات السعودية من ضمنها الحرب في اليمن وحملة بن سلمان ضد معارضيه في الرياض تحت شعار محاربة الفساد والحصار الذي فرضه على قطر، الحليفة للولايات المتحدة.

وأوردت الصحيفة تعليقا لبروس بروس ريدل، المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية الذي قال “أعتقد أن ترامب لم يكن ليواجه هذه المعارضة القوية في الكونغرس لولى قضية جمال خاشقجي.”

وخلص الكاتبان إلى أنه بالرغم من المظاهر التي توحي بجاهزية بن سلمان للعودة للمحافل الدولية في الوقت الراهن، فإن آفاق تلك العودة على المدى البعيد غير واضحة بالنسبة للسعودية.

ونقل عن معارض سعودي لم يذكر اسمه القول إن السعودية لم تعد تتصدر اهتمام كل الأطراف في الولايات المتحدة بل باتت مرتبطة بدعم ترامب، وتوقع أن تواجه المملكة ضغوطا قاسية عندما يغادر ترامب البيت الأبيض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى