الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

كشفت الصحف الأميركية الصادرة اليوم حصولها على تسجيل لمكالمة بين السفير القطري في الصومال ورجل أعمال مقرب من أمير قطر تشير إلى وقوف الدوحة وراء تفجيرات إرهابية بهدف إبعاد شركة إماراتية تدير ميناء بوصاصو في الصومال.

وقالت نيويورك تايمز إن رجل الأعمال خليفة كايد المهندي قال للسفير القطري لدى الصومال حسن بن حمزة هاشم، في اتصال هاتفي بعد نحو أسبوع من انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى محكمة في بوصاصو في مايو (أيار) الماضي، إن منفذي التفجير قاموا به «لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها.

وأدى هذا التفجير الذي تبناه فرع لـ”داعش” إلى جرح 8 أشخاص، ورجحت الصحيفة ارتباط تفجيرات أخرى في المدينة الساحلية بالهدف القطري نفسه. وقال المهندي في المكالمة التي جرت في 18 مايو إن “التفجيرات والقتل نعرف من يقف وراءهما… لقد كان أصدقاؤنا وراء التفجيرات الأخيرة”. وأضاف أن “العنف يهدف إلى جعل أهل دبي يفرون من هناك. اسمح لهم بطرد الإماراتيين، حتى لا يجددوا العقود معهم وسأحضر العقد هنا إلى الدوحة.

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لأحد صحفييها أكد فيه أن العالم يشهد الآن تراجعا للديمقراطية وصعود نجم الحكام الطغاة، لكن الكاتب يرى أن الحركات الشعبية التي تقاوم الأنظمة الاستبدادية الجديدة تتكاثر حول العالم، ضاربا أمثلة على ذلك بما يجري في هونغ كونغ، ودول مثل السودان والجزائر وشرق ووسط أوروبا.

ويستشهد جاكسون ديل نائب محرر صفحة المقالات الافتتاحية بالصحيفة بتقرير أصدرته منظمة “فريدوم هاوس” الأميركية، حيث خلص إلى أن عدد الدول التي شهدت انتكاسة في الحريات طيلة عشر سنوات متتالية يفوق عدد تلك التي توطدت فيها الحريات.

ويقول إن الحكومات المستبدة تزيد أعمال القمع، مضيفا أن الحركة الشعبوية في صعود في أوروبا والولايات المتحدة، والصين وروسيا يمثلان نماذج جديدة للديكتاتورية التي تعتمد على التقنية المتقدمة.

ويدلل الكاتب على وجود حركات مقاومة لذلك الاستبداد، ويقول إن في أفريقيا –على سبيل المثال- تواصلت الاحتجاجات الشعبية في السودان والجزائر حتى بعد الإطاحة بحكامها المستبدين.

صحيح أن النتائج الحاسمة ظلت محدودة حسب رأي ديهل، الذي يشير إلى توقيع المجلس العسكري الانتقالي في السودان اتفاقا مع قوى الحرية والتغيير لتشكيل مجلس سيادي وإرساء فترة انتقالية نحو الديمقراطية قوامها ثلاثة أعوام.

غير أنه يقول إن الكثيرين يتخوفون من أن يسعى العسكر إلى عرقلة عملية التحول الديمقراطي في تلك الدولة. أما في الجزائر، فإن قادة الجيش ظلوا يقاومون الحراك الشعبي الذي يطالب بانتخابات حرة في غضون ستة أشهر.

ورغم أن جبهة حقوق الإنسان في هونغ كونغ أجبرت السلطات الصينية على تراجع “تكتيكي”، فإن احتمالات نجاحها على المدى الطويل تبدو ضبابية.

وينقل ديهل عن لاري دايموند، الباحث في القضايا الديمقراطية بجامعة ستانفورد، اعتقاده بأن ما يحدث من حراك حول العالم يشير إلى أننا نمر “بلحظة متقلبة وربما تاريخية”، وأن الأمور تتوقف على كيفية استجابة الولايات المتحدة ودول الديمقراطيات الراسخة لتلك التطورات.

ويعرب دايموند عن اعتقاده بأن انخراط تلك الدول في مساعٍ دبلوماسية نشطة، وتقديم المساعدات؛ قد يعيد بعض الدول التي تشهد حراكا شعبيا إلى سكة الديمقراطية.

بيد أنه يستدرك قائلا إن الحكام الطغاة إذا لمسوا عدم اكتراث من قبل الدول الغربية إزاء ما يجري، أو أنها تنتهج سياسة واقعية صرفة، فإنهم سيظنون أن لديهم مجالا رحبا لكي يمضوا “في وقاحتهم” إلى أبعد ما يريدون.

على أن جاكسون ديهل يجادل في مقاله بأن الولايات المتحدة تتبنى مواقف متباينة حتى الآن تعتمد على مدى انخراط الرئيس دونالد ترامب في قضية معينة، وهو الذي يصفه الكاتب بأنه “الصديق الصدوق للجبابرة والشعبويين“.

ففي الحالة السودانية لعب المبعوث الأميركي دورا إيجابيا في دفع العسكر إلى قبول اتفاق تقاسم السلطة مع المعارضة المدنية.

ووفقا لكاتب المقال، فإن شعوبا كثيرة حول العالم ما تزال تحبذ الديمقراطية نهجا للحكم، مما يدفعها للخروج إلى الشوارع للمطالبة بها.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الشيء المهم في كل ذلك يكمن في نكوص الولايات المتحدة عن مناصرة الحركات المطالبة بالديمقراطية. ويستشهد ديهل مرة أخرى برأي دايموند حين قال “قد يكون من حسن الطالع أن نرى بعض الدول تجبر الأنظمة الاستبدادية على التقهقر حتى في غياب أي مساعدة أو تشجيع من جانب الولايات المتحدة“.

لكن مع وجود ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن انحسار الديمقراطية سيتواصل على الأرجح، بحسب مقال واشنطن بوست.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى