الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

رات الصحف الاميركية الصادرة اليوم أن أعمال التجسس تزدهر بشكل مقلق على مستوى العالم، الأمر الذي يستوجب من الأميركيين في الوكالات الأمنية الحكومية والشركات الخاصة والجامعات والمواطنين الأفراد اليقظة وتوحيد جبهتهم الداخلية، وأوضحت أن أجهزة التجسس والمعرفة الفنية أصبح توافرها سهلا، كما أصبحت القواعد والقوانين في العلاقات الدولية أضعف مما كانت في أي وقت مضى، وأصبح العالم أقل قابلية للتنبؤ وأكثر خطورة، وما حدث من تطورات في العقود الأخيرة أقل كثيرا مما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن شراء أنقرة صواريخ S-400 الروسية، على الرغم من الاعتراضات الشديدة من جانب الولايات المتحدة وأعضاء الناتو الآخرين، أدى إلى دعوات جديدة لطرد تركيا من حلف الناتو، ووفقاً لما جاء في مقال تيد غالين كاربنتر، كبير زملاء دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد كاتو، فقد “سبق أن ظهرت مثل تلك الدعوات، وكان معظمها نتيجة للاستبدادية المتصاعدة بتركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، ولكن هذه المرة كان الغضب أعمق، وأوسع نطاقاً. وعلاوة على ذلك، فإن الشكاوى ليست بسبب الممارسات الإجرامية على المستوى المحلي في تركيا فحسب، وإنما بسبب قلق الناتو أيضا لأن لديه شريكاً غير موثوق به، ويصعب بقدر كبير الاعتماد عليه، فيما يتعلق بالسياسة الأمنية”، حسب تعبير الكاتب.

وأضاف أن “قرار واشنطن بطرد تركيا من المشاركة في برنامج تصنيع مقاتلات F- 35 يعكس بالتأكيد عدم الارتياح الأميركي. وتثير مسألة سلوك تركيا الاستبدادي أسئلة أساسية حول معايير الناتو وأولوياته في القرن الحادي والعشرين”.

قال المحلل السياسي البارز ديفد إغناتيوس في مقال بصحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخوض حربا اقتصادية ضد إيران من خلال حزمة العقوبات “المشددة إلى أقصى حد” بغرض شل صادراتها النفطية، ومع ذلك فإن ترامب يريد تجنب الدخول في حرب بالأسلحة معها، خاصة أنه مقبل على عام انتخابي.

وزعم الكاتب أن “أكبر خيبة أمل” تشعر بها إيران في الوقت الراهن ربما تكمن في رفض الجيش الأميركي الانجرار وراء استفزازتها المتمثلة في أساليب التصعيد التي تنتهجها بالخليج العربي.

ويرى إغناتيوس أن إستراتيجية “التمويه” البادية للعيان والتي اتبعتها الولايات المتحدة تجلت في مواجهة ما سماه “التخبط الإيراني” الذي تبدى أول أمس الجمعة باحتجازها ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني والإفراج عن ناقلة بريطانية أخرى.

وكتب إغناتيوس مقاله هذا إثر مقابلة أجراها هو وصحفي أميركي آخر مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي أمس السبت أثناء مرافقتهما له في رحلته إلى العاصمة الأفغانية كابل آخر محطات جولته بالمنطقة.

وينقل الكاتب عن ماكينزي قوله إن الولايات المتحدة تتوخى الهدوء، ولا تريد أن تبالغ في ردة فعلها على ما يفعله الإيرانيون، مضيفا أنه “لا ينبغي أن نقع في فخ أي شكل من أشكال المبالغة“.

وبحسب الكاتب، فإن النصائح التي يسديها الجيش في مثل هذه المواقف تتناقض مع نزوات واندفاعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن ذلك لا ينسحب على ما يبدو عندما يتعلق الأمر بالمواجهة مع إيران.

وردا على سؤال إغناتيوس له عما يمكن أن يدفع الولايات المتحدة للتخلي عن سياستها “المتحفظة” طالما أنها لا تكبح تصرفات الإيرانيين، قال ماكينزي إن نصيحته باعتباره قائدا عسكريا هي الاستمرار في اتباع نهج يتجنب لفت الأنظار.

ورغم إن هذه الإستراتيجية تبدو منطقية بنظر إغناتيوس فإنها لا تجيب عن سؤال يتعلق بكيفية وضع حد لتلك المواجهة، “فإيران تشعر بأن العقوبات الأميركية تضيق الخناق عليها“.

وعندما يحس نظام ما بأنه يختنق حتى الموت فإنه يكون إزاء خيارين: إما الاستسلام أو المقاومة الشرسة، طبقا لإغناتيوس الذي ختم بأن إدارة ترامب ظلت تراهن على دفع طهران نحو الاستسلام “لكن ليس ثمة ما يوحي أن ذلك الرهان سيؤتي ثماره”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى