الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

أفادت الصحف الاميركية الصادرة اليوم بأن الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ يستعد للعفو عن عدد من العسكريين الأميركيين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب في ​العراق​ و​أفغانستان، مؤكدةً أن إدارة ترامب طلبت من ​وزارة العدل​ الإعداد الفوري للملفات اللازمة للعفو عن هؤلاء العسكريين في “يوم الذكرى” الذي تحيي فيه ​الولايات المتحدة​ ذكرى جنودها الذين قتلوا في الحروب والمعارك، وذلك على الرغم من أن عملية إعداد مثل هذه الوثائق تستغرق عادة بضعة أشهر .

كما وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تغريدة الرئيس دونالد ترامب التي توعد فيها إيران ليلة الأحد بالنهاية إذا ما فكرت الاعتداء على المصالح الأمريكية، بأنها وضعت الشرق الأوسط على حافة السكين، بعد أن شهدت التصريحات بين طهران وواشنطن حالة من الهدوء الأسبوع الماضي.

تغريدة ترامب تأتي بعد ساعات قلائل من سقوط صاروخ بالقرب من السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة بالعاصمة العراقية بغداد، ما زاد من حدة التوتر، خاصة وأن هذا الهجوم جاء بعد أيام من الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت النفطية بالسعودية.

ورغم ذلك، تقول الصحيفة في مقال تحليلي إن الخبراء يعتقدون أن كل تلك الحوادث لا تبرر التصعيد الأمريكي الذي تمثل في إرسال الولايات المتحدة مجموعة من حاملات الطائرات وقاذفات جوية في إطار محاولة واشنطن لردع طهران، كما جاء في التصريحات الأمريكية.

وبدلاً من ذلك، أثارت أنباء عمليات الانتشار رد فعل دبلوماسي ضد إدارة ترامب، حيث شدد الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط على ضرورة توخي الحذر والإصرار على أنهم لا يريدون الحرب، وبدلاً من تحريك جبهة موحدة لمواجهة دور إيران في المنطقة، بدت الجهود الأمريكية وكأنها عزفت منفرد ووحيد واستفزازي.

قال الكاتب الأميركي نيكولاس كريستوف إن السعودية تشجع الولايات المتحدة على تصعيد الأعمال العدائية ومهاجمة إيران، مشيراً إلى أن “حرب اليمن المخزية” التي بدأها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان -الذي وصفه الكاتب بـ “الأمير المجنون”- أتت بنتائج عكسية ومكنت إيران، داعياً إدارة ترمب لإنهاء الدعم الأميركي لقصف وتجويع الأطفال في اليمن، ومنع نشوب حرب جديدة.

وتساءل الكاتب في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز: هل تتجه أميركا نحو حرب ضد إيران؟ ويقول: “في الواقع، نحن بالفعل غارقون في حرب غير مبررة في اليمن، حيث نتواطأ في مقتل ما يقرب من ربع مليون يمني حتى الآن، كثير منهم من الأطفال الذين جاعوا حتى الموت“.

وأشار الكاتب إلى أنه قبل بضعة أيام قتلت قنابل -ربما أميركية الصنع- أربعة أطفال يمنيين، لافتاً إلى أن كل 12 دقيقة يموت طفل آخر في اليمن. وأضاف: “إننا (الأميركيين) نساهم في تجويع وقصف الأطفال اليمنيين بسبب عدائنا لإيران وعلاقتنا بالمملكة العربية السعودية.

وتابع الكاتب “مع تزايد التوترات في المنطقة، تشجع السعودية الولايات المتحدة الآن على تصعيد الأعمال العدائية، وتأمرها بتوجيه ضربة عسكرية على إيران، وأشار إلى أنه في عام 2015 أراد ابن سلمان أن يظهر قوته وأشعل الحرب في اليمن، معتقداً أن قواته المسلحة ستدمر الحوثيين المدعومين من إيران، لكن التدخل السعودي أدى إلى حصول إيران على نفوذ في اليمن، والتسبب في ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال الكاتب: “مع تجدد الحديث عن الصراع الأميركي مع إيران، يجب أن تكون اليمن تذكرة بأن الحروب يسهل الدخول فيها ويصعب الخروج منها. إن السعودية والإمارات هما الدولتان اللتان تسقطان القنابل على اليمن، لكن واشنطن توفر لهما الأسلحة والاستخبارات التي تسمح لهذه الحرب بالاستمرار إلى أجل غير مسمى. إن السياسة الأميركية تدعم تجويع الأطفال اليمنيين، لأن الفصيل الذي يحكمهم له صلات بإيران.

ويقول كريستوف: “إنني أكتب عن ذلك لأنني تمكنت من التسلل عبر الحصار السعودي إلى اليمن في أواخر العام الماضي، وتطاردني فكرة أن أموال الضرائب التي أدفعها تساهم في تجويع الأطفال اليمنيين حتى الموت“.

وأضاف “بحسب دراسة أجرتها الأمم المتحدة مؤخرًا، إذا انتهت الحرب هذا العام، فسوف تتسبب في مقتل 233 ألف شخص، وإذا استمرت حتى عام 2022 ستتسبب في مقتل 482 ألف شخص، وإذا استمرت حتى عام 2030، ستؤدي إلى وفاة 1.8 مليون شخص.

ونقل الكاتب عن ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، قولها: “الأوضاع تزداد سوءاً كل يوم. أي شخص يعمل اليوم في اليمن يؤمن بأن الحل الوحيد لهذه الأزمة الرهيبة التي لا معنى لها هو إنهاء النزاع. علينا أن نواجه حقيقة أنه إذا استمر القتال، سوف تكون اليمن دولة فاشلة وغير مستقرة للأجيال”. وأضافت غراندي: “كل أسرة في اليمن تقريبًا إما فقدت شخصاً، أو تعاني الجوع، أو لديها أطفال خارج المدرسة، أو تكافح الكوليرا، كما أنه من الصعب أن نفهم لماذا يبدو أن حياة الكثير من الأبرياء لا تعني الكثير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى