الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي دعا قادة في جيش بلاده إلى أن يركزوا على “الصين ثم الصين ثم الصين، وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن شاناهان أكد لهؤلاء القادة على أولوية الصين في الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة حتى في الوقت الذي تقاتل فيه أميركا حركات مسلحة في سوريا وأفغانستان .

وجاءت تصريحات شاناهان خلال أول اجتماع له مع مسؤولين بأفرع الجيش الأميركي منذ أن تولى مهام وزير الدفاع من جيمس ماتيس، الذي استقال من منصبه وغادره يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب اختلافات في الرؤى السياسية مع الرئيس دونالد ترامب، ووصف مسؤولون آخرون شاناهان بأنه مؤيد لموقف وزارة الدفاع (بنتاغون) بالتشدد في التعامل مع الصين، التي وصفتها إستراتيجية الدفاع الوطنية للعام 2018 بأنها “منافس استراتيجي“.

ونقلت عن المرشح السابق للرئاسة الأميركية والسيناتور المنتخب عن ولاية يوتا في مجلس الشيوخ الجديد ميت رومني إن حكم الرئيس دونالد ترامب بدأ في الانزلاق منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، الأمر الذي دفع ترامب لانتقاده والسخرية منه.

وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية أشار رومني إلى أن ترامب “أثار استياء حول العالم”، وقال إن رئاسته “تهاوت بشدة في ديسمبر، وتابع رومني الذي يبدأ عمله في مجلس الشيوخ ممثلا لولاية يوتا “سلوكه خلال العامين الماضيين إجمالا دليل على أن الرئيس لم يرق إلى مستوى المنصب“، وكتب يقول “تعيين أشخاص من ذوي الخبرة القليلة في مناصب كبيرة والتخلي عن الحلفاء الذين قاتلوا إلى جانبنا والادعاء الأهوج للرئيس بأن أميركا كانت بلهاء لفترة طويلة فيما يتعلق بالشؤون العالمية كلها أمور تحط من رئاسته“.

منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مبدئه السياسي “أمريكا أولاً”، والانتقادات تنهال عليه، سواء من حلفاء بلاده في الخارج، أو حتى من السياسيين في الداخل، متهمين إياه بالإسهام في عزل أمريكا عن قيادة العالم، والإضرار بمصداقيتها تجاه حلفائها.

أنتوني بلينكين الذي شغل منصب نائب وزير خارجية الولايات المتحدة من عام 2015 إلى عام 2017 ونائب مستشار الأمن القومي من عام 2013 إلى عام 2015 اتهم في مقال له بصحيفة واشنطن بوست مبدأ ترامب بأنه “جعل العالم أسوأ.

ورجع بلينكين صعود ترامب و”مبادئه المتطرفة” إلى مزاج الشارع الأمريكي، الذي كانت السياسة الخارجية هي آخر ما يخطر على باله، سواء خلال الانتخابات الرئاسية السابقة أو في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في نوفمبر الماضي.

والحقيقة بحسب الكاتب أنه مهما كان القبول الذي يكنه معظم الأمريكيين للدور العالمي الذي تبنته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، والذي بدأ يتلاشى مع انهيار الاتحاد السوفييتي وتحطم بسبب الحروب في العراق وأفغانستان والأزمة المالية لعام 2008، فإن من سيفوز في منصب الرئيس في عام 2020 سيواجه صعوبة في اجتياز سياسة ترامب.

كما سيواجه الرئيس المقبل عالماً تتزايد خطورته، ويشبه كثيراً الثلاثينيات من القرن الماضي، مع صعود الشعوبيين والقوميين والقوى الاستبدادية التي تنمو في القوة والعدوانية على نحو متزايد.

وتابع: “أوروبا غارقة في الانقسام والشك في النفس، والديمقراطية تحت الحصار وعرضة للتلاعب الأجنبي، فضلاً عن التحديات الجديدة لقرننا الحالي، من الحرب السيبرانية إلى الهجرة الجماعية إلى أزمة الاحتباس الحراري، هذه الأمور كلها لا يمكن لأي دولة أن تواجهها بمفردها، ولا يمكن أن يحويها أي جدار!”.

إن ترسيخ سياسة “أمريكا أولاً” بمزيجها من النزعة القومية والأحادية وكره الأجانب، لن تؤدي إلا إلى تفاقم هذه المشاكل، وهؤلاء الذي ينصحوننا بالانسحاب من قيادة العالم دون النظر إلى العواقب المحتملة، كما فعلنا في الثلاثينيات من القرن الماضي، يمهدون الطريق لحرب عالمية جديدة، يقول بلينكين.

فالأمريكيون عندما حافظوا على وجودهم العالمي شيدوا تحالفات قوية مع حلفائهم في الدول الديمقراطية، وشكلوا القواعد والمعايير والمؤسسات للعلاقات بين الدول، لينتج في النهاية رخاء عالمي غير مسبوق، وديمقراطية قوية استفاد منها الأمريكيون أكثر من أي شخص آخر، صحيح أنه لم يكن عالماً مثالياً ولكنه كان أفضل بكثير من البديل “الشعوبي والمستبد“.

ويضيف الكاتب: “لقد كانت الإدارات المتعاقبة تعاني من نقص في التمويل، وقد أضعف ذلك دبلوماسيتنا، ولكن ليس أكثر خطورة من الوضع الحالي، فمع وجود هيئة دبلوماسية كبيرة مستنفدة ووظائف رئيسية لا تزال شاغرة، مع تخفيضات في المساعدات الخارجية والتعريفات الموجهة لأقرب حلفائنا، وسط ثقة عالمية منهارة بالقيادة الأمريكية، فإننا نستنزف أحد أعظم أعمالنا ونفوذها، وهي القدرة على نزع فتيل الصراعات وحشد العالم للعمل الجماعي“.

ويعتقد أن “معظم الأمريكيين لا يعرفون الدور الذي اضطلع به دبلوماسيونا على مدى عقود في منع الحروب بين الدول المسلحة نووياً مثل الهند وباكستان، وبين إسرائيل والدول العربية، وبين الصين واليابان في بحر الصين الشرقي، إذ ساعدت الدبلوماسية الأمريكية على إنهاء الحرب الباردة، وإعادة توحيد ألمانيا، وبناء السلام في البلقان“.

كما قادت دبلوماسية الولايات المتحدة الآخرين إلى البدء بمعالجة التغير المناخي، ومنع انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة وباء الإيبولا، ومواجهة تنظيم “داعش” والمساواة الاقتصادية والاجتماعية، لذلك يمكن للدبلوماسية الأمريكية أن تنقذ تريليونات الدولارات، وآلاف الأرواح.

ومع اشتداد المنافسة الجيوسياسية، يجب علينا أن نعمل وفق “دبلوماسية الردع”، فالكلمات وحدها لن تثني فلاديمير بوتين عن “وحشيته”، كما يتعين علينا اتخاذ خيارات صعبة حول أفضل السبل للدفاع عن مصالحنا، وتحقيق التوازن الصحيح للتحديث والاستعداد والقدرات غير المتماثلة وهيكل القوة. بصرف النظر عن الصيغة التي نختارها، يجب أن نقنع المنافسين والخصوم بأن محاولة تحقيق أهدافهم بالقوة ستفشل، وأن لديهم المزيد من المال من خلال التعاون السلمي والتنمية الاقتصادية أكثر منها من خلال العدوان، بحسب بلينكين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى