الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

لفتت الصحف الاميركية الصادرة اليوم الى ان البيت الأبيض إلى صفقة من أجل إنقاذ النظام السعودي وخاصة ولي العهد محمد بن سلمان، المتهم بإصدار أمر اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وتقضي الصفقة بأن تطرد الولايات المتحدة الداعية التركي فتح الله غولن، مقابل تخفيف تركيا ضغوطها على السعودية في إطار قضية اغتيال خاشقجي .

ونقلت شبكة “ان بي سي نيوز” الأميركية عن مسؤولين أميركيين رسميين ومصدرين آخرين مطلعين على الموضوع، قولهم إن البيت الأبيض يبحث في طرق لطرد غولن من أجل استرضاء تركيا. وتسعى إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى البحث عن وسيلة قانونية من أجل طرد غولن، بهدف إقناع إردوغان بتخفيف الضغط عن النظام السعودي، حسبما أكدت المصادر الأميركية الأربعة.

وقال الأربعة إن هذا الجهد يتضمن توجيهات إلى وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي تفيد بأن المسؤولين يعيدون فتح قضية تركيا لتسليمه ، بالإضافة إلى طلب لوزارة الأمن الداخلي للحصول على معلومات حول وضعه القانوني، علما أن غولن لديه إقامة في الولايات المتحدة (غرين كارد). ورفض موظفون كبار في هذه الوزارات طلب البيت الأبيض بشأن احتمال طرد غولن، كما أثار الطلب غضب الموظفين المسؤولين. فيما رفضت الوزارات المذكورة وكذلك محامي غولن التعقيب.

علقت واشنطن بوست أن الحكومة الإسرائيلية كانت على وشك الانهيار أمس، بعد أن اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقفا لإطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وأشارت إلى أن القرار أوقف اندلاع العنف الذي استمر أكثر من 24 ساعة بين الجانبين.

ورأت الصحيفة أن وقف إطلاق النار يخمد صراعا كان من الممكن أن يكون خاسرا للطرفين، ويفتح الطريق لهدنة أكبر يمكن أن تخفف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة؛ وأشادت بتبني نتنياهو هذا الموقف بالرغم من تكلفته السياسية.

وأشارت إلى أن نتنياهو كان يعمل مع الأمم المتحدة ووسطاء مصريين على خطة لإنهاء شهور من الصراع المتقطع على طول الحدود بين إسرائيل وغزة، وأنه خلال الخطوات الأولى بدأ الوقود المدفوع ثمنه من قبل قطر يتدفق عبر الحدود إلى محطة الكهرباء في القطاع، مما يزيد من إمدادات الطاقة إلى المنازل لتبلغ 12 ساعة يوميا، ويسمح لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي باستئناف عملها.

وأضافت أن إسرائيل سمحت لقطر الأسبوع الماضي بتزويد إدارة حماس بمبلغ 15 مليون دولار نقدا، مما سمح بدوره لموظفي الخدمة المدنية والشرطة بتلقي دفعات الرواتب، وفي المقابل تحركت حماس لتقليص الاحتجاجات والهجمات التي تشنها على طول الحدود.

قال فيليب جيرالدي ضابط المخابرات السابق والمدير التنفيذي لمجلس ناشونال إنترست حاليا إن إسرائيل هي التي خرجت ظافرة من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي التي أعلنت نتائجها قبل أيام قليلة.

وأكد في مقال بموقع “أونز ريفيو” للتحليلات السياسية أن وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة قطعت بأن إسرائيل لم تكن قضية ذات شأن في تلك الانتخابات، إلا أنه يرى أنها احتلت مكانة بارزة في أحاديث المترشحين عندما كانوا يتوددون للناخبين اليهود والإنجليكانيين.

ومن الأمثلة التي أوردها عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا رون دي سانتيس الذي انتقد أندرو غيلام عمدة تلهاسي عاصمة فلوريدا خصمه في انتخابات اختيار حاكم الولاية بسبب تلقيه دعما من الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل (بي دي إس).

ويزعم دي سانتيس أن إسرائيل ليست هي المشكلة في الشرق الأوسط بل الحل للعديد من المشاكل التي تعيق المنطقة، وهو من كان وراء الاقتراح الذي يطالب الولايات المتحدة بالاعتراف بمرتفعات الجولان السورية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل.

ويرى جيرالدي في مقاله أن رون دي سانتيس وأمثاله من السياسيين “الطموحين” ينطلقون في دفاعهم عن إسرائيل من مصالح سياسية شخصية ليس من بينها ما يفيد ولاية فلوريدا أو الولايات المتحدة.

غير أنه يؤكد أن الجماهير غير المطلعة على دقائق الأمور تنطلي عليها مثل تلك الحجج، لأنها مغيبة تماما بفضل انحياز وسائل الإعلام الصارخ لصالح إسرائيل “مما يتيح استمرار الدعم غير المشروط للدولة اليهودية دون رقابة وبلا منازع“.

وما كان للأميركيين قط أي خيار للتصويت بشأن “العلاقة الخاصة” التي تحظى بها إسرائيل مع الولايات المتحدة، ذلك أنه ما كان لعضو في الكونغرس أن يجرؤ على إبداء معارضته لها حتى لا تتعرض صورته للتشويه في وسائل الإعلام ويجد نفسه أمام خصم تغدق عليه أموال التبرعات على نحو غير معهود من مصادر خارج ولايته.

ومن المفارقة -برأي كاتب المقال- أنه بينما كانت حملات التجديد النصفي الانتخابية تشارف على الانتهاء “بدأت بعض تقارير الصحافة الاستقصائية الجادة تكشف إلى أي مدى تفسد إسرائيل والمجموعات اليهودية العملية السياسية في الولايات المتحدة بتقديمها “دعما غير محدود لكل ما يسعى إلى تحقيقه (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وعصابته من مجرمي الحرب المثيرين للاشمئزاز“.

ولعل أفضل تجليات عملية الإفساد تلك التي تتمثل في سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه قطاع غزة، حيث تستخدم قناصة الجيش في قتل المحتجين الفلسطينيين العزل.

ولا تجرؤ واشنطن على الاحتجاج على جريمة الحرب الاستفزازية فحسب، بل تدعمها وتحض سفيرها لدى إسرائيل ديفد فريدمان على تبريرها بذريعة أنها كانت ردا “محسوبا ومناسبا”، حسب وصف جيرالدي.

ثمة مسألة أخرى ارتأت واشنطن أن تغض الطرف عنها ألا وهي ترسانة إسرائيل النووية التي يعتقد أنها تضم نحو مئتي رأس حربي، هذا بينما ينص القانون الأميركي على أن أي دولة تحوز ترسانة أسلحة نووية غير معلنة لن تحصل على أسلحة أميركية الصنع أو أي نوع من أنواع المساعدة.

ويمضي جيرالدي -الذي كان يعمل ضابطا عسكريا كبيرا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)- إلى القول إن الكونغرس والبيت الأبيض يتظاهران بعدم وجود ترسانة إسرائيلية نووية على الرغم من أن الإسرائيليين أنفسهم أقروا ضمنا أكثر من مرة بامتلاكها.

وبدلا من أن تقطع الولايات المتحدة عنها المساعدات زادتها لتصل حاليا إلى 3.8 مليارات دولار في العام مع ضمان استمرارها طوال السنوات العشر المقبلة مع وجود أموال إضافية متاحة لها إن هي احتاجت لها.

وتطرق الكاتب بشيء من التفصيل إلى التحقيقين الاستقصائيين اللذين أجرتهما شبكة الجزيرة الإخبارية قبل بضع سنوات، وتناول التحقيق الأول نشاطات اللوبي (جماعات الضغط) الإسرائيلي في بريطانيا، في حين ركز الثاني على اللوبي في الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى