الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

ابرزت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصريحات مبعوث الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إن الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون على المدن الإسرائيلية يجب أن يدينها الجميع، لافتة إلى أن هذه الهجمات تجبر إسرائيل مرة أخرى على القيام بعمل عسكري للدفاع عن مواطنيها .

وأضاف غرينبلات: “نحن نقف مع إسرائيل بينما تدافع عن نفسها ضد هذه الهجمات، ولقد سئم العالم من عنف حماس وعنف الجهات الفاعلة الأخرى السيئة في غزة هذا العنف يؤثر على أي مساعدة حقيقية لشعب غزة، وتابع: “حماس تستمر في أنشطتها وتثبت أنها لا تهتم فعلاً بفلسطينيي غزة وأن اهتمامها الوحيد هو استخدامهم لأغراض سياسية وحتى الأرواح الفلسطينية تبدو غير مهمة لها”.

قالت صحيفة واشنطن بوست إن إسرائيل وليس سواها هي التي تلقي بحبل النجاة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في وقت يسعى فيه للإفلات من عواقب جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

وذكرت الصحيفة في مقال لجاكسون ديهل –أحد كبار محرريها- أنه ما من أحد كان يظن أن إسرائيل ستقف إلى جانب ولي العهد السعودي، الذي يصفه الكاتب بأنه أحدث نسخة (للرئيس العراقي السابق) صدام حسين، وأنه رجل “باطش” ترفض حتى شركات الضغط (اللوبيات) في واشنطن قبول أمواله.

ونوه المقال إلى أن الحكومة الإسرائيلية ظلت تلتزم الصمت طوال شهر كامل بعد اختفاء خاشقجي في سفارة بلاده في إسطنبول بتركيا. ورغم أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أقر بعد ذلك بأن ما حدث في القنصلية السعودية عمل “شنيع”، فإنه قال إن “من المهم للغاية لاستقرار العالم… أن تبقى السعودية مستقرة.

وقد فسر سفير إسرائيل لدى واشنطن رون ديرمر تصريح نتنياهو قائلا إنه قصد بذلك أن على الولايات المتحدة “ألا تستبدل صالحا بطالح”، في إشارة إلى الأمير محمد بن سلمان.

وتساءلت الصحيفة ما الدافع وراء إلقاء حبل نجاة لقاتل؟ وتجيب هي نفسها بأن أزمة خاشقجي بالنسبة لنتنياهو تهدد بتقويض استراتيجية للمنطقة بُنيت بعناية حول ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

والفكرة من وراء هذه الاستراتيجية تتمحور في تشكيل تحالف بحكم الواقع يضم إسرائيل “والجيل الجديد من الطغاة السنة في الشرق الأوسط” لمواجهة إيران وتسخير الولايات المتحدة كقوة تدعمه.

وكفائدة جانبية فإن محمد بن سلمان سيؤيد خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط التي لم يُكشف عنها النقاب بعد، لكنها تهدف إلى إرغام الفلسطينيين على الرضوخ لشروط إسرائيل.

ومضى الكاتب إلى القول إن إسرائيل لها تاريخ طويل في تعهد “الطغاة الأشرار” والإدارات الأميركية بالرعاية. بيد أن مشكلة نتنياهو تكمن في أن الرهان بكل ثقله على محمد بن سلمان وترامب يحمل في طياته مخاطرة كبيرة مع طرفين فاعلين لكنهما غير متزنين.

وفي حال نجا محمد بن سلمان من جريمة خاشقجي –وهو ما يرجحه جاكسون ديهل في مقاله- فإنه سيصبح “ضعيفا ومتحفظا، ولن يقوى على إقناع الفلسطينيين بخطة ترامب للسلام“.

وبحسب الكاتب، فهناك احتمال كبير أن يقطع الكونغرس الدعم الأميركي عن السعودية في قصفها اليمن. أما ترامب فستضعف سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب موقفه، وكذا الحال بالنسبة لنتنياهو.

ثم إن التأييد الذي كانت تحظى به إسرائيل من الحزبين الأميركيين الكبيرين سيتبخر عندما يتعلق الأمر برئيس وزرائها الحالي الذي ناصب يوما الرئيس السابق باراك أوباما العداء، وفق المقال.

إن العديد من النواب الجمهوريين والديمقراطيين –برأي المقال- سينفرون من “استعطافات” نتنياهو نيابة عن محمد بن سلمان، كما أن منظر نتنياهو وهو يلتمس الصفح عن “طاغية عربي” من جريمة قتل من شأنه أن يضاعف الضرر على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى