الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

لا يزال اختفاء ومصير الصحفي المعروف جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يهيمن على صحيفة واشنطن بوست التي أفردت اليوم افتتاحية ومقالا على جانب كبير من الأهمية لكشف غموض اختفائه وتداعيات ذلك على العلاقات التركية السعودية .

وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها بأن ثلاث حكومات -إشارة إلى السعودية وتركيا والولايات المتحدة- عليها الآن مسؤولية لا مفر منها لكشف غموض اختفاء خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية يوم الثلاثاء الماضي، خاصة بعد تواتر الأخبار من مصادر مجهولة في تركيا قالت إن المحققين الأتراك يعتقدون أنه قتل داخل القنصلية.

وقالت إنه إذا صح هذا الأمر فهذه جريمة شنيعة أن يغتال صحفي داخل قنصلية بلاده على أرض أجنبية، واصفة إياه بأنه شيء لم يسبق له مثيل في العصر الحديث.

وألمحت الصحيفة إلى إصرار السعودية على أن خاشقجي غادر القنصلية بعد زيارة قصيرة يوم الثلاثاء، لكنها لم تقدم أي دليل يدعم ذلك.

وأشارت إلى أنه وسط التصريحات المتضاربة ظهر جدول زمني مشؤوم في بعض التقارير بأن خاشقجي ذهب إلى القنصلية يوم 28 سبتمبر/أيلول في أول محاولة لإنهاء بعض الأوراق الروتينية، وطلب منه العودة الأسبوع التالي، ثم وصل 15 مسؤولا سعوديا إلى إسطنبول “على وجه التحديد للقتل”، وفقا لمصادر نقلها عنها مراسل الصحيفة في إسطنبول كريم فهمي، ثم دخل خاشقجي القنصلية مرة أخرى يوم الثلاثاء الماضي ولم يخرج منها.

كشف صحيفة نيويورك تايمز النقاب عن وجود تحقيقات حيال ضلوع شركة أمن واستخبارات إسرائيلية في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، وإقدام شخص مقرب من ترامب على التوجه للشركة والحصول على عروض للاستعانة في خدماتها.

ووفقا للصحيفة فإن المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت عام 2016، يحقق في إذا ما كانت شركة استخبارات أمنية إسرائيلية ضالعة ومتورطة في الحملة الانتخابية للرئيس ترامب.

وبحسب المعلومات فإن فريق المحقق مولر جمع وثائق ومستندات تبين أن الشركة الإسرائيلية اقترحت على حملة ترامب لجمع معلومات لتشويه سمعة مرشحين آخرين داخل الحزب الجمهوري ولإنشاء حسابات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل تشويه سمعة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وذكرت الصحيفة أن طاقم التحقيق لمور طلب رسميا من الشرطة الإسرائيلية مصادرة أجهزة الحواسيب التابعة لشركة الاستخبارات والتي لها علاقة بالتحقيق.

كما تابعت الصحيفة أنه في ربيع عام 2016، حدث الاتصال والتواصل ما بين ريك غيتس، وهو نائب مدير الحملة الانتخابية لترامب، وشركة استخبارات وأمن إسرائيلية اسمها “Psy-Group”.

ويستدل من المعلومات التي جمعها فريق مولر، أن من بادر للاتصال التواصل بين الشركة الإسرائيلية وحملة ترامب، المستشار السياسي الجمهوري، جورج بيرنبوم، الذي عمل لدى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو في تسعينيات القرن الماضي، حيث بقي على اتصال ومقربة من شخصيات سياسية رفيعة في إسرائيل.

واقترح بيرنبوم على غيتس الاستعانة في خدمات الشركة الإسرائيلية ” Psy-Group”، وبعد وقت قصير من اقتراح بيرنبوم، أرسلت الشركة العديد من العروض التجارية للحملة لمهاجمة خصوم ترامب السياسيين.

واستعرضت الصحيفة العروض التي قدمتها الشركة الإسرائيلية، حيث كان العرض الأول هو إجراء حملة مستهدفة ضد السناتور الجمهوري تيد كروز، الذي كان المنافس الرئيسي لترامب في ذلك الوقت في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.

وبموجب العرض، فإن الشركة الإسرائيلية، اقترحت فتح حسابات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلالها نشر رسائل ومضامين سلبية ضد كروز. حيث كان من المفترض أن توجه حملة التشويه إلى مندوبي المؤتمر الجمهوري. وقد تناولت الشركة بالتفصيل كيفية جمع المعلومات عن المندوبين من خلال الشبكات الاجتماعية وتهيئة الرسائل التي تهدف إلى التأثير على أولوياتهم السياسية والثقافية.

بالإضافة إلى تشغيل الحسابات المزورة ضد كروز، تضمن اقتراح الشركة الإسرائيلية أيضا إشارة غامضة إلى “معلومات استخبارية فريدة” كان من المفترض أن تأتي من “مصادر سرية”، علما أنه لم يكن واضحا ما هي المصادر التي تعتزم الشركة استخدامها ضد كروز.

ولكن في الوثائق التي حصل عليها تحقيق مولر، يتم ذكر كل من المصادر الإلكترونية وغير الإلكترونية. ووفقا للصحيفة، فإن حملة ترامب لم تقبل في نهاية المطاف هذا الاقتراح.

ومن بين الاقتراحات الأخرى التي قدمتها الشركة للحملة الانتخابية لترامب، كانت “التلاعب عبر شبكات التواصل الاجتماعي” من أجل الإضرار بصورة هيلاري كلينتون، التي ظهرت في ربيع عام 2016 كشخص قوي ينافس ترامب في الانتخابات الرئاسية.

بدا مقترح الشركة الإسرائيلية للعمل ضد كلينتون مماثلا للمقترح الذي قدمته ضد كروز. إلا أن الوثائق تسلط الضوء على مقترح يدعو إلى الاستخدام المكثف للحسابات المزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي بغرض تكثيف الحجج والسجال الداخلي بين أوساط اليسار الأميركي.

تجدر الإشارة إلى أن التحقيق الذي أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية بعد الانتخابات، أظهر أنه في الأسابيع الحاسمة من الانتخابات، استخدمت روسيا آلاف الحسابات المزورة التي نشرت رسائل يسارية ضد كلينتون، من أجل جعل الناخبين اليساريين لا يصوتون لها أو لإعطاء صوتهم لحزب الخضر.

وكان عدد الأصوات التي تلقاها حزب الخضر في ثلاث دول رئيسية التي حسمت الانتخابات لصالح ترامب -ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا -أعلى من الفجوة بين ترامب وكلينتون في تلك البلدان.

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنه على الرغم من أن الحملة الانتخابية لترامب رفضت العرض على الأرجح، إلا أنه في آب/ أغسطس 2016 عقد اجتماع بين مؤسس الشركة، وهو مواطن إسرائيلي أسترالي يدعى جويل زامل، وابن المرشح ترامب دونالد ترامب جونيور.

ووفقا للصحيفة، عقد الاجتماع في برج ترامب في مانهاتن، وحضره في وقت لاحق جورج نادر، أحد كبار مستشاري حكومة الإمارات العربية المتحدة. ووفقا للتقرير، أعطى نادر زامل دفعة تبلغ حوالي 2 مليون دولار، بظروف غير واضحة، علما أن هذه الدفعة هي في محور تحقيقات فريق مولر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى