الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

اعتبرت الصحف الأميركية الصادرة اليوم أن الخلاف السعودي الكندي الراهن يظهر مدى هشاشة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي سعى في الأوساط السياسية والاقتصادية الدولية لتسويق رؤيته للإصلاحات في المملكة، وذكرت أنه خلال اجتماع محمد بن سلمان مع صحفييها ومحرريها في مارس/آذار الماضي، أكد أنه يسعى لإطلاق تحول اقتصادي يجعل من كامل الشرق الأوسط “أوروبا المقبلة“.

لكن الصحيفة ترى أنه بات يـنظر إلى ابن سلمان على أنه المحرك لسياسة خارجية غير متماسكة وفاشلة بدرجة كبيرة، من عناوينها حصار قطر والحرب المدمرة في اليمن ومحاولته الخرقاء للتعاون مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، حيث يسود عدم ارتياح متزايد إزاء موافقة ابن سلمان على تبني ترامب للموقف الإسرائيلي بالكامل.

ووصفت نيويورك تايمز الخلاف السعودي الكندي بالبشع وتقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يكون بقطع علاقات بلاده مع كندا قد قوّض الإصلاحات التي يقوم بها في بلاده، وإن هذا الخطوة يقوم بها عادة الطغاة المتخلفون لإسكات منتقديهم، واضافت الصحيفة أنه من عادة الدول أن ترفض الانتقادات الخارجية، غير أن هذا الرد (الانتقامي) السعودي يعتبر عدوانيا بشكل لا داعي له، ويهدف بوضوح إلى ترويع النقاد وإسكاتهم، بل إن من شأن هذه الخطوة في الماضي أن تثير على الفور معارضة قوية وموحدة من الغرب.

يقول الكاتب جيت هير -في مقال نشرته له مجلة نيو ريبابليك الأميركية إن الولايات المتحدة تتغاضى عن السعودية، بينما تقوم الأخيرة بالتحالف مع تنظيم القاعدة في اليمن.

وتقول الرواية الرسمية الأميركية إن الولايات المتحدة تدعم السعودية في حرب على جبهتين في اليمن، واحدة ضد المجموعة المسماة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأخرى ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

لكن تقريرا صارخا من وكالة أسوشيتد برس يناقض هذه الرواية، حيث يقول إن الرياض تعتبر أن جماعة الحوثي وإيران تشكلان تهديدا كبيرا، ولذا فإن السعوديين تبنوا سياسة إشراك مقاتلي القاعدة وتشكيل تحالف فعلي مع التنظيم في شبه الجزيرة العربية.

ويدرك الجيش الأميركي هذا التحالف السعودي مع تنظيم القاعدة -وفق ما يشير تقرير أسوشيتد برس- لكنه قرر غض الطرف عنه وتجاهله.

ويقول الكاتب إن هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها واشنطن نفسها تدعم تحالفا فعليا بين الرياض والقاعدة، مضيفا أن نسخة سابقة من هذا التحالف أدت في ثمانينيات القرن الماضي إلى استيلاء حركة طالبان على أفغانستان وإلى هجمات سبتمبر/أيلول 2001 وإلى الحرب العالمية على الإرهاب.

ويؤكد تقرير الوكالة أن التحالف الذي تقوده السعودية “أبرم صفقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة، وأنه دفع المال لبعضهم من أجل تركهم المدن والبلدات الرئيسية، وأنه ترك آخرين منهم يتراجعون بأسلحة ومعدات ورزم من الأموال المنهوبة“.

ويضيف أن “هذه التسويات والتحالفات سمحت لمقاتلي القاعدة بأن يبقوا ليقاتلوا في وقت آخر، وسط مخاطر من أن يقوموا بتعزيز قوة الفرع الأكثر خطورة لشبكة الإرهاب التي نفذت هجمات 11 سبتمبر“.

ويقول المشاركون الرئيسيون في هذه التسويات إن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه الترتيبات، وإنها قامت بتعليق أي هجمات لها بطائرات دون طيار.

ويضيف الكاتب أن مايكل هورتون الباحث بمؤسسة جيمستاون يقول إن عناصر الجيش الأميركي يدركون بوضوح أن الكثير مما تفعله بلادهم في اليمن يساعد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأن هناك قلقا كبيرا بهذا الشأن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى