مقالات مختارة

من عواقب الوقوف ضد رئيس الحكومة خوف أعضاء الليكود: دان مرغليت

 

في قصيدة «ملك سيئ» عن ملك هزيمته في المعركة قريبة، كتب حاييم غوري أبيات في المقدمة تفطر القلب: «رأيناك في المركبة/ تم إيقافك حسب طلبك أمام آرام/ حتى لا ينهار رجالك». صحيح أن بنيامين نتنياهو غير موجود بعد في المرحلة النهائية لحربه القانونية على الحكم، ولكن من رآه في ظهوره في التلفاز يوم الثلاثاء شعر بأنه يقترب من نقطة اللاعودة .

لم يكن نتنياهو كما كان بالأمس. لقد ظهر من دون القوة والغطرسة وصفة الساحر، بل كمن يلتصق عبثا بعربة الحكم، وكمن شاخ فجأة، وكمن رويدا رويدا يدخل إلى وعيه فهم أن مكائده لم تعد تساعد.

ربما يكون أدق وصف نتنياهو، كمن نزل عليه فجأة خوف كبير. على مدى فترة طويلة، قام ببناء أنظمة الدفاع التي استندت إلى الأقزام الذين لعنوا كل من قام بانتقاده في الشبكات الاجتماعية. وعلى فظاظتهم، أقام إدعاءه المعتاد أيضا من قبل والده وكأنه مطارد، والده بن تسيون، وعلى رأس الهرم أعلن كمتحدث ساحر وسياسي، قادرٍ على كل شيء، بأنه سينتصر على كل أعدائه. التوقعات بأنه سينجح أيضا في الانتخابات القادمة، إذ قام بدور مهم في نتائج الاستطلاعات التي وعدته بأن هذا سيحدث حقا. توقعٌ يجسد ذاته.

تسبب رئيس الحكومة كذلك، بأن كل وزراء الليكود وأعضاء الكنيست في الحزب يقفون من ورائه، أو على الأقل الحفاظ على حق الصمت، عندما تم الكشف عن أفعاله المشكوك فيها كمخالفات جنائية، لئلا يحدث لهم أمر سيئ منه أو من أبناء عائلته. قام هؤلاء بتشجيع مراسلين للكتابة عنه بما يهمسون لهم بأنه ليس للنشر في محادثات خاصة. كان يمكن لنتنياهو أن يكون معزولا لو أنه وجد شخصا في الائتلاف رمى نفسه على الجدار السياسي الشائك وقام بتحدّيه. شيء ما يشبه الخطوة التي اتخذها إيهود باراك عندما أجبر إيهود أولمرت على الاستقالة، وإلا فإنه سيرى حل حكومته.

لماذا لا يتجرأ يولي إدلشتاين وجلعاد أردان وتساحي هنغبي وإسرائيل كاتس؟ لماذا حتى نفتالي بينيت تقدم خطوة ونصف فقط، ثم كبح نفسه؟ خلال شهرين كان للشركاء؛ نفتالي بينيت وموشيه كحلون وأفيغدور ليبرمان، فرصة أن يشيروا لنتنياهو صوب باب الخروج. مع جملة الاتهامات التي تعيق أداء وظيفته في كل المجالات، وعلى ضوء الاحتمال الكبير لازدياد هذه الاتهامات، لم يعد جديرا بقيادة دولة إسرائيل. نجح نتنياهو بقدرته الطبيعية في وضع شرح مشوه في القاموس السياسي، يبين أن إخراجه من بيت رئيس الحكومة، يعتبر انقلابا سياسيا ضد اليمين. لا يوجد شيء كهذا. فاز اليمين بالانتخابات، ويمكنه الإمساك بدفة الحكم حتى العام 2019. نتنياهو مجبر على الاستقالة، في حين أن زملاءه يستطيعون تشكيل حكومة جديدة. يمكن الافتراض أن المعارضة ستمنحهم مائة يوم خالية من التصويت على حجب الثقة في الكنيست.

تعتقد أغلبية ساحقة في الائتلاف أن نتنياهو هو شخص باحث عن الملذات ومتغطرس وطاغية وخطير على الديمقراطية وسلطة القانون، وهو مستعد لأن يدوس ويسحق فقط من أجل البقاء قرب عجلة القيادة، وأن يكذب من دون أن يرف له جفن. ولكنهم مثله اعتقدوا حتى أول أمس، بأن شيئا لن يخترق سوره الحصين. استخدم رئيس الحكومة التخويف منه، وهم خافوا من تحديه.

إلى حين تحول شلومو فلبر إلى شاهد ملكي. ليس فلبر موظف دولة فحسب، بل كان الابن العزيز لنتنياهو في لب سلوك رئيس الحكومة. إذا سمح فلبر لنفسه بالوقوف إلى جانب سلطة القانون، فمن المحتمل أن يكون شهر آذار مميزا بفقرة من وثيقة إستر التي تقول «إذا بدأ الجيش بالسقوط أمامه، فلن تقدر عليه لأنك ستسقط قبله».

كل ذلك لأنه لا يوجد سبب لعدم انضمام «أبناء أعزاء» مثل إسحاق مولخو ودافيد شمرون إلى صديقهم فلبر، وأن يحرروا دولة إسرائيل من عائلة نتنياهو.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى