مقالات مختارة

تحرك صهيوني في موسكو حول البلوك التاسع احمد حاج علي

في سياق إستمرار التهديدات الصهيونية للبنان و ثروته من نفط و غاز شهدت الساحة الروسية تكثيفاً لنشاط السفارة الصهيونية بعد زيارة نتنياهو الأخيرة و تصريحات وزير الحرب ليبرمان، ففي زيارة من زياراته الأخيرة للخارجية الروسية التقى خلالها نائب الوزير ميخايل بوغدانوف ذكر سفير الكيان الصهيوني غاري كورين بأن “أسرائيل” صديقة مميزة لروسيا التي لن تُعَرِض مصالحها للخطر و لينذر بخطورة تصريحات مسؤولين لبنانيين يستعملون روسيا “فزاعة” ضد “اسرائيل” معلنين لبنان في مصاف الدول النفطية مع قرب تاريخ التاسع من شباط 09 شباط موعد تبادل وثائق العقود الموقعة بين الحكومة اللبنانية والشركات الأجنبية توتال الفرنسية، نوفوتيك الروسية وأيني الإيطالية.

ونقل غاري كورين لبوغدانوف تلك التصريحات اللبنانية التي ورد فيها أن “إسرائيل” لن تجرؤ على التعدي على البلوك التاسع لأن شركة روسية “نوفوتيك” ملتزمة العمل فيه

   السفير الصهيوني لدى روسيا زار الشركة الروسية المعنية إستكمالاً لحملة العدوان على نفط وغاز لبنان و تحدث لكبار مسؤوليها معترضاً على التصريحات اللبنانية معرباً عن خشية “اسرائيل” في أن، تكون تلك التصريحات مبنية على وعود من الشركة الروسية بالعمل على البلوك التاسع لمصلحة لبنان، رغم الخلاف مع اسرائيل عليه!

   مسؤول رفيع في الشركة الروسية أبلغ سفير الكيان الصهيوني استغرابه من هذا الكلام موضحاً أن حصة الشركة الروسية تبلغ ٢٠٪؜ فقط في هذا البلوك بينما حصة شركة “أيني” الإيطالية تبلغ اربعين بالمئة و حصة شركة توتال الفرنسية كذلك و يفترض أن تبدأ توتال و أيني أعمال الحفر و التنقيب وليس نوفاتيك قبل بدء إستثمار الحقل عمليا و دخول عمل الشركة الروسية حيز التنفيذ.

   أي أن البدء في الأعمال التمهيدية قبل إستثمار البلوك التاسع مرتبطة بدول أخرى صديقة للكيان الصهيوني هي فرنسا و ايطاليا مما يثير الاستغراب الروسي لتوجيه السؤال الى الشركة الروسية أو للخارجية الروسية بينما الأمر متعلق بشركات دول حليفة لإسرائيل!

و رفض المسؤول الروسي إعتبار دور شركته خصوصاً وروسيا عموماً فزاعة ضد “إسرائيل“.

و يرجح المراقبون إرتباط التهويل والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة بإتهام حزب الله ببناء “منشآت ايرانية لصناعة الصواريخ في لبنان” بملف النفط والغاز عموماً والبلوك التاسع خصوصاً.

    الوفد العسكري، الأمني، الدبلوماسي الروسي الزائر للكيان العبري في 31 كانون أول الماضي كانت له مهمة أمنية دقيقة فيها جوانب نفطية وغازية و يذكر أن الوفد ترأسه سكرتير الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف وضم إضافة للعسكرين و الأمنيين نائب وزير الخارجية ميخايل بوغدانوف في إشارة للطابع الدبلوماسي المختلط بالعسكري والأمني للزيارة المرتبطة بطبيعة تطورات مسار الأمور ميدانياً في سوريا من جهة تزامناً مع إعلان نجاح مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري واقتراب موعد إطلاق عملية إستخراج كنوز النفط و الغاز من بلوك المياه اللبنانية الإقليمية التاسع.

و سرعان ما أتى الرد الروسي عملياً على تهديد المصالح الروسية بحث وزارتي الدفاع و الخارجية والأجهزة الفدرالية للسلطات التنفيذية المعنية على الإسراع في توقيع أتفاقية التعاون العسكري الأمني بين حكومة الإتحاد الروسي وحكومة الجمهورية اللبنانية الأمر الذي يسمح بموجبه للسفن او الطائرات لحربية الروسية بإستخدام الموانيء و المطارات اللبنانية فضلاً عن تبادل المعلومات في مجالات مكافحة القرصنة و الإرهاب وإجراء المناورات الحربية و الأمنية المشتركة بهدف حماية مصالح البلدين ما يعني أن الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية ستكون منطقة عمل للقوات البحرية و الجوية الروسية و بالتالي ستصبح روسيا معنية بتوفير أمن و سلامة قواتها من أي خطر يهدد المصالح المشتركة للبلدين ومنها و أهمها المنشآت النفطية ومنصات الغاز التي ستشارك في بنائها شركة نوفاتيك و شركات روسية أخرى. وسيمتد بذلك النفوذ الأمني العسكري الروسي من سوريا الى لبنان بشكل يؤكد الترابط الأمني الإقليمي لتصبح روسيا الضامن الأوحد للشركات الأوروبية والغربية الأخرى المشاركة في إستثمار حقول النفط و الغاز في لبنان.

وتعتبر المصادر الروسية العليمة ان العبرة ستكون في استجابة السلطات للفرصة الثمينة عبر استعجال التوقيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى