مقالات مختارة

هنية على بؤرة الاستهداف الإسرائيلية: ايال زيسر

 

لمن لا يزال يحتاج إلى برهان بأنهم في البيت الأبيض غيروا القرص، جاء الإعلان الأمريكي عن إدراج إسماعيل هنية في القائمة السوداء لنشطاء الإرهاب، وأفاد بأنه في واشنطن يوجد رب بيت جديد، يقصد بجدية ما يقول، غير مستعد لأن يعرقله أحد او يتصرف معه بغير احترام، رب بيت يطلق النار أولا وبعد ذلك يتحدث .

إن الخطوة الأمريكية ضد هنية هي خطة رمزية في أساسها، إذ ينبغي الافتراض أن ليس لزعيم حماس أملاكًا في الولايات المتحدة يمكن للإدارة أن تضع يدها عليها. كما يمكن السؤال كيف يمكن لشخص مثل هنية ألا يكون قد ضم حتى الآن إلى القائمة السوداء.

ولكن بعد كل هذا فإن الرسالة من واشنطن واضحة: هنية وحماس هما جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل. وليس لإدارة ترامب أية نية «لعناق» حماس والدخول معها في حوار على أمل عابث أنه مع مرور السنين فإن المنظمة ستلين وستعتدل.

يرى ترامب وإدارته في حماس بالضبط ما هي عليه: منظمة تشارك في هجمات إرهاب ضد المدنيين، بمن فيهم أيضا مدنيون أمريكيون، وتعمل من أجل التخريب على المحاولة الأمريكية تحقيق السلام في المنطقة. يخيل أن هناك صلة مباشرة بين تقليص المساعدة الأمريكية للأونروا، «وكالة تخليد مشكلة اللاجئين وتخليد النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني»، والعقوبات التي فرضت على هنية. فالولايات المتحدة تطلق الإشارة إلى ان من اعتاد على أن يرى فيها آلة سحب المال، يتعين عليه من الآن فصاعدا أن يأخذ بالحسبان مواقفها وكذا في أنه لا توجد في المواجهة مع الإرهاب ألوان وسطى لأنصاف إرهابيين أو منظمة إرهاب ذات ذراع سياسية شرعية.

كما أن هذه رسالة لأبي مازن، الذي يؤمن بأن بوسعه أن يلعب مع إدارة ترامب مثلما فعل بأسلافه في البيت الأبيض، ويسعى إلى معالجة حماس من خلال مسيرة مصالحة فلسطينية داخلية بدلا من مكافحتها.

ينبغي الافتراض أنه مثلما في أعقاب إعلان ترامب عن القدس عاصمة إسرائيل، سيسارعون في أوروبا إلى الجدب وإلى الانتقاد للإدارة الأمريكية. هذا لا ينبغي أن يقلق ترامب أكثر مما ينبغي، كون الأمريكيين هم اللاعب الوحيد في المدينة، وأمر لن يتحرك في المنطقة من دونهم. إن تحدي ترامب هو بالتالي ترجمة سلسلة من التصريحات والخطوات، الرمزية في أساسها، في مسألة النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وبالمناسبة أيضا في مسألة إيران، إلى سياسة عامة وإلى خطوات عملية على الأرض. هذا سيكون اختبار الرئيس الأمريكي في سنته الثانية في البيت الأبيض.

اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى